شبكة ذي قار
عـاجـل










( اللهم أحمنا من أصدقائنا ، أما أعدائنا فحن كفيلين بهم )

هذا هو شعار المقاومة الفلسطينية، الذي كان صحيحا ويظل كذلك لحركات التحرر الوطني في هذا الزمان وأي زمان أخر تختلط فيه المعايير وتختلط فيه الأوراق ولم يظهر للآخرين في الأفق سوى اللون الرمادي .

1 - إستراتيجية ( اوباما ) تقوم على عدم الممانعة في حماية أمن دول الخليج العربي .. أي ، حمايتها من أي تهديد ( خارجي ) .. أما التهديد ( الداخلي ) ، فأن هذه الأستراتيجية غير معنية به وبنتائجه .. فيما تتعرض دول الخليج والمشرق العربي بوجه عام لتهديدات إيرانية ( داخلية ) ، وليس بمقدور النظام الأيراني أن يشن حربًا مباشرة على دول المنطقة .. وهذا يعني أن التهديد المباشر يكمن بمحركات ( الداخل ) وهي نزعات طائفية إستيطانية إيرانية .. الأستراتيجية الأمريكية ، دفعت النظام الأيراني وشجعته على التحرك العسكري والأستخباراتي والأعلامي في صيغة تمدد عسكري - مليشياوي مسلح جعل قادة إيران يعلنون عن إمبراطورية فارسية عاصمتها بغداد وأذرعها الراهنة تمتد من لبنان وسوريا حتى اليمن .

2 - استراتيجية الحماية هذه ، التي أعلنها ( أوباما ) صراحة وبصورة غير مباشرة وهو يضع البيض الأمريكي كله في السلة الأيرانية .. الأستراتيجية هذه كانت تفرق بين حماية ( الخارج ) وحماية ( الداخل ) .. والمعنى في ذلك إعطاء الضوء الأخضر للتمدد الأيراني أكثر وبمستوى التدمير والتخريب والتهجير والتفريس والأستيطان الطائفي .. وهذا ما تريده أمريكا والكيان الصهيوني وتنفذه إيران .. كل هذا يحصل والأزمة الأقتصادية والمالية الأمريكية واضحة وبارزة شلت أمريكا سياسيًا ودفعت بها إلى التراجع والأنكفاء ، فيما ظلت تعاني من عجز مالي كبير قدره الرئيس ( ترامب ) بـ ( ست تريليونات ) من الدولارات نتيجة غزوها للعراق وخروجها منه مدحورة ومنكسرة .

3 - إستراتيجية ( ترامب ) بشأن الحماية ، لا تختلف كثيراً من حيث تفريقها بين حماية ( الخارج ) الخليجي وعدم حماية ( الداخل ) الخليجي ، والفرق هو الثمن .. ( ثمن الحماية ) ، لكون مبدأ الرئيس هو لا حماية أو خدمات بدون ثمن .. حتى هذا المبدأ تطبقه أمريكا على شركائها الأوربيين وأعضاء حلف شمال الأطلسي ( الناتو ) .. لأن الدولة الأمريكية قد تحولت إلى ( مقاول ) يعرض خدماته في تقديم المشورة والسلاح والذخيرة وأي مستلزمات تقتضيها مهمات الحماية، شريطة عدم المساس بمصالح أمريكا التي كلفتها الأموال والدماء .. هذا ما تقوله الأدارة الجديدة للبيت الأبيض .. لا تريد هذه الأدارة أن يزاحمها أحد من السراق واللصوص، وخاصة الذين جلبتهم من الخارج والذين نصبتهم إيران تحت خيمة الجنرالات الأمريكيين والسفير الأيراني السابق في بغداد ( حسن قمي فر ) وبمشاركة ( المالكي ) رجل إيران الدموي .. هؤلاء يسرقون النفط وإيران تسرق النفط وتستحوذ على ( 21 ) بئرًا نفطيًا بالقوة المسلحة، فيما يسرق حكام الكويت نفط الرميلة بالأنابيب المائله .. وأمريكا لا تحصد سوى الهزيمة والخسارة والذل .. أمريكا تنتفض لمصالحها وليس لسواد عيون العراقيين والعرب في الخليج والمشرق ومغربه أيضا .

4 - أمريكا شعرت بالتغول الفارسي على مصالحها ونكث طهران لتعهداتها مع إدارات أمريكية سابقة، حتى بات الداخل الأمريكي مهدد بالتفكك في ظل إدارة ( أوباما ) .. أمريكا لا تسكت ، ومن أساليبها أن تجمع النقاط حتى تبلغ مستوى المعالجة بخيارات لها تراتيبية في الأستراتيجية الأمريكية .. هذه التراتيبية محسوبة، ليس في نطاق الوضع الأقليمي والقوى الفاعلة على مسرحه فحسب، إنما لها حساباتها على الأمد المتوسط والبعيد .. وذلك لكون أمريكا دولة عظمى ودولة مؤسسات وصناعة القرار فيها مراقب دستوريًا – رغم خداع ( بوش الأبن ) وخداع ( أوباما ) وتوريطهما في إحتلال العراق وتدميره .

5 - إستراتيجية أمريكا الراهنة، ملامحها تشير إلى قرار وقف التمدد الأيراني الذي يضر بالمصالح الأمريكية وإرجاع قواها المليشياوية المسلحة إلى وراء الحدود وتجريدها من أسلحتها، وهو قرار لا رجعة فيه أمام وضع متدهور وخطير بات يؤثر على أمن المنطقة وإستقرارها .. والعمل على إعادة صياغة التوازنات بما يكفل إرغام النفوذ الأيراني إلى التقهقر .. وهذا خيار قد يحمل ملامح إستخدام القوة التي تظهره المؤشرات التالية :

أولا - ترتيبات عسكرية أمريكية على أرض العراق ، وتدعيم قواعد ، وزيادة قوات قتالية ، ليست تدريبية .

ثانيًا - تطويق عسكري للحدود الشمالية الغربية ورصد تحركات الحدود الشرقية .. وتفعيل الوحدة المجوقلة ( 101 ) وإستنفارها .

ثالثًا - مناورات عسكرية مشتركة في مياه الخليج العربي تقودها أمريكا ولثلاثة أسابيع وهدفها تعزيز تعاون ( الدفاع الأقليمي ) - وزيادة السفن الحربية في المياه الأقليمية العربية والبحر العربي وبالقرب من باب المندب - .

رابعًا - وجود عسكري أمريكي في سوريا يلتف بأتجاه ( الرقه ) و ( الباب ) في الشريط الحدودي السوري التركي ، يأتي بعد إنهاء التفويض المتعلق بترك الساحة للقوة الروسية، الذي منحه ( أوباما ) وتعاطت معه بليونة ( تل أبيب ) .!!

خامسًا - أجتماع مشترك لهيئات الأركان الأمريكية والروسية والتركية في أنقره ، والتنسيق حول إدارة العمليات لمحاربة ( الأرهاب ) ، وضبط وتيرة الصراعات في حدودها المعلومة.

سادسًا - تعزيز الوحدات القتالية الأمريكية في الكويت .

6 - السياسة الأمريكية الراهنة تعمل على أساس ( الشراكة الأستراتيجية ) مع دول الخليج العربي، والتي تضع خط ( الحماية ) الأمنية في قائمة الأهتمامات الأساراتيجية للمنطقة برمتها ويقع المشرق العربي ( العراق وسوريا ) في بؤرة المعالجات الأمريكية .. والحماية هذه ليست بدون مقابل .. وهذا هو الفرق بين بيض ( أوباما ) الذي وضع كله في السلة الأيرانية ، وبيض ( ترامب ) الذي قسمه على طالبي الحماية الضعفاء القادرين وغير القادرين على الدفع ( أوربا والخليج العربي ) .. أما إيران فحظوظها قليلة جدًا .. أما روسيا التي يمكن أن تحافض على مصالحها القائمة في سوريا بعد تغيير النظام الدموي في دمشق.

7 - إيران خاسرة في كل الأحوال .. حتى وأن أعتبرت بعض مراكز صنع القرار في روسيا إيران خطًا ( دفاعيًا ) مهمًا ودولة عازلة ( Buffer State ) وليست منطقة عازلة ( Buffer Zone ) ، فهي خاسرة .. أما روسيا فيمكن الأعتراف بمصالحها في سوريا .. أو إحتمال إلغاء العقوبات ضد روسيا مقابل إتفاق ( أمريكي - روسي ) بشأن خفض الأسلحة النووية، إذا ما اتخذته واشنطن .. رغم أن ذلك قد يدفع ( الناتو ) إلى إتخاذ إجراءات لمنع ذلك بنشر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة على الحدود بين روسيا وأوكرانيا أو كعمل إستباقي، قد يقرر ( الناتو ) تعزيز قواته العسكرية في البحر الأسود وتصعيد سياقات مناوراته الضاغطة ويكثف فعالياته الأستخبارية .. وقد تختفي خلف هذا سياسة الردع ( Political Detente ) .!!

خلاصة ما تقدم .. ليس أمام إيران إلا أن تسحب مليشياتها من سوريا والعراق، وعدا ذلك فأن إحتمال التصعيد محتمل على كل الصعد .. خاصة وإن صواريخها التي زرعتها في الجنوب اللبناني، وصواريخها التي نصبتها في اليمن وبالقرب من مضيق باب المندب تهدد بها الملاحة الدولية، وصواريخا التي سلمتها إلى مليشيات الحشد الشعبي في العراق، لن تسلم أبدًا .. أما روسيا فأن خياراتها واضحة وممكنة في إطار ما يسمى إستراتيجيًا ( العمل المشترك ) في حقبة يتعذر التغاضي عنها، لأنها تؤسس لنهج تتبلور فيه قواعد الأمن والأستقرار في المنطقة، بعيدا عن أدوات إيران التي يصعب قبولها أدوات للأرهاب في المنطقة والعالم.!!





الخميس ٢٥ جمادي الثانية ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / أذار / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة