شبكة ذي قار
عـاجـل










تمر اليوم الذكرى الرابعة والخمسون لثورة الثامن من شباط عروس الثورات ، التي فجرها حزب البعث العربي الاشتراكي ، رداً على ممارسات النظام الشعوبي الذي إنحرف بثورة العراق المجيدة ، التي أرادت منها الجماهير العربية العراقية أن تنقل العراق من حالة التبعية إلى حالة الاستقلال ، وحرية صناعة القرار ، وعدم ارتهانه للخارج ، وبشكل خاص النفوذ البريطاني في العراق ، الا أن بعض قادة الثورة العراقية ثورة تموز قد إنحرف بأهداف الثورة ، وإنقلب على صانعيها ومفجريها من القوى الوطنية والقومية ، ونكل بكوادرها باتباع سياسة شعوبية ، راح ضحيتها مناضلون من خيرة مناضلي الخط القومي العروبي .

ثورة الثامن من شباط في العام 1963 قضت على الحكم الفردي الشعوبي الديكتاتوري بعد نضال دام خمسة أعوام ، قدم فيها البعثيون قوافلاً من الشهداء ، كان في مقدمتهم المناضل عبد الوهاب الشواف ، إنضموا لقوافل الشهداء الذين سقطوا على طريق تفجير يوم الثامن من شباط ضد الحكم الفردي الديكتاتوري ، ورغم سرقة الثورة ممن أسدى لهم الثوار صنيعاً ، فنصبوه رئيساً للجمهورية ، والعمل على التنكيل بهؤلاء المناضلين الذين فجروا الثورة ، إلا أن مناضلي البعث لم يستكينوا ولم تلين لهم قناة ، وعلى مدار خمس سنوات ناضلوا ليعيدوا لثورة الثامن من شباط وجهها القومي ، فكانت ثورة السابع عشر الثلاثين من تموز عام 1968.

ثورة السابع عشر الثلاثين من تموز 1968 أعادت وجه ثورة شباط القومي ، وبسبب أهدافها القومية ، وخطورة قراراتها ، وجرأة صناع القرار فيها ، وقدرة هؤلاء الذين يقودونها على اتخاذ القرار الوطني والقومي ، فقد كانت المؤامرات تنسج حولها منذ اليوم الاول ، فكانت مؤامرات الجواسيس ، وتدمير الجبهة القومية التي سعت الثورة لبنائها ، وعند فشل كل المؤامرات الداخلية ، باتت الحاجة لاعداء الثورة للمؤامرات الخارجية ، فكانت ثورة الخميني التي أرادت الامبريالية أن تستبدل حكم الشاه شرطي الخليج بسلطة معممة ، ليقوم بدور شرطي الخليج ، فكانت أولى شعاراته ما اطلقه بتصدير الثورة ، وخاصة في العراق ، ومن ثم في بقية الوطن العربي .

كان الهدف الامبريالي والصهيوني والمجوسي يريد أن يقضي على ثورة السابع عشر الثلاثين من تموز ، بعد أن شعر بأهمية وخطورة إنجازاتها على الارض ، كتأميم النفط ، وتعميم التعليم ، وحملة محو الامية ، والاسراع بالاصلاح الزراعي ، وبالمنجزات الصناعية ، والعمل على توفير الكوادر البشرية العلمية والمدربة حاجة التنمية ودعامتها ، فكان الاعتداء الفارسي المجوسي على العراق في عملية احتلال لبعض المناطق الحدودية العراقية ، مناطق زين القوس وسيف سعد ، فكان رد الثورة عاجلاً ومؤثراً ، تم طرد الفرس من الاراضي العراقية المحتلة ، والاعلان عن وقف اطلاق النار .

رغم مطالبات العراق المتكررة لوقف اطلاق النار ، والعمل على علاقات حسن جوار مع ايران ، إلا أن نظام الخميني كان مصراً على ممارسة العدوان ، ولم يتوقف إلا بعد أن تجرع كأس سم الهزيمة بعد هزائمه المتكررة في كل مواقع القتال ، ولم يبق أمامه من مناص دون الموافقة على وقف اطلاق النار .

وبعد أن خرج العراق منتصراً في حرب الثماني سنوات ، شعرت كل القوى المعادية من امبريالية وصهيونية ومجوسية ، وأنظمة عربية رجعية وعميلة ، كنظامي حافظ الاسد وحسني مبارك ، لمشاركة الامريكان وحشودهم الدولية في حفر الباطن لضرب العراق ، ورغم كل ذلك فقد صمد العراق ، وتعرض لأبشع جريمة حصار عالمية أدت لمقتل ما يزيد عن مليون ونصف من أطفال العراق ، وتغلبت الثورة وقادتها وفي طليعتهم الشهيد صدام حسين على ظروف الحصار ، وتمكنوا من ادارة البلاد ، وتوفير متطلبات شعبهم في ظل ظروف الحصار القاسية ، وبعد فشل سياسة الحصار لاسقاط الثورة والتخلص من أبطالها ، فقد تقرر اتخاذ الدخول الى الكويت ذريعة لإنجاز ما عجز الاعداء عن تحقيقه في اسقاط الثورة ، فجاءوا بعملية الغزو والاحتلال في العام 2003 ، اشترك في هذا الغزو والاحتلال كل العناصر العفنة والمعادية العراقية والعربية وحتى الدولية ، وفي طليعتها روسيا يلتسن التي لم تعبأ بمساندة العراق رغم اتفاقية الصداقة بين البلدين .

جاء غزو العراق واحتلاله تحت ذرائع وهمية ، كذب فيما بعد كل مسوغات ومبررات الغزو بعد التأكد من خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل ، وتم اقصاء النظام السياسي ومطاردة رموزه وفي طليعتهم الشهيد صدام حسين ، الذي سطر اروع ملحمة صمود في المحاكمة الهزيلة ، والوقوف بكل جسارة واقتدار وشجاعة امام منصة الاعدام ، وتم تمزيق النسيحج الاجتماعي ، ونهب ثروة العراق ، وتمزيق اوصاله، وبسبب بطولة الثوار من رجال المقاومة العراقية الباسلة لم تتمكن قوات الغزو والاحتلال الامريكي أن تصمد في العراق ، وولت هاربة خوفاً من عار الهزيمة، ولكنها سلمت العراق لقمة سائغة لملالي الفرس المجوس .

لقد رسمت ثورة الثامن من شباط قواعد النهوض القومي في العراق ، وسارت ثورة السابع والثلاثين من تموز على هديها ، ولم تتمكن كل قوى البغي والعدوان من أن تنال من عزيمة الثوار ، فكان البعثيون في طليعة من دشن المقاومة بعد الغزو والاحتلال ، وقد استطاعوا مع القوى الوطنية والقومية والاسلامية أن يتصدوا للعملاء والخونة والجواسيس ، وهاهم اليوم يقدمون على مذبح الحرية بطولات خارقة من كوادر المناضلين العراقيين ، في مواجهة الاحتلال الفارسي المجوسي، الذي جاءت امريكا بعملائها على ظهور دباباتها ، وفتحت ابواب العراق مشرعة للغزو الفارسي ، ليعيث فيه فساداً ، ولينكل بأبنائه ، ويسرق ثروته ، ويمزق نسيجه الاجتماعي .

لقد تكرس الاحتلال الايراني للعراق بدعم ومساندة كل قوى البغي والعدوان ، وهاهم عناصر البغي والعدوان مستندين على حالة التردي والضعف والهوان العربي ، ليعلنوا أنهم قد احتلوا اربع عواصم عربية ، وسيعلنون امبراطوريتهم وعاصمتها بغداد ، إلا أن طلائع المجاهدين من قوى وطنية وقومية ودينية بقيادة المناضل عزة الدوري لم تقبل أن تلقي سلاحها في وجه كل الغزاة والعملاء ، حتى أن يتم لها إنجازالتحرير الكامل ، وتحقيق النصر على ارض العراق في مواجهة كل العملاء والجواسيس والخونة .

إن روح ثورة الثامن من شباط ما زالت متقدة في نفوس كل المناضلين على أرض العراق ، هذه الروح النفسية لن تسمح لكل طامع في أرض العراق أن يدنسها ، ويجعل منها ساحة لهؤلاء أعداء الإنسانية ، من فرس مجوس وصهاينة وامبرياليين، وسيعود العراق بوجهه الثوري القومي العروبي ، ليؤدي رسالته العروبية كواجهة لصد الريح الصفراء القادمة من صوب الجانب الفارسي ، وليساهم بقواه في العمل على المشاركة في تحرير كل الاراضي العربية المغتصبة ، وفي مقدمتها أرض فلسطين المحتلة .

المجد والخلود لكل الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن العراق والأمة وفي مقدمتهم شهداء ثورة الثامن من شباط .
المجد والخلود للشهيد صدام حسين الذي وقف أمام منصة الاعدام ، وسطر حالة غير مسبوقة في الشجاعة .
المجد لكل الثوار حملة البندقية في وجه أعداء العراق والامة العربية على امتداد الارض العربية .

dr_fraijat45@yahoo.com





الخميس ١٢ جمادي الاولى ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / شبــاط / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة