شبكة ذي قار
عـاجـل










الذي يغوص في التاريخ القديم، العربي وغيره يجد نماذج بالية لمجرمين تعفنوا منذ زمن بعيد في مزابل التاريخ ..

كانت العرب في الجاهلية تلعن "أبو رغال" دليل أبرهة الأشرم وبعد هزيمة الأحباش ظلت عرب الجاهلية تلعن أبي رغال ليل نهار وترجم قبره بالنعال لمجرد انه عمل "معاونا" أو "دليلا" لجـيش الغزاة؟! وجعلت منه رمز للخيانه نقرأ لكثير من الرفاق والاصدقاء وهم يحاولون انتشال بعض العملاء من وحل ومستنقع القاذورات بعد سقطوهم في وحل العمالة للمحتل واذنابه , والعمالة للمحتل أخلاق الجبناء الأخساء.

وجريمة العمالة هي من جرائم الافساد في الارض لأنها تستهدف ارض ودستور الامة فخيانة الأمانة شيء وخيانة الصديق شيء آخر لكن خيانة الدين والوطن شيء عظيم . بماذا سيقابلون الله أولائك الذين خانوا الوطن والدين وجعلوا أنفسهم مطايا للمحتل , قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )

في أثناء التجهيز لفتح مكة , بعث الصحابي حاطب بن أبي بلتعة لمشركي قريش الخبر عن عزم النبي صلى الله عليه وسلم فتح مكة , لكن الله الحافظ لعبادة كشف الأمر للرسول عليه الصلاة والسلام . فقام سيدنا عمر بن الخطاب وقال يا رسول الله لقد نافق حاطب فدعني أضرب عنقه .. أي أن سيدنا عمر أدرك أن الخيانة نفاق وموالاة للمشركين وأن جزاءها ضرب العنق , ولم يكن رد النبي صلى الله عليه وسلم يعارض هذا الفهم .. لكن الذي انقذ حاطب أنه ممن شهد بدرا فقط ..

من يحب وطنه لا يمكن له أن يفكر ولو للحظة واحدة، مهما كان الثمن، أن يخون وطنه أو يبيعه، أو يضع يده في يد المحتل ، لعل بعضنا قرأ قصة نابليون ورفضه مصافحة أحد الخونة لوطنه، والمتعاون مع جيشه، حينما قدم الرجل ليتسلم حصته من المال، وكان نابليون يسلمها بنفسه، وقد مد يده ليسلم على القائد الفرنسي الذي قال له « خذ حفنة المال مكافأة لك، أما يدي فلا تصافح من يخون بلده »!

أتعلمون لماذا فعل القائد الفرنسي ذلك؟ لأن الوطن هو «الشرف والعرض والعهد والماضي والمستقبل، وكل شيء»، ومن يتنازل عن هذه المبادئ، ويسيل لعابه لحفنة من الدراهم، أو ينجرف خلف شعارات الأعداء خدمة لأهدافهم، ويبيع انتماءه لبلده ودينه ومجتمعه بأبخس الأثمان، فهذا لا يستحق العيش فوق ثراه، ولا يشرف الوطن به , الله وسم العميل والخائن لوطنه بصفات تظهر عليه وعلى اولاده , هكذا تستمر العقوبة ضد العملاء، فيما يردد الخطباء لكل مناسبة: ألا عدوان إلا على الظالمين ..

هنا نذكر رفاقنا واصدقائنا بقول الحق سبحانه وتعالى ( اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ )

ليذهب العملاء الى مزابل التاريخ يرقدوا حيث يستحقون ...





الاربعاء ٢٤ جمادي الثانية ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / أذار / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد مناضل التميمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة