شبكة ذي قار
عـاجـل










يطل علينا بين الفينة والاخرى من يصدع رؤوسنا أن للصهاينة مشروعهم وللفرس مشروعهم وللاتراك مشروعهم وأنتم اين مشروعكم ؟ ، والمصيبة الكبرى أن المتنطع هذا عربي ، وكأنه ليس من الامة وخارج اطار المسؤولية عن النهوض بها، والتخندق في خندقها ، والمدافع عن مستقبلها ، والعامل على خلاصها مما تعاني منه من اعتداءات صهيونية وفارسية وتركية ذات المشاريع القومية التي تستهدف الامة وابناءها .

المشروع القومي العربي مشروع أمة وليس مشروع فرد ، وهو مسؤولية كل مواطن عربي حر شريف ، يؤمن بهذه الأمة ودورها الطليعي الحضاري الذي قامت به بعد تحملها اعباء رسالة السماء ، فنجحت بها واستطاعت أن تقدم للعالم نموذج حضاري لم تتقدم بمثله امة من الامم ، فهي تملك التاريخ والمقومات التي تمكنها من بناء مشروعها العروبي الاسلامي لتسهم في البناء الحضاري العالمي .

المشروع القومي مسؤولية الافراد والجماعات اي الشعوب ، وهي ايضاً مسؤولية الحكام والمحكومين ، فهناك من الحكام الشرفاء الذين يتشربون روح الامة ، ودورها الحضاري في اعماق صدورهم ، وكذلك هو مسؤولية الطليعة التي تقود المجتمعات والاحزاب والعمل النقابي المهني ، لأنه يمثل لها وللجميع قارب النجاة مما تتخبط فيه، ومن الاستهداف الذي يقوم به اصحاب المشاريع القومية في الاقليم من صهيونية وفارسية مجوسية وتركية عثمانية .

والمثقفون الملتزمون هم من يتحمل مسؤولية اكبر في بلورة هذه المشروع وتوضيحه للجماهير ، فلهذه الجماهير دورها في البناء والتقدم ، ولا نجاح لاي مشروع ما لم تنخرط به كل فئات المجتمع ، لأنه مشروع المجتمع فلكل دوره واسهاماته ومساحته في العمل ، فهل يعي الجميع أن هذا المشروع ليس لنا المتحمسون له ، بل هو للجميع ولكل واحد فيهم المساحة التي لكل واحد منا .

المشروع القومي العربي عمل اكثر منه تنظير ، فالمبادئ التي نؤمن بها تحتاج إلى عمل وجهد وتضحية ، ولأنه يحتاج جهد الجميع بسبب من حجمه وفعله وتأثيره، فليس هناك اكبر وافضل من مشروع امة بحجم امتنا التي تستند لتاريخ وثقافة وفلسفة ، فقليلة هي الامم التي تتوافر فيها مثل حال الامة التي تزخر بكل القيم الاخلاقية والإنسانية ، فامتنا امة رسالة تتحمل مسؤولية هذه الرسالة للعالم اجمع ، وهذه الرسالة فيها شفاء للكثير من المشكلات التي تعاني منها الإنسانية .

مشروع امتنا يستند على مبادئ اخلاقية لا تعتدي على احد ، ولا تستهدف احد ، هو بناء دولة امة في مشروع وحدتها ، فالامة في طور التوحيد بفعل توافر كل عناصر الوحدة ، والامة تنشد الحرية والعدالة ، فمشروعها يعلي من قيمتي الحرية والعدالة بين جميع المواطنين ، باعتبارهم مواطنين يملكون المساواة الكاملة ، فالمواطنة هي القاعدة ، وليس هناك من عرق أو جنس أو دين أو طائفة ، الى جانب ذلك فالشروع القومي ما دام يؤمن بالحرية والتحرير فلا اعتداء من قبله ، كما لا يقبل اغتصاب ذرة تراب من وطن الامة اياً كانت نوعية الاحتلال وجنس المحتل ، مما يعني لا يمكن التعايش مع المشروع القومي والمشروع الصهيوني ، فالصراع مع الصهيونية على ارض فلسطين صراع وجود لا صراع حدود ، ولا يقبل للمشروع الطائفي الملالي الفارسي استهداف الامة في العراق وسوريا واليمن ولبنان ، واي تواجد فارسي من خلال المجموعات الطائفية على ارضه ، وهو كذلك ضد اي توجه تركي يستهدف ارض الامة وإنسانها ، وفوق كل هذا وذاك يرفض الامبريالية الدولية ايا كانت الدولة التي تسير على نهجها ، فليس هناك من امبريالية صديقة كما يظن البعض في امبريالية بوتن ، ولا الامبريالية الغربية بزعامة الولايات المتحدة الامريكية .

لا يظنن البعض أننا حالمون فهذه الامة بعظمتها قادرة على أن تقف على قدميها ، وقد مرت بظروف اصعب واقسى مما هي فيه ونهضت ، ونفضت عنها غبار الوهن والضعف عندما قيض الله لها من يأخذ بيدها ، وحققت النصر على أعدائها وكل من استهدفها ، فللقيادة دورها في حشد طاقات الامة والعمل على تحقيق اهدافها الى جانب المجتمعات الواعية بدورها الحضاري والإنساني .

نحن حالمون ونحن متفائلون بقيام المشروع القومي العربي لايماننا بأمتنا وبقدرتها وارادتها على النهوض ، ونحن متفائلون بإنسان هذه الامة أنه قادر على صناعة المجد لهذه الامة ، ويشهد الله أن الإنسان العربي اذا اتيحت له فرصة العمل وشعر بالحرية والعدالة أنه افضل من خلق الله على الارض ، وهو افضل من تحمل عبء اعظم رسالة في التاريخ الإنساني ، ونحن على يقين أننا احفاد اولئك الذين بنوا مجداً وحضارة قل مثيلها في التاريخ .

dr_fraijat45@yahoo.com





السبت ٢٧ جمادي الثانية ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / أذار / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة