شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا )

قال الله تعالى في كتابه العزيز ﴿ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ﴾ أعلموا يا شعب نينوى طبيعة الصراع بين الحق والباطل أنه صراع أزلي ، إن الباطل لن يترك ساحة المعركة دون تقديم كلِّ ما لديه من قوة، فسينتصر لباطله ويَبذُل كل ما يستطيع من قوة ماليَّة وبدنية وفكرية من أجل القضاء على الحق , لنعود ونتأمَّل كم مكث فرعون يقتل في بني إسرائيل قبل مجيء موسى - عليه السلام - ثم كانت العاقبة للمستضعفين بعد صراع طويل ومرير مع أهل الباطل! ونتأمَّل كم عانى يوسف - عليه السلام - في حياته ثم كانت العاقبة له، وعلَّل يوسف - عليه السلام - نصره بشرطين، ذَكَرهما الله تعالى في قوله: ﴿ إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ الله سبحانه وتعالى جعل النصر منوطاً بالصبر، وإذا أردنا أن ننتصر فعلينا بالصبر، الصبر مذكور في مواضع متعددة من القرآن الكريم، وقد قال تعالى ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ) وقال تعالى ( وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) وقال جل من قائل ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) . وقال سبحانه ( وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) ...

ولقد قالت العرب : ( بين النصر والهزيمة صبر ساعة ) .

وقال الشاعر
وإذا بُليت بعسرة فاصبر لها / صبر الكريم فإن ذلك أحزم
وقال احدهم: أيا صاحبي إن رمت أن تكسب العُلا/ وترقىَ إلى العلياء غير مزاحمِ/ عليك بحسنِ الصبر في كل حالة/ فما صابر فيما يرومُ بنادمِ.

وقال أمير الشعراء أحمد شوقي:
صبراً على الدهرِ إن جلت مصائبهُ/ إن المصائبَ مما يوقظ الأمما.

وهذا عنترة بن شداد الفارس الجاهلي المعروف لما سئل: بم تغلب خصمك؟ قال: ( ما بارزت أحداً إلا قلت: الآن أفر، ثم قلت: أنتظر قليلاً فربما فر، فيفر، فأكون أنا الذي انتصرت ) ..

وصدق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث قال : وإن النصر مع الصبر .
أيها الابطال الصامدون الصابرون المحتسبون من شعب نينوى الحدباء ما الشدائد إلا مقدمات النصر ، وما البلاء إلا تمهيد التمكين ، ومن أحسن من الله ، وهو القائل : ( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ )

أيها العرب اين ضمائركم.. هل ماتت وتجمدت.. ؟؟ ضجيج أنين جروح شعب أم الرماح يناديكم , سمائها تمطر رصاص وصواريخ ,, بيوتها مهدمة جثث أطفالها ونسائها وشيوخها وشبابها كأنها ورود ذابله متناثر والدم يسقيها..!!

أجابني الشاعر وهو يبكي ضياع المرؤة والنخوة العربية وكرامة العربي ..
لقد أسمعت لو ناديت حيـا ,, ولكن لا حياء لمـن تنـادي
ولو نارٌ نفخت بها أضاءت ,, ولكن أنت تنفخ في الرمـادِ

الامة العربية بملوكها وامرائها ورؤسائها غارقون في الترف في جزر بوراكاي وجزيرة اله الشمس في ايطاليا .. ولن يعكروا مزاجهم بالنظر الى التلفاز ليشاهدوا معانات شعب نينوى , هناك مستشار واجبه التنديد والوعيد الفارغ ..!!

لا تـجـزعـي يا أم الرماح ,, فـغـداً يـنـدحـر الـغـادرون ,, أجـل سـوف يندحر الغادرون ,, وسوف تـنـتـصـريـن بـصـبـر الـمـؤمـنـيـن ,, بـعـزم الـمـجـاهـديـن ,, بـإخـلاص الـشـرفـاء ,, بـدمـاء الـشـهـداء ,, سـوف تـنـتـصـريـن ,, بـإذن الله .. يـا نينوى الحدباء ..





الاثنين ٢٩ جمادي الثانية ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / أذار / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد مناضل التميمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة