شبكة ذي قار
عـاجـل










   
   

 

بسم الله الرحمن الرّحيم

يا أبناء شعبنا العراقيّ العظيم
يا أبناء أمّتنا العربيّة المجيدة
يا أحرار العالم وثوّاره في كلّ مكان

تحلّ علينا اليوم الذّكرى السّبعون لتأسيس حزبنا حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ، وأمّتنا العربيّة تمرّ بمنعطف تاريخيّ خطير يهدّد وجودها لوصفها أمّة عربيّة واحدة ذات رسالة خالدة أبد الدّهر، لقد أدّت الدّور الأساسيّ في تقدّم الإنسانيّة وازدهارها وبناء حضارتها الإنسانيّة، إنّها تمرّ اليوم بأخطر التّحدّيات وأشدّها على الإطلاق، إذ تكالبت عليها قوى الشّرّ والرّذيلة في العالم واستنفرت كلّ ما لديها من أحقاد وأضغان على العروبة ورسالتها وأبناءها وخصوصا قواها الحيّة النّاهضة الثّائرة بوجه قوى البغي والعدوان.

إنّ ما تعانيه الأمّة اليوم من وضع كارثيّ يرتّب واجبات ومهام إضافيّة على حزبنا، وعلى طلائع الأمّة ومناضليها عموما في ساحات المواجهة كافّة، في العراق وفي فلسطين وسوريا واليمن والأحواز وليبيا وفي منطقة الخليج العربيّ.

يا أبناء أمّتنا المجيدة
يا أحرار العروبة وقواها القوميّة التّحرّريّة
يا جماهير شعبنا الأبيّ

إنّني أخاطبكم في هذه المناسبة العزيزة على قلب كلّ حرّ عربيّ أصيل لكي أضع أمامكم واقع الأمّة المخيف وما تعانيه، وأضع أمامكم وبين أيديكم موقفنا وفهمنا لما يجري في وطننا الكبير، وذلك من أجل التّفاعل معكم والإصغاء لصوتكم، والاستجابة لإرادتكم لأنّكم جميعا تمثّلون مصدر قوّتنا وشرعيّتنا وهدف نضالنا مثلما أنّكم تمثّلون في الوقت نفسه معيار صواب مواقفنا وسياستنا في المراحل الصّعبة والحاسمة.

أدعو قوى النّضال والتّحرّر في الأمّة إلى لقاء المصارحة والمكاشفة حول فهمنا وتقييمنا لحقيقة ما يجري لأمّتنا اليوم، والكشف عن تعقيدات الأوضاع بتفاصيلها الضّروريّة، ثمّ طرح خطط مواجهتها لأنّ ذلك يُعدّ من صلب مقوّمات النّصر ومتطلّباته، فلا نصر إلاّ باللّقاء المباشر وبالمصارحة والمكاشفة والحوار بين قوى والنّضال والكفاح والتّحرّر العربيّة وتحديد الأهداف المطلوب الوصول إليها بدقّة عالية وفقاً لإرادة الجماهير العربيّة صاحبة المصلحة الأساسيّة في كلّ تغيير ثوريّ تحرّريّ تقدّميّ.

لقد اخترت هذه المناسبة لكي أخاطبكم لتعزيز الصّلة بيننا وتمكينها من البدء بعمليّة تحالف مصيريّ معنا وبيننا ولكي تعلم الأمّة وجماهيرها أنّ البعث قد تحمّل العبء الأكبر من التّضحيات ولا زال يشعر بالتّقصير اتّجاه الأمّة وقضاياها الأساسيّة، ويشعر بالتّقصير اتّجاه قوى الأمّة التّحرّريّة.

أيّها العراقيّون الثّائرون النّشامى

لقد واجه حزبكم حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ ظروفا بالغة القسوة والتّعقيد قبل الاحتلال وبعده وأنتم تعرفون بعضا منها بحكم التّلاحم التّاريخيّ المصيريّ معكم.

لقد كان من أهمّ أهداف الغزاة هو القضاء على البعث بصفته طليعة مسيرة الأمّة، ويمثل أهمّ القوى المناضلة المجاهدة، وهو المعبّر عن تطلّعها وتحقيق أهدافها، ولكن بإرادتكم وبصمودكم وبتضحياتكم، وبالتفافكم حول البعث فشل الاجتثاث، وخسئ الغزاة وعملاؤهم، وبقي حزبكم شعلة وهّاجة منيرة في وطن ساد فيه الظّلم والظّلام والقتل والتّدمير والخراب، واعلموا أنّه لولا هدف تدمير البعث واجتثاثه وإسقاط الحكم الوطنيّ بقيادة البعث وتدمير تجربته لما أقدمت أميركا وبريطانيا ودول عظمى عديدة على غزو العراق وتقديم تضحيات بشريّة ومادّيّة وسياسيّة وعسكريّة هائلة وصلت إلى أرقام قياسيّة لم تصلها في كلّ حروبها العدوانيّة السّابقة.

لقد خسرت أمريكا في غزو العراق عشرات الألوف من القتلى، ومئات الألوف من الجرحى والمصابين والمعوّقين على يد شعب العراق ومقاومته الوطنيّة الباسلة حسب إحصائيّاتنا وإحصائيّات بعض مراكز البحوث الدّوليّة، وفي إحصائيّة نشرتها مؤسسة المحاربين القدامى في وزارة الدّفاع الأمريكيّة بلغت خسائر الجيش الأمريكيّ منذ عام 2003 إلى عام 2007 أكثر من ثلاثة وسبعين ألف قتيل ومليون وستّمائة ألف جريح ومعوّق نفسيّا، ولذلك فإنّ عدد قتلى الجيش الأمريكيّ وفق هذه الإحصائيّة إلى يوم انسحابهم في نهاية 2011 لا يقلّ عن مائة وثلاثين ألف قتيل ومليوني جريح ومعوّق جسديّا ونفسيّا، هذا فضلا عن الخسائر المادّيّة الباهظة التي قدّرها الرّئيس دونالد ترامب مؤخّرا أنّها وصلت إلى ثلاثة ترليونات دولار، وهذه الخسائر في الأموال والأرواح لم تتعرّض لها أميركا في كلّ حروبها العدوانيّة السّابقة التي تجاوزت عددها خمسين حربا.
إنّ هذه الخسائر الباهضة هي التي دفعت أميركا إلى الانسحاب من العراق، وإنّ هذه الخسائر هي التي أكّدت للعالم وللأمّة عظمة شعب العراق ومقاومته الوطنيّة، وإنّ الحقد الأسود الدّفين للإدارة الأمريكيّة والكيان الصّهيونيّ على العراق هو الذي دفع الإدارة الأمريكيّة لتسليم العراق إلى إيران.

لقد حسب الغزاة وبجميع أشكالهم وألوانهم أنّ البعث سينتهي، وأنّ شعب العراق سيستسلم ويتحوّل إلى بقرة حلوب للغزاة، لكن حزب الرّسالة وجماهيره وفصائل المقاومة الوطنيّة والقوميّة والإسلاميّة وقفت كالطّود الشّامخ تتصدّى للغزاة وتلحق بهم الخسائر الفادحة التي أجبرتهم على الهروب من العراق، وهكذا دفعهم حقدهم الدّفين على العراق والعروبة إلى تسليم العراق إلى إيران العدوّ التّاريخيّ للعراق والعروبة لكي تُكمل مهمّة تدميره وتقسيمه.


يا أحرار العروبة
أيّها المقاتلون والمناضلون في عراق الصّمود والتّحدّي

بالرّغم ممّا تعرّض له حزبنا من قتل وتشريد واضطهاد، إلاّ أنه صمد في ساحات المواجهة، وقاد جنبا إلى جنب مع بقيّة فصائل المقاومة، والملايين من أبناء شعبنا العراقيّ العظيم لطرد الاحتلال وإلحاق الهزيمة به، وهو اليوم بعد أن ضمّد جراحه وأعاد تنظيم صفوفه وفق متطلّبات المرحلة يواصل النّضال على جميع الجبهات وفي كلّ الميادين من أجل تحرير العراق من الغزو الإيرانيّ المباشر.
ولقد خاب ظنّ الأعداء، فالحزب الآن في العام الرّابع عشر من الغزو الأمريكيّ الفارسيّ وهو أقوى على المستوى الشّعبيّ داخل العراق وخارجه، وفي الوطن العربيّ الكبير، وأكثر تلاحما وتفاعلا حيث أدّت التّحدّيات غير المسبوقة التي واجهها وفي مقدّمتها حملة اجتثاث البعث إلى تعزيز بنيانه وتفعيل إرادته، واستنفار قواه، وقد حصل ذلك على قاعدة الحكمة التي تقول إنّ نيران الأزمات تُصلِّب عود القوى المناضلة بدلا من القضاء عليها.

أيّها المناضلون
يا رجال البعث

إنّ حزبنا بهذا الأداء والإبداع، وبهذه التّضحيات السّخيّة قد أعاد تأكيد ثوابته الوطنيّة والقوميّة والإنسانيّة وعمّق ورسّخ في عقل الجماهير وضميرها كونه ممثّلها الشّرعيّ الصّادق الأمين الثّابت المقتدر، ولذلك أثبتت مسيرة الصّراع الدّامي مع الغزاة على مدى أربعة عشر عام أنّ عقيدة البعث النّقيّة الطّاهرة قد جسّدت متطلّبات رسالة السّماء الرّوحيّة والقِيميّة والأخلاقيّة وضرورات الحياة المادّيّة المتجدّدة على الأرض في آنٍ واحد لدمجها وتفاعلها على نحو مُبدع خلاّق، فكانت عقيدتنا العربيّة القوميّة هي الأكثر والأصدق تعبيرا عن واقع الأمّة العربيّة وتطلّعها إلى التّطوّر والتّجدّد والتّحرّر، والأقرب إلى نبض الإنسانيّة وتطلّعها إلى الحرّيّة والتّحرّر.

لقد تراجعت بشدّة وانحسرت كلّ العقائد الأخرى الشّرقيّة والغربيّة لفشلها أو لسوء فهمها لحاجات الأمم والشّعوب الحقيقيّة وخاصّة الرّوحيّة والقيميّة التي تشكّل المحرّك الأساس لحياة الإنسان ولعطائه وإبداعه.

لقد تعرّت العقائد المستغلّة للإنسان عن طبيعتها الشّيطانيّة المتوحّشة وسقطت كلّ شعاراتها الزّائفة حول حقوق الإنسان والحرّيّات الفرديّة والدّيمقراطيّة والحرّيّة والتي استخدمت على العكس من معانيها ومراميها، واستخدمت بالضّدّ من مصالح أمّتنا، واستخدمت لتدمير استقلال الشّعوب وتدمير ثقافاتها الوطنيّة وإنجازاتها الحضاريّة، كما نرى اليوم في العراق وسوريا وليبيا واليمن وكثير من مناطق العالم الأخرى.

أيّها الرّفاق المناضلون

لقد خرجت عقيدة البعث الإيمانيّة التّقدّميّة التّحرّريّة الإنسانيّة من بين أمواج الأعداء المتلاطمة لأنّها فهمت النّاس وطبائعهم وخصوصيّاتهم وتقاليدهم وأعرافهم وقيمهم، ولبّت احتياجاتهم وعبّرت عن تطلّعاتهم وفي مقدّمتها الإيمان بالله الواحد الأحد، وحتميّة تحقيق العدالة الاجتماعيّة لكلّ الناس دون تفريق وتمييز وإنهاء كلّ أشكال الاستغلال والتّمييز الطّبقيّ والعنصريّ والدّينيّ والطّائفيّ وإنهاء التّفرّد والتّكبّر والتّعالي إلى الأبد.

أيّها المناضل الشّجاع في صفوف البعث
أيّها المقاتل المجاهد البطل في صفوف المقاومة الوطنيّة
أيّها الجنديّ الباسل في صفوف قوّاتنا المسلّحة

إنّك اليوم وحدك صانع مفاخرنا وعزّنا حقّا في عصر الاسترخاء العربيّ والتّراجع والانحطاط. بكم أيّها المناضلون والمقاتلون تقدّمنا حيث تراجع الآخرون، وبكم أنجزنا الكثير حيث فشل الآخرون، وبكم صمدنا حيث انهار الآخرون، فهنيئا للمقاتلين المجاهدين في فصائل المقاومة الوطنيّة والقوميّة والإسلاميّة، وهنيئا للبعث المجاهد الذي يقف اليوم مزهوّا فخورا بعقيدته التي خرجت من تحت ركام نظام عربيّ فاسد متخاذل خان، يتلاعب فيه الغزاة الأشرار، والفاسدون من العملاء والخونة والأنذال، خرجت قويّة راسخة في وعي الجماهير وضميرهم.

أيّها المناضلون والمجاهدون

تمرّ علينا اليوم الذّكرى السّبعون لميلاد حزبنا وهو يقود معركة المصير الواحد للأمّة، وهو أصلب عودا وأقوى شكيمة من الماضي، وإنّ سلاحه الماضي الفتّاك هي تجربة نضال متصاعد متعدّد الأشكال على مدى سبعين عاما، منها ثلاث عقود ونصف من حكمه الوطنيّ في العراق حقّق فيه إنجازات عظيمة لشعب العراق، وحقّق فيه انتصارات تاريخيّة للعراق والأمّة يتذكّرها اليوم العراقيّون، ويتذكّرها كلّ عربيّ حرّ أبيّ شريف.

إنّ فخر البعثيّ واعتزازه وزهوّه بحزبه اليوم يستند إلى الإنجازات التّاريخيّة وتلك الانتصارات العظيمة المنظورة والمرئية مرأى العين.

لقد كان من أهمّ أهداف الاحتلالين الأمريكيّ والفارسيّ للعراق هو اجتثاث البعث بمعانيه الواسعة والعميقة، أي اجتثاث الوجود العربيّ ليس في العراق فحسب بل في كلّ الوطن العربيّ، وما نراه اليوم في العراق وسوريا واليمن دليل قاطع على ما نقوله ونؤكّده على الدّوام.

فانظروا إلى العراق كيف فرض الغزاة على مجتمعه هويّات فرعيّة تجاوزها الزّمن في عراق التّاريخ والحضارات، مثل الطّائفيّة والدّينيّة والعنصريّة والعشائريّة والمناطقيّة.

ونتيجة لسياسة الاجتثاث قدّم حزبكم أكثر من مائة وستّين ألف شهيد، وحٌرِم عشرة ملايين عراقيّ من التّعليم وحقّ العمل بسب الاجتثاث، لكنّ الحزب بقي بفضل الله وبإرادتكم حيّا قويّا عصيّا متحدّيّا يتقدّم الصّفوف ولا يلتفت إلى الخلف، وهو الآن أشدّ تماسكا وأصلب عودا وأرسخ جذورا وأوسع انتشارا في المدن والقرى والأرياف من البصرة جنوبا إلى زاخو شمالا، وبالرّغم من أنّ السّنوات الأربعة عشر الماضية كانت سنوات امتحان عسير وتمحيص إلاّ أنّها شهدت تحقيق الحزب انتصارات باهرة في كسر قيود الاجتثاث والحصار، وفي مقدّمتها محاولات عزله وخنق صوته وحرمان مناضليه وجماهيره حتّى من حقّ العيش الحرّ الكريم.

ولعلّ المؤتمرات والنّدوات والفعاليّات السّياسيّة والإعلاميّة والثّقافيّة التي عقدها الحزب وحلفاؤه وأصدقاؤه ومناصروه وشهدتها الكثير من عواصم العالم والفضائيّات ومنصّات التّواصل الاجتماعيّ، إلاّ أمثلة على قدرته على إيصال صوته وتأكيد حضوره الفاعل عربيّا ودوليّا إضافة للدّاخل العراقيّ.

وممّا يعتزّ به البعث أنّ شعبنا العراقيّ هو المموّل والدّاعم الوحيد للبعث ومقاومته، خلاف كلّ الأحزاب الوطنيّة والقوميّة وحركات التّحرّر في العالم، ممّا جعل الكثير من دول العالم وأحزاب وجهات ومنظّمات أمميّة وإقليميّة تعترف أنّ لا حلّ لمشكلة العراق بدون البعث، وأنّ أيّ حلّ سيكون مصيره الفشل.

أيّها الرّفاق المناضلون

رغم ظروف الحصار والاجتثاث فإنّ حزبنا في طريقه إلى إكمال ملاكاته القياديّة على المستويين القوميّ والقٌطريّ، وقد شرع بالعمل وبهمّة عالية على تعزيز تقاليده الحزبيّة والنّضاليّة وفي مقدّمتها القيادة الجماعيّة حيث لا مكان للفرديّة بعد اليوم، والدّيمقراطيّة المركزيّة حيث لا مكان للدّيكتاتوريّة بعد اليوم، ومبدأ النّقد والنّقد الذّاتيّ حيث لا حِجْر على الرّأي الحرّ الأصيل بعد اليوم، كما أكّد الحزب على مبدأ أن تكون الأفضليّة فيه لمن يعمل ويبدع ويتقدّم ويتصدّر الصّفوف في الجهاد والنّضال ويكون أوّل المضحّين وآخر المستفيدين، ولذلك فإنّ الحزب قد أعدّ من الإجراءات والاحتياطات والاستعدادات لمواجهة مراحل أصعب وأشدّ ممّا سبق لكي يبقى طليعة في التّصدّي لأعداء الأمّة، وممّا أعدّ لهذه المرحلة المشروع الوطنيّ للحلّ الشّامل للقضيّة العراقيّة الذي يمثّل حلقة من سلسلة من المحاولات التي سبقت، وحلقة أساسيّة من سلسلة حلقات أقرّتها قوى وطنيّة تحرّريّة أخرى، وقد نُشر قبل فترة على نطاق واسع.

أيّها المناضلون
يا أحرار الأمّة

لقد ارتكبت الإدارة الأمريكيّة السّابقة أكبر جريمة بحقّ العراق والأمّة العربيّة وبحقّ الإنسانيّة إذ سلّمت العراق لإيران وأعانتها على كلّ ما قامت به من قتل وتخريب وتدمير وتهجير وتشريد وتغيير ديموغرافيّ وسلب ونهب وسرقة أموال الدّولة وأموال الشّعب.

لقد هٌجِّر ثمانية ملايين عراقيّ وشٌرّدوا من وطنهم وديارهم وقٌتل أكثر من مليونين من أبناء العراق وزٌجَّ بمئات الألوف في السّجون والمعتقلات الرّسميّة والسّريّة.

إنّ ما أصاب العراق على مدى أربعة عشرة عاما من الصّراع الدّامي مع الغزاة وضع العراق على كفّ عفريت ممّا دفع حزبنا أن يكرّر مشاريعه الشّاملة لإنقاذ العراق وقد أعلن آخرها في هذه الأيّام للنّقاش الواعي والمخلص من قبل كلّ الخيّرين في شعبنا وأمّتنا لبناء درع وطنيّ وجدار قوّي لصدّ موجات التّخريب والتّشريد والتّقسيم والتّفتيت التي تهدّد وحدة العراق وهويّته ومستقبل أجياله.

إنّ مشروع الحزب مبنيّ على أساس إنهاء المحاصصات الطّائفيّة والعرقيّة البغيضة ووضع دستور وطنيّ يقوم على قاعدة المواطنة الحقّة ووحدة العراق واستقلاله والمحافظة على هويّته الوطنيّة والقوميّة وتحقيق مصالحة وطنيّة حقيقيّة بين كلّ القوى السّياسيّة العراقيّة وأبناء العراق الغيارى الذين يؤمنون بالعراق أرضا وشعبا وتاريخا وهويّة، ويجعلون الانتماء الوطنيّ فوق كلّ اعتبار.

يا أبناء العراق النّشامى

أؤكّد في هذه المناسبة العزيزة أنّنا في الحزب لا نطمح ولا نفكّر في هذه المرحلة في العودة إلى السّلطة أو المشاركة فيها، وإنّما همّنا الأوّل وهدفنا الأعزّ والأسمى هو تحرير العراق من الاحتلال الفارسيّ وإنهاء معاناة شعبه وتوفير الأمن والأمان والحرّيّة والعيش الكريم لكلّ أبنائه، هذا ما تمليه علينا عقيدتنا الوطنيّة القوميّة الإنسانيّة التي تعتبر جماهير الأمّة غاية سامية ووسيلة حاسمة في تحقيق ما يصبو إليه عراقنا وأمّتنا.

إنّ إنهاء مشكلة العراق وإحلال السّلام فيه لا يمثّلان ضرورة للعراق وحده، بل هما حاجة ماسّة وملحّة لكلّ دول المنطقة بل لكلّ دول العالم.

لقد أثبتت تجربة فلسطين وسوريا واليمن أنّ السّلام واحد لا يتجزّأ وإنّ أيّ اضطراب وفوضى تحدث في أجزاء مهمّة من العالم تمتدّ إلى بقيّة مناطقه وتهدّد أمن واستقرار وسلامة شعوبه.

إنّ القضاء على الإرهاب ومصادره يبدأ من إزالة الظّلم والقهر والتّسلّط على الشّعوب سواء من حكّامها أم من جهات خارجيّة طامعة في خيرات الشّعوب والأمم، أو معادية أو حاقدة عليها.

فهلمّوا أيّها المناضلون في أمّتنا إلى وحدة كفاح تحرّريّة لاستعادة حقّ أمّتنا المشروع في تحرّرها وحرّيّتها ووحدتها وبناء مستقبل أجيالها وذلك لنستعدّ ونتهيّأ لاستقبال المتغيّرات الدّوليّة والإقليميّة لكي نستثمر أيّ فرصة تتاح لصالح قضيّة أمّتنا العادلة، وعلينا أن نرتقي لكي نتابع معا وأن نتدارس المتغيّرات ونتعمّق في دراسة وضع فلسطين والعراق وسوريا واليمن وليبيا وأقطارنا المسلوبة وعلى رأسها الأحواز وثورة شعبها المباركة على طريق النّضال والكفاح من أجل التّحرّر والاستقلال، وهذا لا يتمّ على الوجه المطلوب إلاّ بتوحيد صفوفنا وتصعيد استعداداتنا للتّعامل إيجابيّا مع كلّ التّطوّرات والمستجدّات التي تؤدّي إلى طرد إيران من العراق وسوريا واليمن وتقليم أظفارها.

ولذلك أؤكّد أنّنا في حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ، وفي القيادة العليا للجهاد والتّحرير، وفي قوّاتنا المسلّحة على استعداد كامل مع أيّ مسعى لأيّ طرف عربيّا كان أم إقليميّا أم دوليّا لطرد إيران من العراق وبقيّة الدّول العربيّة.

يا أبناء أمّتنا العربيّة المجيدة

كما كنّا نظنّ ونتوقّع وننبّه أشقّاءنا مرارا منذ بداية الثورة عام 1968 ونقول إنّ ما يتعرّض له العراق وخصوصا ما تعرّض له عام 1980 من عدوان فارسيّ غاشم وطائش وحاقد لن يكون مقتصرا على العراق، بل هو بداية للعدوان على الأمّة العربيّة، وإنّكم ترون اليوم الحقيقية رؤيا العين.
فمنذ الانسحاب الأمريكيّ من العراق، شهد وطننا العربيّ عدوانا فارسيّا مدمّرا غير مسبوق يهدف إلى تدمير الدّولة وتفكيك المجتمع بما يدسّ من طائفيّة وعرقيّة وإطلاق فوضى هدّامة مخطّط لها مسبقا لتهيئة الظّروف الملائمة للتّدخّلات الخارجيّة ولإطلاق العصابات والمليشيّات الإرهابيّة لكي تعيث في الأرض فسادا، وتخرّب وتدمّر كلّ ما بناه العرب بمالهم وجهدهم على امتداد قرون من الزّمن.

يكفي المرء أن ينظر إلى ما حلّ في العراق وسوريا واليمن وليبيا لكي يدرك أنّ النّار قادمة إلى كلّ الأقطار العربيّة شاء حكامها أم أبوا، فليس لهم من الأمر شيء، لذلك ندعو إلى التّسامي فوق الخلافات العربيّة والإسراع إلى توحيد الموقف العربيّ الرّسميّ من جهة، وإقامة الجبهة العربيّة التّقدّميّة من جهة ثانية للوقوف بوجه المؤامرات العدوانيّة المدمّرة.

أيّها الرفاق المناضلون في حزبنا
يا جماهير الأمّة وأحرارها

نحن في حزب البعث العربي الاشتراكي بحكم عقيدتنا ومبادئنا واستراتيجيّتنا الكفاحيّة بعيدة المدى ننظر إلى كلّ أقطار الأمّة بمنظار واحد من حيث المبدأ فهي عزيزة علينا بجماهيرها وأرضها ومياهها وثرواتها وتاريخها، وإنّ تحرّر واستقلال وتقدّم وتطوّر أيّ قطر من أقطار الأمّة يصبّ في مسيرة النّهوض الحضاريّ للأمّة.

إنّ ما حصل من تطوّرات وتغيّرات وتحوّلات خطيرة في العقدين الأخيرين قد غيّرت مجرى الصّراع في وطننا.

نحن اليوم لا نواجه الغزو الصّهيونيّ الاستيطانيّ لفلسطين فقط علما أنّ حزبنا أوّل من تبنّى الموقف القوميّ الأصيل اتّجاه فلسطين فجعلها قضيّة العرب المصيريّة ودعا إلى توجيه كلّ جهود الأمّة صوبها ودعمها قولا وفعلا، أمّا الآن فللأسف لدينا أكثر من فلسطين في وطننا العربيّ في كلّ واحدة منها تحدّ يفوق ويتجاوز التّحدّي في ساحة فلسطين، ففي العراق اليوم يجري تغيير هويّته الوطنيّة العربيّة وذلك بتهجير الملايين من أبنائه وقتل الملايين ويٌوَطّن الملايين من الفرس والأفغان ومن قوميّات وبلدان أخرى مكانهم، أي أنّ الفرس استنسخوا ما فعله الكيان الصّهيونيّ في فلسطين، ولكن على نطاق أوسع وأعمق بحكم الفرصة التي أتيحت للفرس في العراق، كما تتعرّض سوريا لذات المخطّط الذي تعرّض له العراق واليمن وليبيا ممّا يقتضي منّا أن نولي الاهتمام الضّروري لجميع التّحدّيات التي تواجه شعبنا العربيّ.

إنّ قضايانا القوميّة في فلسطين والعراق وسوريا واليمن والأحواز وليبيا والخليج العربيّ وفي الصّومال والسّودان والمغرب العربيّ كلّها قضايا أساسيّة ومترابطة عضويّا ولا يمكن فصلها وتجزئتها لأنّ ذلك يسهّل للعدوّ الانفراد بكلّ قضية على حدة لتصفيتها لصالحه، ولا يجوز التّخلّي أو تقديم أيّ قضيّة عربيّة فيها تحدّ أو تهديد للأمن القوميّ تحت أيّ غطاء كان أو تبرير وإلاّ نكون قد تخلّينا عن إيماننا بأنّ الأقطار العربيّة كلّها متساوية في القيمة من منظورنا القوميّ، لذلك فإنّ من يُفرّط في عروبة العراق وسوريا واليمن وليبيا والأحواز والسّودان والصّومال لا يمكنه إطلاقا الدّفاع عن عروبة فلسطين، ومن يستخدم قضيّة فلسطين للتّغطية على غزو إيران للعراق وسوريا واليمن واحتلال الأحواز والجزر العربيّة الثّلاث وتدخّلها السّافر في دول الخليج العربيّ فإنّه لا يخدم الغزاة فحسب ولا يخدم إيران فقط بل سيلحق أفدح الأضرار بقضيّة فلسطين المركزيّة لأنّ عزلها عن العرب هدف صهيونيّ يمهّد لإنهاء حقوق شعبنا العربيّ في فلسطين، فلنجدّد هممنا ونصعّد نضالنا من أجل كلّ قضايانا القوميّة الأساسيّة وفي مقدّمتها قضيّة العراق وفلسطين وسوريا والأحواز واليمن وليبيا والدّفاع عن عروبة الخليج وإيقاف إيران الباغية المعتدية عند حدّها.

حان الوقت لنقف جميعا بوجه المدّ الإيرانيّ الصّفويّ، وحان الوقت لكي نعزّز اللّحمة الوطنيّة في كلّ قطر عربيّ، حان الوقت لانطلاق وحدة النّضال والكفاح القوميّ العربيّ بوجه كلّ التّحدّيات الخطيرة التي تواجه الأمّة.

واعلموا أيّها الرفاق أنّ التمسك بالانتماء الوطنيّ في كلّ قطر من أقطار الأمّة وتعزيز الهويّة القوميّة العربيّة هما الضّمانتان الأساسيّتان لحماية الوطن والمواطن والهويّة ومنع التّقسيم والتّصدّي للتّدخّلات الخارجيّة.

أيّها المناضلون الأحرار
يا جماهير أمّتنا العربيّة

أقول وللأسف على أمّتنا وجماهيرها، إنّ أغلب الدّول العربيّة وبسبب الخنوع والخضوع لإرادة أميركا تتعامل مع قضيّة العراق العظيم المهدّد بالدّمار والزّوال لما يخدم المصالح الأمريكيّة، هذا هو ما جاء به مؤتمر القمّة العربيّة الأخير للأسف، وبدأت تلك الدّول وحسب إرادة أميركا وأوامرها تقيم العلاقات السّياسيّة والاقتصاديّة وحتّى الأمنيّة مع حكومة العمالة والخيانة، وبدأت تتّصل وتتواصل مع ممثّلي طوائف وأديان وأعراق وتقدّم لهم الدّعم والمساندة وكلّهم غارقون في مشروع التّقسيم والتّفتيت وتتناسى أنّ العراق قطر عربيّ أساسيّ في الأمّة كان يمثّل السّدّ المنيع بوجه موجات الشّرّ القادمة من الشّرق التي استهدفت الأمّة أجمعها ومتغافلة عن إرادة الشّعب العراقيّ المتمثّلة بالمقاومة الوطنيّة العراقيّة، وبذلك فإنّها تقوم بتنفيذ أهداف المحتلّ وإنجاح مشروعه في العراق وفي الوطن العربيّ وفي منطقة الشّرق الأوسط صراحة ودون خجل أو وجل الذي تشكّل العمليّة السّياسيّة في العراق نواته الأولى.

إنّ الاعتراف بحكومة العملاء والخونة الفرس والصّفويّين وتبادل السّفراء معها مؤلم لنا ولشعبنا لأنّه يضفي شرعيّة عربيّة رسميّة مزيّفة على احتلال إيران للعراق، وإنّ من العار على بعض الأنظمة العربيّة، وعار على جامعتهم أنّهم يرون الذّبح في العراق على الهويّة حيث يقتل الملايين ولا يهزّهم داعي شرف أو ضمير أو نخوة عربيّة.

أقول في يوم واحد قٌتل في الموصل وحسب إحصائيّات دوليّة أكثر من خمسمائة مواطنا رجالا ونساء وأطفالا، وفي بعض إحصائيّات أهل الموصل أنفسهم تجاوز عدد القتلى خمسة آلاف قتيل في يوم واحد، ولم نرى قطرا عربيّا واحدا يستنكر ويدين هذه الجريمة الكبرى البشعة التي ارتكبتها إيران، بينما يهرع النّظام العربيّ برمّته حين يقتل إنسان واحد في أوروبّا أو في أمريكا يشجب ويدين ويعزّي دول القتلى أو دول القتيل، إنّه استحذاء وانهيار قيميّ وأخلاقيّ لم تشهده الأمّة في تاريخها.

أيّها المناضلون والأحرار في كلّ مكان

إنّ حزبنا حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ وفق عقيدته القوميّة الإيمانيّة الإنسانيّة يدعو إلى ضرورة احترام القيم الإنسانيّة وحرّيّة الإنسان والالتزام بمبدأ الرّحمة والتّعاطف بين كلّ البشر ويدعو بقوّة لوضع حدّ لهذا الظّلم والعدوان وازدواج المعايير في تعامل أمريكا ودول أوروبّا مع قضايانا الأساسّية.

وإنّنا اليوم ننتظر ما ستفعله الإدارة الأمريكيّة الجديدة بعدما استقبلنا تصريحات الرّئيس الجديد دونالد ترامب قبل فوزه وبعد فوزه بكلّ إيجابيّة واحترام وخصوصا في قوله بأنّ غزو العراق كان أسوء قرار اتّخذ في تاريخ الولايات المتّحدة الأمريكيّة على الإطلاق، وقوله من يحكم العراق ليسوا عراقيّين وكلّهم سرّاق وفاسدون، وإنّ إيران هي صاحبة اليد الطّولى فيه، وإنّ إيران هي مصدر الإرهاب.

إنّ تطلّعنا أنّ تنفّذ الإدارة الأمريكيّة الجديدة وعودها وتطرد إيران وميليشيّاتها وعملاءها من العراق، وتعيد العراق إلى أهله الشّرعيّين.

إنّ من مصلحة أمريكا وكلّ دول العالم الاستجابة لدعوة القوى الوطنيّة العراقيّة وفي مقدّمتها حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ لإعادة حقوق العراق التي انتهكتها إيران وعملاؤها وميليشيّاتها ليعود العراق دولة موحّدة قويّة تساهم في تحقيق التّوازن في العلاقات الدّوليّة وتضمن المصالح المشتركة مع كلّ دول العالم وتحافظ على الأمن والسّلم الدّوليّين.

إنّ التّجربة التّاريخيّة قد أثبتت أنّ عراقا موحّدا قويّا يحكمه نظام وطنيّ ينتهج سياسة معتدلة ومتوازنة ونزيهة وقادرة على تنفيذ الأمن والاستقرار وتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعيّة ويملك قراره المستقلّ سيكون عاملا مهمّا لتعزيز السّلم والأمن والاستقرار في المنطقة وفي العالم أجمع.
إنّ الاستقرار يتحقّق في العراق وفي وطننا العربيّ وفي المنطقة بتنفيذ المشروع الوطنيّ للحلّ الشّامل الذي أعلنه البعث والذي ينصّ على إنهاء الاحتلال الإيرانيّ وحلّ ميليشيّاتها المسلّحة وتصفية نفوذها وإزالة مخلّفات الاحتلال ونتائجه وإنهاء التّفرّد الأجنبيّ بكلّ أنواعه، وعقد مؤتمر وطنيّ تحضره جميع القوى العراقيّة وبضمانات عربيّة ودوليّة مُلزمة لتغيير العمليّة السّياسيّة وإعادة كتابة الدّستور وإلغاء جميع القوانين المنتهكة لحقوق الإنسان وإنهاء سياسة المحاصصة الطّائفيّة وقوانين الاجتثاث والحظر والإقصاء والملاحقة غير القانونيّة، وتأسيس نظام إداريّ حديث، ووضع خطّة شاملة لإعادة إعمار وبناء العراق من خلال الاستثمار الأمثل لموارده خصوصا النّفط وفق مبدأ النّفط مقابل البناء والإعمار، أي بموارد النّفط نعمّر بلدنا ومن غير ذلك سيفشل مشروع الحلّ، لأنّ شعب العراق سيقاتل ويقاوم الاحتلال الفارسيّ وأيّ احتلال جديد بكافّة الوسائل المتاحة مهما طال الزّمن وغلت التّضحيات.

إنّ الظّلم والعدوان والفساد والإفساد والإرهاب المسلّط على شعبنا سيكون دافعنا الأساسيّ لاستمرار المقاومة والثّورة.

أيّها الرّفاق مناضلي حزب الرّسالة

تمرّ علينا اليوم وعلى شعبنا في هذه الأيّام مناسبتان كلاهما مٌرّة وحزينة على شعبنا العراقيّ المجيد وهما جريمة غزو العراق واحتلاله على يد أمريكا وحلفائها، ثمّ الفرس وعملائهم، وجريمة محرقة حلبجة التي ذهب ضحيّتها المئات من أبناء شعبنا الكرديّ من الرّجال والنّساء والأطفال دون ذنب اقترفوه، فإنّنا في حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ ووفق عقيدتنا ومبادئنا الوطنيّة والإنسانيّة ندين هذه الجريمة بشدّة كائنا من كان فاعلها، كما ندين عمليّة الغزو والاحتلال وما نتج عنه من جرائم ونعتبرها من جرائم العصر البشعة ضدّ الإنسانيّة.

وفي الختام وفي هذه الذّكرى المجيدة لتأسيس حزبنا الخالد أحيّي الذّكرى العطرة للقائد المؤسّس الرّفيق أحمد مشيل عفلق ورفاقه المؤسّسين الذين قدّموا للأمّة العربيّة التّنظيم الطّليعيّ الثّوريّ الرّساليّ الذي نفاخر به اليوم ونناضل في صفوفه والذي غيّر مجرى التّاريخ فقزّم الكبار المستبدّين الطّغاة وسحق الصّغار عملائهم وأذنابهم، فلتعش ذكراه السّبعين..

وتحيّة إلى روح القائد المؤسّس..
وتحيّة عطرة إلى أرواح القادة الأحبّة الثّلاث أبي هيثم وأبي عدي وأبي هدى..
تحيّة إلى أرواح شهداء الحزب أعضاء القيادة ثم الذين يلونهم..
تحيّة وتقدير واعتزاز إلى الرّابضين في السّجون ومعتقلات الأعداء أعضاء القيادة ثم الذين يلونهم..
تحيّة إلى شهداء الأمّة العربيّة في فلسطين وفي الأحواز وفي سوريا واليمن وليبيا..
تحيّة تقدير واعتزاز إلى أبطال المقاومة..

وإلى ملتقى النّصر المؤكّد بإذن الله ..
والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..





الجمعة ١٠ رجــب ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / نيســان / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة