شبكة ذي قار
عـاجـل










في ظل الانهيارات والمتغيرات الدولية تتباين درجات ومستويات التطور التاريخي للامم والمجتمعات . ويقيناالاخلاق تتبدل وفقا لطبيعة كل مجتمع وخصائص كل امة وتبعا للظروف الاجتماعية والطبقية والمرحلة الاجتماعية التي تمر بها الامم والطبقات . في ظل هذا التباين والتمايز وتطوير مفاهيم الاخلاق . هنا يحق لنا ان نتساءل ك (( حزب ثوري )) اية اخلاق نريد ..؟ والاجابة بكل بساطة وردت في - المنطلقات النظرية - التي اقرها المؤتمر القومي السادس للحزب عام 1963 .بان حزب البعث العربي الاشتراكي يريد اخلاقية الثوريين المنبثقين من غمار حركة الجماهير ونضالها وآمالها ومطامحها . والذين رفعتهم الجماهير لتمثيل مصالحها واهدافها والدفاع عن هذه المصالح والاهداف. انها اخلاق المناضل الثوري الذي هو القدوة المثلى للجماهير في الوعي السياسي والنضوج الفكري وفي السلوك والتصرفات اليومية والعلاقات مع الاخرين . هذه الاخلاق هي { اخلاق حزب البعث العربي الاشتراكي } وهي تمثل اخلاق الثوار الطلائعيين . وهنا نسائل كيف تتكون هذه الاخلاق..؟ في المقام الاول علينا التاكيد ان هذه الاخلاق لا تولد عن المناضل الثوري بين عشية وضحاها مثلما لا يستطيع الحزب ان يمنحه اياها كجرعة دواء ولا حتى كوصفة جاهزة . فالحقيقة الثابته تقول ان الاخلاق تتكون وتقوى وتتطور لدى المناضل الثوري على اساس - المراس العملي – و التجربة النضالية – والوعي الثقافي والسياسي في اطار التوجيه الحزبي الصحيح .. عندها تنضج اخلاق المناضل الثوري وايضا ينضج الحزب كله ويتكامل فكرا ومراسا واخلاقيا في خضم النضال والتجربة عبر المراحل المختلفة وعلى اساس معاناة الصعوبات والاخفاقات والاخطاء والنجاحات والمنجزات والانتصارات . في احدى المحاضرات في مدرسة الاعداد الحزبي عام 1979 قال لنا احد مناضلي حزبنا الذي كان يلقي محاضرته عن (( الاخلاق الثورية )) ان الحزب الثوري ككل يجب ان يتجاوز ذاته باستمرار خاصة في مجريات العمليات الثورية , وان يجدد نفسه ويرقى ويتطور في كل جوانبه ونواحيه . وهنا قلنا له كيف ذلك اجاب – ان المنتمى للحزب في الغالب يأتي من بيئة اجتماعية متخلفة تسودها كثيرا من المفاهيم والعادات والتقاليد البالية والاستغلالية الجشعة التي لا تنسجم بالطبع مع – مثل وقيم الحزب واهدافه واخلاقيته - . لذلك لابد من ان يعمل الحزب في سبيل تحير مناضليه من هذه العلل والنواقص وأن يغرس انماطا جديدة من العادات والمفاهيم والتصرفات فيهم وهي مهمة غير سهلة ولا تنجز في الحال او بامر ونهي . انها تتطلب اشرافا كاملا من

1-قيادات واعية ناضجة .
2-حسن التوجيهة والاعداد.
3-سلامة التثقيف ونقاوته .

وهنا يستلزم من المناضل خوض غمار النضال وامتحان النفس في محك التجربة وتجاوز الاخطاء وتقويمها عبر عمليات النقد والنقد الذاتي والمحاسبة الحزبية البناءة في اطار الانضباط الحزبي . لا يختلف اثنان على ان ضبط وسلوك وتوجيه الحزبي يعتمد بالدرجة الاساس على طبيعة الحياة الداخلية للحزب ومدى ضغط التاثيرات الخارجية عن الحزب وطبيعة الظروف الاجتماعية والسياسية التي يمر بها الحزب . ومع ذلك فان الدور الحاسم يظل يتحمله الحزبي نفسه ؟

على مدى التاريخ وسفر الحركات الثورية في كل مكان كانت وماتزال تتعرض لمؤثرات مختلفة . يكون فيها المناضلون الثوريون باستمرار موضع امتحان وسبر لاصالتهم الثورية . {فيخرج البعض من التجربة وهم اكثر صلابة وقوة ثورية. بينما يخرج آخرون من التجربة نفسها بردود فعل - انكماشية , وانهزامية اندحارية , أو انتهازية }.

الثابت في جميع مراحل النضال السلبي والايجابي وفي كل ميادين العمل الحزبي والجماهيري , يجب أن يتصف المناضل الثوري بصفات اساسية في مقدمتها :

1- الروح الجماهيرية. اي ان يكون احساسه عميقا بارتباطه الجماهيري , ان يكون في محيطه رفيقا وتليمذا للجماهير التي يجد نفسه فيها .ان تكون له ثقة لا حد لها بالجماهير . برغم كل ما يلمسه من المظاهر السلبية فيها وان يؤمن من اعماقه بأن رسالة حزبه (( وبالتالي رسالته )) هي رسالة قيادة الجماهير نحو الانتصار .

2- أن يتميز بروح التضحية والفداء . بروح الجماعة لا الفرد الاناني , ان يخضع مصالحة الشخصية لصالح المقاومة والحزب . اي بعكس الانتهازي النفعي المصلحي الذي يجعل مصلحته الخاصة محور كل شيء والهدف الاول الاخير بالنسبة له .

3- أن يتميز بروح التواضع الثوري . بعيد عن الغرور . وحب الضهور والتبجح . اي ان يطمح لتجاوز ذاته . ولتعلم المزيد من التجربة والمعرفة .

4- أن يتحلى بروح الشجاعة والثبات والصلابة الثورية ضد جميع اشكال الظروف الصعبة والمشاكل الحادة والالام المحتلمة والانتكاسات والاخفاقات , تلك الشجاعة والصلابة المستمدتين من الايمان العلمي بحتمية انتصار الجماهير والتقدم الانساني .

5- أن يتسم بالاستقامة والامانة مع الحزب وكذلك مع رفاقة والجماهير . وان لا يشوه الحقائق لمصلحة خاصة ولا يبالغ بابراز نفسه .ولا يطمس خطا لمجرد انه مساهم فيه .وان لا يفتعل تشهيرا ضد رفيق اخر لمجرد وقوع جفاء او خصومة بينهما .

6- ان يتصف بروح الود الاخوي الرفاقي والعاطفة الانسانية الصافية مع رفاق بلا تشديد زلا تفريط . وان يشارك في آلام رفاقه, زان يساعدهم في تصحيح اخطائهم .

7- ان يتصف برباطة الجاش , وهدوء الاعصاب , ويحارب النرفزة والتهور والتسرع , او الانفعال العاطفي الاهوج وان يضبط ويكبح انفعالاته في المواقف السياسية , وان لا يتسرع في اصدار الاحكام والاستخلاص النتائج.

8- ان يتحلى باعلى درجات الانضباط الحزبي . فيكافح جميع اشكال ومظاهر التحلل وان يحافظ على اسرار الحزب ويقمع نوازع الثرثرة.

9-ان يكون لدى المناضل الثوري قدرة التفكير المشتعل والنظرة الحزبية العلمية الانتقادية . اي ان يكون متحرا من نزعات وميول المسايرة والتملق والخوف والنفاق , مع التحلي باكبر درجات الروح الانضباطية الحزبية والالتزام المبدئي.

هذه هي صفات المناضلين في حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي الذي هو حزب المستقبل الذي يناضل لتحقيق المجتمع العربي الاشتراكي وبمقدار تحلي اعضائه بالاخلاقية بمقدار اقتربه من اهدافه المنشودة لتخقيق مبادئه.
 





الاربعاء ١٨ جمادي الاولى ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / شبــاط / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب داود الجنابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة