شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ

يحفل سجل التاريخ في تاريخنا العربي الحديث مناسبات كثيرة ومحطات بارزة ولكن أجزم لا توجد في التاريخ العربي الحديث أياماً غيرت مجرى التاريخ مثل يوم السابع من نيسان 1947مولد حزب الامة حزب البعث العربي الاشتراكي ..

في كل قطر لنا تاريخ يذكرنا

 من الجزائر الى صنعاء حتى الشام ترويها

سلوا سيناء من كانت فوارسها

 يوم الوطيس ومن كانت حواديها

سلوا الاردن والجولان تنبؤكم

 كيف الجحافل من بغداد قد سارت لتحميها

روت التراب دماء الجند من بلدي

 مثل السحاب اذا لبت دعاويها

في الأربعينات وفيما العالم كلّه يتدبّر أمره مع انتهاء الحرب العالميّة الثانية ، في أزمنة القلق والارتباك حيال الحاضر والمستقبل ، ولد حزب البعث العربيّ الاشتراكي , فاسم الحزب نفسه يقول إنّ المستقبل الزاهر لا يكون إلاّ تكراراً لماضٍ ينبغي بعثه وامة كأمتنا كرمها الله { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } , امتنا العربية حملت دائماً للبشرية رسالة خالدة، وناضل أبناؤها من أجل تحقيق مضامين هذه الرسالة وقيمها ومثلها بما يعزز مسيرة البشرية نحو التقدم الشامل وارساء قواعد العدل والحق والخير . لقد كان ميلاد التنظيم القومي للحزب واتساع قاعدته الجماهيرية تجسيدا لفكره القومي الثوري الشعبي الديمقراطي الاشتراكي مما ساهم مساهمة كبيرة وفعالة في تأجيج المد القومي ومسيرة النضال القومي للامة العربية وذلك بتجاوزه الاحزاب والحركات السياسية التقليدية الاحادية الجانب بربطه الجدلي الحي بين العروبة والاسلام ( فالعروبة جسد روحه الاسلام ) ( وكان محمد كل العرب فليكن العرب اليوم كلهم محمدا ) كما قال الرفيق القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق رحمه الله في خطابه في مدرج جامعة دمشق عام 1943 , كما دعى قبل ذلك ابناء الامة العربية بأن يسمحوا لكل طاقاتهم بالتفتح والانطلاق كما جاء في مقالته ثروة الحياة عام 1936 .. كما وصف مسيرة نضال البعث والامة بعهد البطولة في مقالته عام 1935 وكتب الكثير عن سمات فكر البعث وصورة الانبعاث العربي الجديد التي ينشدها البعث للامة التي حملت لواء الاسلام المتجددة بالخير والصلاح والعطاء للانسانية جمعاء فأنطلق نضال الحزب على امتداد الوطن العربي الكبير بعد انعقاد مؤتمره القومي الاول في السابع من نيسان عام 1947 في مقهى الرشيد الصيفي في دمشق ..

 حزب البعث العربي الاشتراكي كما نص عليه دستور الحزب على أنه حركة قومية شعبية انقلابية تناضل في سبيل الوحدة والحرية والاشتراكية، كما يتضمن هذا الدستور مجموعة من المبادئ الأساسية والعامة غير القابلة للتعديل والتي تؤكد من وجهة نظر الحزب على أن العرب أمة واحدة لها الحق الطبيعي في أن تحيا في دولة واحدة، وأن تكون حرة في توجيه مقدراتها

شخص الحزب منذ ولادته أن العرب يواجهون قضايا مصيرية مشتركة ويتعرضون لمخاطر وتحديات مشتركة تهدد حاضرهم ومستقبلهم كان البعث واضحاً مع جماهير الشعب العربي عندما طالبها بامتلاك ذهنية جديدة وفهم جديد يعطي الثورة العربية أبعادها الوطنية القومية الموحدة، التي تمكّنها من امتلاك معطيات العصر الذي تعيش فيه، فالوحدة والحرية والاشتراكية تمثل أهداف الأمة العربية ومصلحتها، كما تمثل مضمونها الثوري الذي لا يكون إلا باستبدال الثقافة التقليدية السائدة المعوقة في المجتمع العربي بالثقافة الحديثة المناضلة...

المبادئ الأساسية لحزب البعث العربي الاشتراكي التي صاغها في مؤتمره التأسيسي الأول عام 1947م :-

أولا: وحدة الأمة العربية وحريتها، جغرافيا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا

ثانيا: شخصية الأمة العربية التي وصفها بأنها تختص بمزايا متجلية في نهضاتها المتعاقبة، وتتسم بخصب الحيوية والابداع، وقابليتها للتجدد والانبعاث

ثالثا: رسالة الأمة العربية التي وصفها بالخلود والتي تظهر بأشكال متجددة ومتكاملة في مراحل التاريخ، وتهدف الى تجديد القيم الانسانية، وتؤمن بالانسجام والتعاون ما بين الأمم .

رابعا: اشار الدستور ايضا الى الكثير من المبادئ الاخرى كالإيمان بحرية التعبير، والاجتماع، والاعتقاد، ومنح الفرص للمواطنين بشكل متكافئ، والتوزيع العادل للثروات، ومحاربة الامية، وطلب العلم والمعرفة، ومجانية التعليم والعلاج، وسيطرة الامة على ثرواتها، ونبذ الاستعمار والصهيونية، وتحرير الارض العربية، والعمل على وحدتها..

الرفيق مؤسس الحزب أحمد مشيل عفلق رحمه الله يصف ميلاد البعث ويقول ( ألآن تنطوي صفحة من تاريخ نهضتنا العربية وصفحة جديدة تبدأ ، تنطوي صفحة الضعفاء الذين يقابلون مصائب الوطن بالبكاء وبأن يقولوا " لا حول ولا قوة إلا بالله " ، صفحة النفعيين الذين ملأوا جيوبهم ثم قالوا : (لا داعي للعجلة ، كل شيء يتم بالتطور البطيء) ، صفحة الجبناء الذي يعترفون بفساد المجتمع إذا ما خلوا لأنفسهم حتى إذا خرجوا إلى الطريق كانوا أول من يطأطئ رأسه لهذه المفاسد... وتبدأ صفحة جديدة ، صفحة الذين يجابهون المعضلات العامة ببرودة العقل ولهيب الإيمان ويجاهرون بأفكارهم ولو وقف ضدهم أهل الأرض جميعا ، ويسيرون في الحياة عراة النفوس. هؤلاء هم الذين يفتتحون عهد البطولة. عهد البطولة وأكاد أقول عهد الطفولة ، لأن النشئ الذي يتأهب اليوم لدخول هذه المعركة له صدق الأطفال وصراحتهم ، فهو لا يفهم ما يسمونه سياسة ، ولا يصدق أن الحق يحتاج إلى براقع ، والقضية العادلة إلى تكتم وجمجمة ).

ويصف الرفيق المؤسس رحمه الله رفاق البعث بقوله :-

( هؤلاء اليوم قليلون وربما أصبحوا في الغد أقل إذا اصطدموا بالمصاعب التي تنتظرهم ، ورأوا الويلات تنزل بهم واللعنات تنصب عليهم. ولكن المستقبل لهم لأنهم يفصحون عن مشاعر ملايين الناس الذين قص الظلم ألسنتهم ).

بهذه المناسبة العزيزة على قلب كل عربي وعراقي أتقدم بالتهنئة الى الرفيق الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي والى الرفاق أعضاء القيادة القومية والقطرية والى المجاهدين المناضلين رفاق البعث واهدي إليهم بعض الأبيات الشعرية للشهيد كمال ناصر رحمه الله :-

ويشهد الله هذا الدرب لا طمعا

ولا أدعا ولازهوأ مشيناه

فالبعث وعي وإيمان وتضحية

والبعث هم كبيرُ قد حملناه

بأننا قد بحثنا العمر عن بطل

فلم نجده ولكنا خلقناه

يارائد البعث لازيفا ولاملقا

ولا زعيما ولافردا عبدناه

أعوذ من نزوات الفرد جامحة

ماكان للفرد في دستورنا جاه

سيعلم الناس أن الدرب في وطني

وعر اليم طويل كله أه

عاش البعث ... عاش البعث ... عاش البعث





الاربعاء ٨ رجــب ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / نيســان / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد مناضل التميمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة