شبكة ذي قار
عـاجـل










ما من سبيل لمواجهة المد الفارسي العدواني الذي يستهدف الأمة في وحدتها ، ونهب ثرواتها ، وتعطيل تطلعاتها لبناء مشروعها القومي الوحدوي بغير دعم المقاومة العراقية الباسلة ، التي تستطيع هزيمة المشروع الفارسي ، ودفع ايران للإنكفاء داخل حدودها بعد تحرير الاحواز ، واقامة دولتها الوطنية المستقلة على حدود اراضيها ، التي تم اغتصابها من النظام الايراني ، كما تم اغتصاب فلسطين من الكيان الصهيوني .

ايران التي باتت تشكل خطر العدوان على الأمة لم تختلف عن الكيان الصهيوني في اغتصاب الارض ، والعمل على تدمير اهداف الامة ، فليس هناك فرق في احتلال فلسطين عن احتلال العراق ، وكما يعلن ملالي الفرس باحتلالهم لاربعة عواصم عربية ، هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء ، ومن يحتل عواصم هذه الدول العربية لا يمكن ولا بأي شكل من الاشكال أن يكون مسلماً ، كما يتشدق ملالي الفرس المجوس ، الذين يدعون الاسلام زوراً وبهتاناً ، وفي وقت يعلنون أنه لولاهم لما استطاعت امريكا احتلال العراق .

في مواجهة التمدد الايراني لابد من دعم المقاومة العراقية الباسلة ، فهي وحدها من يستطيع تحطيم رأس ملالي الفرس العفنة ، وقد تمكنت هذه المقاومة من طرد الامريكان وجعلتهم يولون هاربين ، خوفاً من عار الهزيمة ، وهؤلاء الملالي لا يجرأون على المواجهة ، وقد سجل التاريخ هزيمة الفرس على ارض العراق لخمس مرات ما بين القادسيتين ، فهل يعي العرب حكاماً ومحكومين أن خلاصهم من المد الفارسي المتصهين ، والذي يتعامل مع الكيان الصهيوني بكل ود وصداقة في الجوانب العسكرية والتجارية ، مختفياً وراء الشعارات الكاذبة في العداء للكيان الصهيوني ، وهو لم يطلق رصاصة واحدة ضد هذا الكيان الغاصب ، ولم يقدم شهيداً واحداً في ساحة المواجهة معه .

نعم فلسطين قضية العرب المركزية ، ولكن العراق جمجمة الامة ورمح الله في الارض ، ومن غيره لا يسند تحرير فلسطين ، ويقدم كل الامكانيات على طريق التحرير، الذي يجب أن يكون مهمة الامة ، حيث أن الصراع مع الكيان الصهيوني صراع امة لخطر هذا الكيان على الامة جمعاء ، ولكن لا يمكن الاستعداد لتحرير فلسطين والعراق محتلاً ومغتصباً من كيان صهيوني جديد متمثلاً بالفرس المتصهينين، وقد أكد تاريخ العراق دوره في المواجهة مع أعداء الامة وبشكل الخاص في الصراع على ارض فلسطين من نبوخذنصر حتى صدام حسين .

في هزيمة الفرس في العراق إنحسار لدورهم العدواني في عموم المنطقة العربية ، فلا نفوذ لهم في سوريا ولا لبنان ولا صنعاء ، وهؤلاء الذين يقاتلون في صفوفهم هم عملاء واتباع ، متوهمين أن الملالي يتحالفون معهم في الوقت الذي ينظر فيه الفارسي بالاحتقار والدونية لكل عربي ، وهم ينطلقون من حقد تاريخي ، بسبب أن العرب قد هدوهم إلى الاسلام وحرروهم من عبادة النار ، وهاهي افعالهم في العراق في التعامل مع العرب من نفس الطائفة تؤكد على حقدهم على العروبة والاسلام ، وهاهي ممارساتهم في الاحواز وهم من نفس الطائفة ايضاً تعري كل ادعاءاتهم الدينية .

افيقوا يا عرب فخيار استقلالكم ونيل حريتكم بايديكم ، والمقاومة العراقية الباسلة لا تريد منكم غير الدعم والمساندة ، وهي الكفيلة بهزيمة المشروع الفارسي المجوسي في عموم المنطقة العربية ، وهي وحدها من يستطيع تحريركم والخلاص من " اسرائيل " الثانية للتفرغ للخلاص من " اسرائيل" الاولى في فلسطين ، وأنتم تملكون كل مقومات الدعم التي يحتاجها أبطال العراق الذين يواجهون العهر الفارسي المجوسي ، وعملائه الخونة في المنطقة الخضراء في بغداد .

لابد من دخول المقاومة العراقية كل بيت عربي ، والعمل على تقديم كل العون والمساعدة المادية والمعنوية ، فكما دخلت المقاومة الجزائرية ايام التحرير البيوت العربية للخلاص من الاستعمار الفرنسي وحققت النصر والتحرير ، لابد من أن تدخل المقاومة العراقية كل بيت عربي حتى تحقيق النصر والتحرير ، عندها ستتمكن الامة من الاستعداد لتحرير فلسطين من الكيان الصهيوني ، فالصراع ضد الصهاينة في فلسطين وطهران يجب أن يكون صراعاً قومياً مهمة الامة كلها ، لا شعب فلسطين وحده ، ولا شعب العراق وحده ، فهؤلاء رأس الحربة في الصراع .

الصراع قومي سواء على صعيد تحرير العراق أو على صعيد فلسطين ، فالخطر الصهيوني خطر على الأمة والخطر الفارسي خطر على الأمة ايضاً، ومن لا يرى غير ذلك فهو واهم أو عميل وخائن ، وهؤلاء ليسوا من الأمة ، فالأمة بأبنائها الاحرار الذين يتلهفون للدفاع عنها ، وبذل الغالي والنفيس في سبيل رفعة شأنها ، والعمل على تمكينها من تحقيق أهدافها ، وفي المقدمة منها بناء دولتها الواحدة من المحيط الاطلسي حتى الخليج العربي ، لتأخذ دورها في الحياة ، ولتساهم في الإنجاز الحضاري الإنساني ، كما أراد لها الله عندما كلفها بأعظم رسالة سماوية من بين أمم الارض ، فقد قال رب العزة " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر " ، وقال عز وجل " إنا أنزلناه قرآناً عربياً " .

dr_fraijat45@yahoo.com





الجمعة ١٣ جمادي الاولى ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / شبــاط / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة