شبكة ذي قار
عـاجـل










الطقس العاصف الرديء، والأمطار الغزيرة المصحوبة بتدني درجات الحرارة مساء يوم السبت 11/3/2017 الجاري،
لم تمنع ناشطين من بلدة القبيات وعكار العتيقة والبلدات المجاورة وطرابلس، عن تلبية دعوة رئيس الصالون الثقافي في القبيات الدكتور انطوان ضاهر، والجنرال المتقاعد جورج نادر إلى حضور اللقاء الموسع الذي عقد في مجمع المونتي فردي أعالي جرود القبيات بمحافظة عكار والذي استضاف الناشطين في حملة "بدنا نحاسب"، المحامي واصف حركة والإعلامية نعمت بدر الدين، واستمر لأكثر من ساعتين من الزمن والحوار المعمق الهادف حول الأوضاع اللبنانية الداخلية تسنى خلالها للناشطين حركة وبدر الدين الاستماع من الحضور عن كل ملاحظاتهم حول الحراك المدني وما يحيط به من سلبيات وإيجابيات ليتحدثا بإسهاب عن تجربة حملة "بدنا نحاسب" التي تمثل مجموعة متطوعة من المواطنات والمواطنين من مختلف مناطق لبنان ومشاربه السياسية المتعددة ومستقلين، وضعوا جميعاً انتماءاتهم الحزبية والفكرية جانباً وتعاهدوا على تبني جملة من القضايا المصيرية الداخلية المشتركة التي توحد ولا تفرق بينهم، طالما في هذا التجمع ما يخدم مصلحة الشعب اللبناني الرازح تحت نظام سياسي طائفي فاسد ينخره الفساد وتغييب المؤسسات الدستورية والرقابية لمصلحة من يسرق قوت الشعب اليومي وينهب الخزينة المالية العامة ويُغرق الشعب في متاهات المذهبية والمناطقية والفقر والجوع والإفلاس.

من هنا كانت أهمية هذه اللقاءات الدورية التي يعقدها الصالون الثقافي في القبيات شهرياً منذ العام 2014 حتى اليوم بهدف طرح القضايا الثقافية والفكرية والاجتماعية والتنموية والسياسية ومناقشتها مع المختصين في سبيل الخروج بأفضل المقترحات للحلول الواجبة، كما جاء في مداخلة رئيس الصالون الثقافي القبياتي العكاري الدكتور انطوان ضاهر.

كما أن هذه اللقاءات، إنما تأتي لتشجيع المواطنين على التعبير الديمقراطي عن حقوقهم والمطالبة بها بدون خوف أو ارتجاف أو قلق على حريتهم ولقمة عيشهم من الذين يهددونهم بمصدر رزقهم أحياناً كثيرة فيشلون حركتهم نحو الدفاع عن قضاياهم، كما أشار إلى ذلك أبن القبيات العميد المتقاعد جورج نادر الذي ارتأى أن يحمل اللقاء عنوان ( الحراك المدني : واقع ومرتجى ).

لتتولى الكلام حول ذلك، الإعلامية الناشطة نعمت بدر الدين التي رأت أنه من أشد الخطورة مما نتعرض له في هذا البلد، إننا نخضع لثمانية عشر نظام طائفي مذهبي لكل منهم خطابه الفتوي الأحادي الذي لا يمت إلى المواطنية بصلة، في ظل عبودية الخطاب الموجه والمدرسة الخاصة وكتاب التاريخ غير الموحد حتى الآن، إلى المؤسسات الأخرى الخاضعة للفكر الميلشياوي الذي يتعامل مع المنتسبين للمذهب والطائفة كأتباع يجمعهم الكانتون ويخسرهم الوطن.

وأضافت أن حملة "بدنا نحاسب" أخذت على عاتقها تبني جملة من القضايا الكبرى التي تتناول الفساد في الإدارات العامة والتلوث البيئي والاعتداء على الأملاك العامة وكلها قضايا تهم الشعب اللبناني بجميع طوائفه ومناطقه وقياداته السياسية وأحزابه فالتلوث لا يستهدف طائفة دون أخرى، والفساد لا يستثني منطقة عن منطقة، والتعدي على الممتلكات العامة ونهب الخزينة لا تصيب جزءاً بعينه بقدر ما تصيب الشعب والوطن في مقتل ومن أجل كل ذلك فإننا ندرك صعوبة ما نُقدم عليه من خطوات ومقتنعون بأننا لن ننتزع هذا الانتصار أو ذاك غداً، ولكن مسيرة التغيير قد بدأت وفتحنا أبواب التصدي التي كانت مغلقة على المواطنين ويكفي أننا أوقفنا صفقات بمئات ملايين الدورات كصفقة "شينوك" وفضحنا ما كان من المستحيل كشفه من فساد داخل بعض الإدارات العامة كهيئة التفتيش المركزي مثلاً، وحراكنا لم يعد محصوراً في العاصمة بيروت وإنما انتقل إلى المدن والقرى اللبنانية والدليل وجودنا اليوم في القبيات بعكار.

ثم أعطي الكلام للمحامي واصف الحركة الذي شكر أهل القبيات وصالونهم الثقافي على هذه المبادرة بوجود هذا اللفيف المتنوع من أهل الفكر والثقافة الذين دفعهم عامل التغيير الاجتماعي والسياسي إلى هذا اللقاء والوقوف في مواجهة نظام سياسي فاسد لا يتورع حتى عن شن الحروب الأهلية بين المواطنين والأمعان في شرذمتهم بهدف الإبقاء على مصالحة ومصالح كارتيل المال المتعاون والمتآمر معه على سرقة المواطن ومصادرة مقدرات الوطن.

وأضاف : إننا اليوم أزاء مهمتين أساسيتين:
الأولى : العمل على التغيير السياسي الديمقراطي بالتشديد على انتخابات نيابية تقوم على قانون النسبية خارج القيد الطائفي وعلى مستوى الوطن.
الثانية : مواجهة مختلف ملفات الفساد والسعي إلى إعادة أحياء المؤسسات الرقابية والدستورية لتلعب دورها المطلوب في نطاق بناء الدولة من جديد إذ لم يعد من الجائز أن يترحم أحدنا اليوم على المؤسسات التي أطلقها الرئيس الراحل فؤاد شهاب في منتصف القرن العشرين ويقول يا ليتنا نعيش في ذلك الزمن وقد مر عليها أكثر من نصف قرن بعدما تم تعطيلها وتغييبها من قبل نظام فاسد لم يكتف بذلك وحسب، وإنما ها هو يضرب الحركات النقابية والعمالية التي عليها عاتق التغيير فيخترقها بأتباعه وإزلامه لتعيش حال الشلل التام وكما حصل مؤخراً مع هيئة التنسيق النقابية وكل من يجد لديه القدرة للاعتراض والاحتجاج والنزول إلى الشارع.

وأضاف طارحاً السؤال التالي: هل الحراك مستمر والى أين ليجيب: ان الحراك وبالرغم من كل محاولات شيطنته واختراقه وتطويقه، سجل أكثر من انتصار في الانتخابات البلدية الأخيرة سواء في بيروت أم طرابلس ام بعلبك والهرمل والجنوب وغيرها، هذا فضلاً عن عديد البلديات التي رفضت واقع الهيمنة وانتخبت مجالسها من الشباب الواعد الذي يمتلك الحد الأدنى من الاستعداد للتغيير الديمقراطي، دون أن نغفل تمدد الحراك وتوسعه وصولاً إلى تحقيق لا مركزيته فتتولى المدن والقرى والبلدات إمساك زمام أمورها بأيديها وما وجودنا اليوم في القبيات أقاصي عكار المحرومة سوى الدليل الساطع على ذلك، فما نحتاجه منكم كثير وكثير جداً ويكفي إننا أطلقنا بذرة التغيير في أرضنا الطيبة وثمارها لا بد أن تنمو وتزدهر، سواء قطفها هذا الجيل أم الذي يليه فالتغيير قادم حتماً لا محالة مهما اعترضته من صعوبات وهذا هو منطق التاريخ الذي لا يخطئ.





الثلاثاء ١٦ جمادي الثانية ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / أذار / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نبيل الزعبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة