شبكة ذي قار
عـاجـل










يشكل حزب البعث العربي الاشتراكي علامة مميزة في تاريخ النضال الوطني والقومي على امتداد الوطن العربي ، وحتى في كل تجمع عربي على الكرة الارضية، فقد وعى مبكراً ما تعاني منه الامة العربية والمتمثل في التجزأة والتخلف والتبعية، فكان رده في طرح شعاراته : الوحدة والحرية والاشتراكية ، فالوحدة في مواجهة التجزأة ، والحرية في مواجهة التبعية ، وقد فسر في ذلك بشكل اكبر عندما عنى بحرية الإنسان وتحرر الارض ، والاشتراكية في مواجهة التخلف ، وهي العدالة الاجتماعية التي تهدف إلى المساواة بين المواطنين في ظل حياة حرة كريمة .

ما زالت هذه الشعارات رغم مرور سبعين عاماً هي ذاته العلاج الناجع لما تعاني منه الامة ، وبشكل خاص في واقع مأساوي بعد اشتداد الهجمة الامبريالية الصهيونية الفارسية ، فقد تكالبت على الوطن العربي قوى اقليمية ودولية تريد الهيمنة ونهب ثروات الوطن والمواطنين ، وتجعل من أبناء الامة خدماً لمصالحها ، وقد ساعدها في نجاح بعض مخططاتها على الارض الدور المتخاذل للنظام العربي الرسمي ، الذي تغنى كثيراً بتحرير فلسطين حتى جاء الصهاينة على فلسطين كلها بعد ان كان قد قضم جزءاً منها ، ولحق بفلسطين غزو العراق واحتلاله ، وما يمارسه ملالي الفرس المجوس من صهيونية فارسية ممقوتة تحت عباءة الدين الاسلامي والدين منها بريء .

حزب البعث لم يكن حزب سلطة فهو حزب الجماهير ، وعندما أتيحت له فرصة الحكم فقد إنحاز لمصلحة الجماهير ، واستطاعت تجربة البعث في العراق تحديداً أن تقدم نموذجاً تنموياً ، قفزت بالعراق إلى حافة دائرة العالم الاول ، رغم ما واجهت من المؤامرات من اليسار الطفولي العميل الذي جاء على دبابة الامريكان في الغزو والاحتلال ، والطائفية الدينية المقيتة التي وضعت الطائفة ومصالحها على حساب الوطن كله ، وقيادات الكرد العميلة التي تنكرت لكل فضل وقابلت كل معروف بخسة الأنذال ، والرجعية العربية التي دأبت على الذل والخنوع من أجل كرسي سلطة بلا كرامة ، وعندما فشلت هذه جميعها تم تجنيد اليمين الديني المتخلف بثوب قيادة الخميني وملالي الفرس المجوس ، فطلعت هذه بشعارات كاذبة في مواجهة الامبريالية الامريكية ، والادعاءات البهلونية في الممانعة والمقاومة ، ولشد ما يؤسف أن من يرفع شعارات التحرير ، تحرير فلسطين تحديداً من تخندق في خندق اليمين الديني المتخلف ، وكأنه كان يتمنى احتلال العراق وتدميره على ايدي هذه الزمرة المجوسية ، حقداً من هذا اليسار الطفولي على أن البعث قد تمكن من النجاح في الوصول الى القاعدة الجماهيرية ، وكسب السلطة في اكثر من مكان في الوطن العربي ، وهو قد تقوقع في ظلمات طروحاته ، وتشرذم بحكم الأطماع الشخصية لقياداته ، وإنحراف هذه القيادات عن أبجديات النضال .

لم يتراجع البعث عن اهداف التنمية النضالية ، وكان سبباً في الحقد الامبريالي الصهيوني الفارسي المهزوم على ايدي ابطال العراق الى جانب الرجعية العربية، فكان الغزو والاحتلال ، الذي حشد كل ادوات القتل والدمار ليجهز على تجربة نضالية لوطن وقيادة تنشد العلى والحياة الحرة الشريفة ، فجاءت الصفحة الثانية لنضالات البعث صفحة المقاومة ، ورغم حجم قوى الغزو والمساندة العربية والاقليمية والدولية ، فلم يقبل الحزب التراجع عن الدفاع عن تجربته ، فرسم طريق المقاومة ، التي شكلت اسرع مقاومة في التاريخ ، وصمم على تحمل كل الخسائر في صفوف كوادره ، ممن ضحوا واستشهدوا ، وممن قبعوا في سجون الاحتلال والعملاء ، وهو ما اجبر الامريكان رأس حربة الغزو والاحتلال الى الهروب في فترة زمنية قياسية ، ولكنهم لخستهم ودناءتهم فقد سلموا العراق على طبق من ذهب لحلفائهم ملالي الفرس المجوس ، وهاهو البعث يقاوم ولم يلق السلاح ولم يقبل الاعلان بالتخلي عن مهمته النضالية في المقاومة في مواجهة الاحتلال الفارسي وعملائه في المنطقة الخضراء .

حزب البعث له أن يفخر بعد سبعين عاماً على تأسيسه أنه قدم قياداته شهداء في سبيل الدفاع عن الوطن ، وفي مقدمتهم سيد شهداء هذا العصر المناضل صدام حسين، وعن تجربة نضالية جماهيرية قدمت للوطن نوعاً جديداً في النهوض الوطني في الوطن العربي وفي العالم الثالث ، وطريقاً جديداً في مواجهة الوطن والإنسانية .

في الذكرى السبعين هاهي المقاومة الوطنية العراقية بقيادة البعث وعلى رأسها المناضل عزة الدوري الامين العام تحمل السلاح في وجه اعداء الوطن والإنسان ، وهم مصممون على خلاص العراق مما حل به من تدمير ونهب لثروته وتمزيق لنسيجه الاجتماعي ، وقتل وسجن وتشريد كوادره واعضائه الذين قدموا نموذجاً لم يسبق لاي حزب سياسي أن قدم نموذجاً مثله .

البعث كان الرد الحقيقي ومازال لمشاكل الامة التي تمحورت حول التجزأة والتخلف والتبعية ، وهو حزب التنمية الذي قدم نموذجاً وطنياً في العراق تفوق على كل التجارب التي سبقته ، وهوالحزب الذي لم يتوانى عندما فقد السلطة أن نزل لخندق المقاومة ، فقدم الشهداء الاكرم منا جميعاً ، تسابقت قيادته لطلب الشهادة كنموذج أن القائد أول من يقدم نموذج التضحية ، ويقود صفوف المعركة مع اعداء الله والوطن والإنسانية ، فالقيادة كانت لديه تضحية وليس تكريم وتشريف لما تقوم به من عطاء وتضحية يتقدم على ما يقوم به الآخرون .

حيا الله البعث في عيده السبعين ، وحيا شهداءه الابطال وفي طليعتهم المناضل الشهيد صدام حسين ، وحيا الله قيادته وكوادره ممن يقبع في سجون الاحتلال ، وممن يحمل السلاح دفاعاً عن الارض والإنسان ، وحيا الله شهداء الأمة العربية في فلسطين وعلى امتداد الوطن العربي .

dr_fraijat45@yahoo.com
 





الجمعة ١٠ رجــب ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / نيســان / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة