شبكة ذي قار
عـاجـل










أن تعلن الادارة الامريكية أن الخلاص من نظام الاسد ليس من اولوياتها ، وهي التي كانت تؤكد وعلى الدوام أن وجود الاسد في السلطة واحد من اولوياتها في الحرب على الارهاب ، فبدى وكأن الارهاب الذي يضرب اطنابه في الدولة السورية ليس بسبب وجود نظام بشار ، الذي يتعامل مع كل المنظمات الارهابية التي قامت على تدمير الحياة على الارض السورية ، وجلبت كل المنظمات الارهابية ذات النفس الطائفي .

النظام السوري بحد ذاته نظام طائفي قائم على حكم الطائفة العلوية التي تسيطر على مقاليد السلطة في سوريا منذ منتصف الستينات ، وهو من تعامل مع الارهاب وبشكل خاص مع قياداته من تنظيم القاعدة والنصرة وتنظيم داعش ، وكلها عشعشت في احضان النظام السوري ، وقام النظام على حمايتها ورعايتها ، وكل التنظيمات التي تتغذى على الدعم الفارسي منظمات ارهابية ونظام الملالي بحد ذاته نظام طائفي يستند في كل ممارساته في المنطقة على الارهاب .

اذا كانت هذه مسلكيات نظام بشار ، وهؤلاء هم الذين يقدمون له الدعم والمساندة،فمن يجادل في فساد جرائم نظام بشار ينكر الاعتراف بالحقيقة ، ولا يملك الحد الادنى من المصداقية في السياسة ، وكما اعلنت الادارة الامريكية منذ ايام ان سقوط نظام بشار ليس من اولوياتها ، ورحيله لم يعد يهمها ، ولذر الرماد في العيون تتخيل الادارة الامريكية ان الجماهير العربية لا تعي ان هذه الادارة كانت في خندق النظام السوري ، فالجميع على وعي أن امريكا لو ارادت الخلاص من الاسد لإنتهى في ساعات ، فهي على يقين عن مكان اختبائه ، وهي قادرة للوصول إليه واقتناصه، وهي التي احجمت عن تسليح معارضيه بصواريخ تحميها من براميله المتفجرة على رؤوس المواطنين .

لكنها اللعبة الدولية التي تتصارع فيها الدول الكبرى على المصالح ، فمصلحتها تقتضي البقاء على الصراع في سوريا مشتعل حتى تنضج لعبة اقتسام الكعكة بين اطراف الصراع على الارض السورية ، فالكل يريد نصيبه من الكعكة السورية وحدهم السوريون الذين لن ينالوا شيئاً غير الخراب والدمار الذي لحق ببلادهم ، وحتى نظام بشار لن يستفيد غير فتات المائدة التي لا تسمن ولا تغني من جوع إن اريد باستمراره في السلطة ، لا بل من الممكن أن يلقي به جميع الاطراف في الهاوية، فهذه هي نتيجة كل من يبيع وطنه وشعبه لخدمة مصالحه ، فسوريا التي ستقام سلطتها السياسية الجديدة على جماجم السوريين لن تكون سوريا التي نؤمن بأنها قلب العروبة النابض ، رغم كل امنياتنا أن يعود لسوريا وجهها العروبي القومي تحت مظلة دولتها واراضيها الموحدة .

سوريا التي اعتمدت على دعم ملالي الفرس والتنظيمات الارهابية التدميرية ، ونظام طائفي تشبث بالسلطة على حساب القيم الوطنية والقومية ، ورهن نفسه للاعتماد على الخارج الايراني والروسي بات في وضع لا يحسد عليه ، لأنه فقد كل مقومات وجوده كنظام سياسي ، ولأن السياسة الدولية التي اعتمدها لحماية نظامه هي سياسة بلا شرف ، لأن المصالح لا الاخلاق والمبادئ هي التي تحركها ، فسوريا في ظل هكذا سياسة لا مستقبل لها .

ليس أمام الشعب السوري إلا مواصلة النضال للخلاص من كل الذين يستهدفونه، ويدمرون بلده ، ويقتلون الحياة في عيون اطفاله ، وهذا يعني أن لا الامريكان ولا الروس ولا الملالي يتطلعون لمستقبل سوريا المشرق ، هذا المستقبل الذي يعني الخلاص من النظام وكل التنظيمات الارهابية التي تسانده ، إلى جانب الخلاص من كل التنظيمات الارهابية على الجانب الآخر فالجميع قتلة ، وليترك امر سوريا للسوريين الذين يملكون القدرة في اختيار النظام الذي يرغبون في عملية سلمية ديمقراطية، بعيداً عن كل بنادق القتل والتدميرمن كل هؤلاء الذين استهدفوه ودمروا الحياة على ارضه .

dr_fraijat45@yahoo.com





الاربعاء ٨ رجــب ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / نيســان / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة