شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة
منذ ولادة حزب البعث العربي الاشتراكي في نيسان من عام ألف وتسعمائة وسبعة وأربعين وقد جعل غايته الجماهير العربية في وحدتها وحريتها وتحقيق العدالة الاجتماعية لها ، وذلك ، من خلال طرحه لأهدافه ، وهي ، الوحدة ، والحرية ، والاشتراكية ، وجعل له شعاراً يعبر عن حقيقة البعث القومية الإنسانية ، فكان شعاره :

أمّة عربية واحدة ... ذات رسالة خالدة

حيث يؤكد البعث ومنذ نشأته على ضرورات النضال الحتمي من أجل وحدة الأمّة العربية وحفظ رسالتها الخالدة من حيث أن الله تعالى قد كرّم هذه الأمّة بحمل رسالة السماء وجعل خاتمة الأديان وخاتم النبيين فيها ، إذ قال جل وعلا { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } ، وتأسيساً على ذلك وما في أمّة العرب من إرث حضاري يمتد لآلاف السنين ، وما وصف به العرب من الشهامة والفروسية والكرم والشجاعة ، وغير ذلك من الموصوفات الحميدة ، فقد وضع البعث العظيم شعاره وأهدافه من أجل النهوض بالواقع العربي وتحقيق حلم الجماهير العربية في الحرية والعيش الرغيد بعد التخلص من كل أشكال الاستعمار المهمين على مقدرات الأمّة ، وقد انبثقت أهدافه من صميم وجوهر معاناة الجماهير العربية .

ولأن شعار البعث وأهدافه قد مست روح الإنسان العربي واستقرت معانيها في قلوب الصفوة منها ، فقد أخذ البعث الخالد بالانتشار بين الجماهير وعلى مختلف الساحات في وطننا العربي الكبير ، وكان لابد للبعث من سلطة يسخرها في المضي لتنفيذ أهدافه وجعلها واقعاً ملموساً يعيشه أبناء العروبة في أمّتنا العربية المجيدة ، وقد تحقق له ذلك في العراق عام ألف وتسعمائة وثمانية وستين في ثورة بيضاء يوم السابع عشر من تموز المجيدة وأنجزها في يوم الثلاثين من تموز العام نفسه .

استبشرت الجماهير العربية خيراً بمقدم الحزب القومي الثوري ، وخاصة ، وهي تتابع شروعه في الإنجازات الثورية منذ اليوم لاستلامه السلطة في العراق ، وحقق ذلك تفاعلاً جماهيرياً كبيراً حتى صارت الجماهير العربية في عموم الوطن العربي تهتف بحياة الحزب وقيادته المجاهدة وتتغنى بمنجزاته وانتصاراته .

ومعلوم ، فإن أعداء العروبة لا يروق لهم وجود حزب يعمل على تحقيق وحدة وحرية المجتمع العربي وبناء اشتراكيته الخاصة المنتجة للعدالة والإنصاف لشعبنا العربي الأبي ، خصوصاً ، وأن حزب البعث العربي الاشتراكي ، قد أكد ومن أول يوم تأسيسه على ضرورة تحرير فلسطين السليبة وكل شبر محتل في أمّتنا العربية المجيدة .

وعلى هذا ، واجه البعث العظيم مؤامرات وتحديات جمة منذ استلامه السلطة في العراق العظيم ، خصوصاً مع تقدم الحزب في تحقيق الانجازات والانتصارات واتساع قاعدته الجماهيرية ، وانتهت في غزو العراق واحتلاله ، ولم تفلح القوى الغازية والمحتلة في الحد من تقدم الحزب في عمله الثوري واتساع قاعدته الجماهيرية على الرغم من قيامها بجرم إنساني تمثل في اغتيال قائد البعث ، الرفيق الشهيد ، أبا عدي ، صدام حسين المجيد .

ولأن حزب البعث العربي الاشتراكي قد جعل من الجماهير غاية نضاله الثوري ووسيلته في تحقيق أهدافه في الوحدة والحرية والاشتراكية ، فقد شرعنا في كتابة هذه الدراسة قاصدين تحقيق تلاحم أقوى وأكبر بين البعث والجماهير العربية في سائر بلادنا العربية ، حيث أن هذا التلاحم الثوري المصيري سيزيد من قوة وصلابة شعبنا العربي وتمكينه من الوقوف وبقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي بوجه كل التحديات التي تواجهها أمّتنا العربية المجيدة .

الباب الأول : مقومات النصر
1. الجمهور الثوري :
ونقصد به ، هو ، جمهور مسلح بالثقافة الثورية وترقي الحس الوطني فيه وأصالة انتمائه القومي للعروبة ، جمهور هاجسه نصرة الأمّة وقضاياها المصيرية ، وديدنه بناء صرح الأمّة العظيم وتحقيق الخيرية لها والتي أنشأها الله تعالى عليها .

الجمهور الذي يعمل على إصلاح حال الأمّة بعيداً عن الفوضاوية المخربة في المجتمع ، جمهور يكون حاضر بين الناس بالخلق الحسن وضياء الفكر وثبات العقيدة وثقة بالنفس ومسلح بالهمّة الثورية والعزيمة الوطنية .

هذا هو جمهور البعث ، سواء أن انتمى حزبياً في صفوف البعث الخالد ، أو لم ينتمي ، وقد قال الرفيق الشهيد ، صدام حسين المجيد ( كل مواطن شريف ، هو بعثي وإن لم ينتمي ) .

2. القيادة الثورية :
الجمهور العربي الثوري يحتاج إلى قيادة ثورية يكتمل فيها هرم التشكيل الثوري والذي يشكل مكمن قوة في العمل الثوري الكفاحي ، ومع وجود توافقات العمل الثوري بين القاعدة الجماهيرية وقيادتها ، فإن مخرجات هذه التوافقات ستكون عملاً منظماً متقدماً في المعاني الكفاحية نحو بلوغ الأهداف التي اجتمع عليها الجمهور وقيادته الثورية ، وهنا ، لابد من الإشارة إلى ضرورة توفر مقومات وصفات القائد الناجح في إدارة دفة العملية التنظيمية وقيادة الجماهير على الوجه الأكمل .

3. تحديد الأهداف :
لابد من فهم الأهداف ، وأهداف البعث المعلنة ، وترسيخ ذلك في الروح الثورية للجمهور العربي ، ويتحقق ذلك ابتداءً من فهم المعنى الجوهري لكل هدف والرابطة الجدلية بين الأهداف ، ولماذا مركزية الوحدة ؟ .

4. المركزية الديمقراطية ، ومبدأ نفذ ثم ناقش .
بغض النظر سواء إن كان العنصر الثوري منتمياً أو غير منتمٍ في صفوف البعث العظيم ، فإن استيعاب معنى المركزية الديمقراطية في أعلى درجات الفهم الروحي الجوهري سيجعل من المواطن العربي يتذوق حلاوة العمل الثوري الكفاحي المنظم ، والمركزية الديمقراطية ليست هيمنة فكرية ولا استبداد في الرأي ، إنها ممارسة تستند على احترام والاستماع لرأي الأقلية والتشاور في الأمور ، ومن ثم فسح المجال للقيادة مركزياً في اتخاذ القرارات ، وهنا ، لابد من حضور الفهم الثوري لدى الجمهور وقناعته بأن قرارات القيادة المركزية إنما تصب في مصلحة العمل الثوري والتنظيم ، ولذلك ، فإنه وفي حالات ومواقف كثيرة قد نحتاج إلى العمل بمبدأ " نفذ ثم ناقش " ، كوسيلة ثورية سريعة في اتخاذ قرار من شأنه تحقيق خطوات متقدمة في فعل المنظمة الثوري وجماهيرها .

الباب الثان : ماذا تريد الجماهير العربية من البعث ؟
1. الاطمئنان :
فعلى الرغم من انتشار القاعدة الجماهيرية لحزب البعث العربي الاشتراكي على الساحة العربية ، فإن الكثير من الجماهير تحتاج إلى أن تطمئن في أن ضالتها تكمن في حضورها مع البعث العظيم ، انتماءً أو تصديقاً تلاحمياً ، والجمهور ابتداءً ينظر إلى الرفيق الحزبي وأداءه الشخصي ونوعية حضوره في المجتمع ، وينظر إلى ثقافته ومنطقه ويتدبر حججه في البعث الخالد ، وعليه ، فإن اختيار الكوادر البعثية الناشطة في الوسط الجماهيري يجب أن يكون على هذا الوجه ونحسن في اختيارهم .

2. التغذية الفكرية :
لا شك فيه ، فإن تفاقم مشاكل وصعوبات الحياة خلقت فراغاً فكرياً عند الكثير من أبناء شعبنا العربي ، مضافاً إلى ذلك ، تعمد الفضائيات والإعلام الموجه من قبل أعداء العروبة إلى إشغال الناس بتفاهات تعمل على إفراغ أفكارهم من كل مفهوم ثوري ، وتجلب حالة التكاسل والاتكالية في المجتمع العربي ، وهنا ، يكون من الضروري على البعثي في ملازمته الحضور مع أصحابه أن يعمل على استنهاض المعاني والروح الثورية فيهم قبل الشروع في عرض فكرة الكسب الحزبي عليهم .

3. التفاؤل في المستقبل
المواطن العربي ينظر إلى المستقبل ويطمح في إشارات تفاؤلية إلى مستقبل زاهر يكفل له العيش الآمن والرغيد مع حضور معان العزّة والكرامة التي يفتقدها ، ولعل من أهم ما يمكن استعراضه هنا ، هو المنجزات التي حققها حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق من خلال دولة العدل والعيش الكريم التي أقامها في الشعب العراقي الأبي ، وليس هذا فقط ، فقد كانت للبعث منجزات على المستوى القومي ، وهي كثيرة ، نذكر منها :

أ- منح العرب حق امتلاك الأراضي الزراعية في العراق ، وتقديم كل المستلزمات لإنجاح الزراعة ومجاناً .

ب- استقبال الطلبة العرب للدراسة في العراق مجاناً تشمل السكن الطلابي وحصة تموينية حالهم كحال زملائهم من الطلبة العراقيين .

ت- استقبال المرضى من العرب في مستشفيات العراق برسوم زهيدة وبالدينار العراقي .

ث- استقدام الملايين من العمال العرب للعمل في العراق .

ج- فسح المجال للكفاءات العلمية العربية العمل في المراكز العلمية والجامعات العراقية .

ح- حضور العراق الفاعل والمتقدم في معارك العرب المصيرية .

خ- دعم الشعب الفلسطيني بالمال وتعمير ما يدمره الكيان الصهيوني وكفالة علاج الجرحى الفلسطينيين .

د- حضوره الفاعل والمؤثر في إنجاز الوحدة اليمنية المباركة .

ذ- الوقوف اقتصادياً إلى جانب الكثير من الدول العربية .

ر- وقوفه العسكري وبقوة كحارس للبوابة الشرقية للأمّة في وجه أطماع الكيان الصفوي ( الإيراني ) .

ز- الدعم المادي اللامحدود لجماهيرنا العربية من خلال قيادات حزب البعث العربي الاشتراكي في البلاد العربية أو من خلال فعاليات المنظمات الجماهيرية فيها .

س- إنشاء صناعة استراتيجية في العراق تحقق اكتفاءً ذاتياً لعموم الساحة العربية .

4. اليقين بالنصر
بإذن الله تعالى ، فإن استقرار حال اليقين بالنصر مهم جداً في تهيئة روح النصر وحال الثورية المتقدمة عند المواطن العربي ، وما علينا إلا أن نجعل من المواطن العربي أن يفهم معنى القوة المتحققة من خلال وحدة العمل الثوري ، وأن يد الله مع الجماعة .

5. الثقة في البعث
قد يواجه عملنا الثوري وسط الجماهير سؤال يتبناه بعض الناس ، وهو ، لماذا البعث ؟ .
جواب بسيط ، بالإضافة لما تقدم ، فلو أجلينا الغشاوة من على بصائر البعض ، لوجدوا أن حزب البعث العربي الاشتراكي ، هو الحزب الوحيد الذي وقف ضد الاستعمار ومحاولاته في تركيع الأمّة ، وهو الحزب الوحيد المستهدف من قبل أعداء العروبة ، وهذا دليل على حقيقة البعث الثورية وأهدافه القومية .

الباب الثالث : كيف نكسب الجماهير
1. أن يتمتع العضو البعثي بأعلى معاني الثورية والتضحية من أجل رفعة وسمو أمّته العربية ، ففاقد الشيء لا يعطيه ، ليس من المنطق أن تحدث الناس عن البعث وقيمه وأنت خال من ذلك كله ، الموضوع ليس ثرثرة لسان ، نحتاج إلى البعثي الذي يخرج كلامه من القلب ويستقر في قلب المواطن العربي المستمع .

2. سلامة المنطق ، وهذا بحد ذاته يحمل أهمية كبرى في الحديث إلى الناس عندما تتناغم أحاسيس المواطن العربي مع لغة ومنطق البعثي المتحدث ، فينتقل حال الإعجاب بشخصية المتحدث إلى الإعجاب بالفكر المكنون في عمق المتحدث ، وعندها يكون المواطن المستمع منجذب باتجاه العمل في صفوف الحزب ومع رفاق يتمتعون بهذه الملكة الفكرية والعمق الثوري .

3. فهم فكر البعث ومنجزاته وكيفية عرضها على مشروع الكسب ، وهنا ، لابد من استحضار فنون التشويق وأساليب العرض والتي يجب أن تكون منسجمة مع المستويات الفكرية المختلفة عند المواطنين المستمعين .

4. من الضروري وضع خطوات الكسب الحزبي من قبل الرفيق البعثي ، فعنصر المفاجأة قد تفقدنا فرصة كسب مواطن عربي يحمل في طياته روحاً ثورية مستباتة ، ولا بأس بالانتقال من اللقاء الفردي إلى اللقاءات الجماعية المدروسة شيئاً فشيئاً .

5. إذا كنت صديقاً صدوقاً لصاحبك ، فاعلم أنه سيرافقك في صفوف الحزب والعمل الثوري ، واعلم أن الصاحب ساحب ، كما هو في الأثر من القول ، وفي هذا ، عليك أن لا تترك صاحبك لما قد يحيط به من الأفكار المنحرفة عن معاني العروبة والحس الوطني ، هكذا تكون الملازمة الرفاقية منذ نشأتها الأولى .

الباب الرابع : ما نحتاجه في العمل بين الجماهير
1. تأهيل الرفيق البعثي ثقافياً وأدبياً ، وتأهيل شخصيته بما ينسجم ومعنى البعثية التي فيه وصفاتها التي يحملها ، وتعريفه بقادة البعث العظيم منذ تأسيسه وإلى يومنا هذا ، ودورهم في علو العمل والمعنى الثوري في نضال حزب البعث العربي الاشتراكي .

2. التأكيد على موضوع الاشتراك الحزبي وتوظيف ذلك لما يخدم التحرك بين الجماهير .

3. حث الميسورين من البعثيين على دعم العمل الثوري في إقامة التجمعات الجماهيرية المبرمجة ، مثلاً ، إقامة ندوات ثقافية وعلمية وأدبية وشعرية ، ومهرجانات رياضية واجتماعية وغيرها ، كل وحسب الظرف المحيط به في بلده .

4. تعميم منهاج ثقافي موحد على التنظيم الحزبي في سائر البلاد العربية .

5. دعم طباعة ونشر أدبيات ومؤلفات الحزب في الساحة العربية ، ومنها تجميع وإعادة طبع ونشر مؤلفات قادة البعث العظيم ، كمؤلفات القائد المؤسس والرفيق الشهيد صدام حسين ، رحمة الله عليهما ، وكذلك خطب وكلمات القائد المجاهد ، عزّة إبراهيم الدوري ، الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي .

6. تكثيف الحضور الرفاقي في الإعلام المرئي والمقروء ، وتكثيف الكتابة في البعث وأهدافه ومشاريعه ونضاله وتصديه لمحاولات الاستعمار ، واستغلال كل وسائل الإعلام المتاحة في ذلك .

7. تعميم اللائحة الداخلية للحزب على التنظيم الحزبي في سائر البلاد العربية وعلى مختلف المستويات الحزبية .

هكذا ، نكون قد أسسنا قاعدة قوية في التحرك بين الجماهير مستندة إلى حجج البعث العظيم في شرعية الحضور باعتباره الصوت الثوري الوحيد المعبر عن تطلعات وآمال الشارع العربي ، والضمانة الأكيدة لمستقبل الأمّة الزاهر ، عندها ، سنحقق خطوات واثقة ومتقدمة باتجاه تحرير الشعب العربي من الهيمنة الفكرية الاستعمارية ومحاولات سلب مقدراته وحقه الطبيعي في العيش الرغيد بكل ما فيها من معاني العزّة والكرامة .

ومن الله التوفيق
هذا ، ودمتم للنضال ولرسالة أمّتنا المجد والخلود .

مجموعة فرسان البعث العظيم
عنهم / الرفيق جومرد حقي إسماعيل

 





الاثنين ١٦ جمادي الاولى ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / شبــاط / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مجموعة فرسان البعث العظيم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة