شبكة ذي قار
عـاجـل










لا يوجد نصف تحرير ولا يوجد نصف استقلال. العراق تم غزوه واحتلاله وقوضت أركان دولته لفرض واقع بعيد عن إرادة الوطن والشعب والأمة التي ينتمي لها العراق. والعودة بالعراق إلى طبيعته المعهودة تتطلب الخروج الكامل غير المنقوص من سلطة الولايات المتحدة الأمريكية ومن سلطتهم من الأفراد والأحزاب والمليشيات والدول وأولهم إيران. وأي حديث غير هذا هو ترقيع ومحاولة فقيرة للقبول بأنصاف حلول يتم عرضها على الجانب المحتل وتمثل إذعاناً لخططه ومنهجه الإجرامي الغاشم وعوناً له لإدامة بقاءه يقتل ويدمر وينهب.

تحرير العراق وإزالة آثار الغزو والاحتلال تعني :

أولاً: خروج الجيوش الأمريكية ومخابراتها وشركاتها الأمنية ولا يبقى لها غير سفارة بحجم سفارتها في أي بلد عربي أو أجنبي آخر.

ثانياً: أن تخرج معها إيران بقضها وقضيضها ومصالحها الطائفية والاقتصادية الاحتلالية التي غرستها كما الخناجر في الجسد العراقي المكبل بقيود أميركا.

ثالثاً: إلغاء اتفاقية الإطار الاستراتيجي التي تكبل العراق وطنا وشعبا ونظام تحت ذريعة حماية العملية السياسية التي هي الوجه الأخطر للاحتلال.

رابعاً: الإقرار علناً وضمناً أن العملية السياسية وكل ما ارتبط بها من دستور وقوانين هي الاحتلال بعينه وليست مجرد واجهة مدنية له وما يتحقق من سياسات ضمن هذه العملية هو إنهاء للعراق كدولة وإنهاء لعروبة العراق ولأدواره الوطنية والقومية والإنسانية ولا يبقى منه غير اسم خالي من المضامين وهذا الاسم يسير في فلك أميركا والصهيونية وبأيدي إيران التي تمثل الأداة التنفيذية للسياسة الأمريكية الصهيونية مضافا لها احتلال فارسي استيطاني تديره كل القوى التي توصف بقوى التشييع السياسي بدون استثناء ومعها من خضع لها من العناوين المذهبية الأخرى.

إن على أحرار العراق وشعبه أن ينتهوا من تصنيف الأطراف المجندة للإبقاء على العملية السياسية أي للإبقاء على الاحتلال ومناهجه ومنها:

١- كل القوى السياسية التي انخرطت بالعملية الاحتلالية قابلة راضية ممتنة لأمريكا ولا يهمها قط أن يكون للعراق كيانه المستقل ولا أدواره السيادية على كل الأصعدة بل يهمها فقط أن تبقى ضمن السلطة الاحتلالية ومنافعها.

٢- عراقيو أميركا: وهم الذين يتحركون ضمن إطار الرغبة بإزاحة القوى المعتمدة حاليا من قبل الاحتلال المركب والاستعاضة بهم هم وهؤلاء يريدون احتلالاً أمريكياً نقياً لا يشاركه أحد وأول من يرغبون بطردهم من العراق هو إيران دون التفكير باستقلال حقيقي بل بالبقاء تحت حماية أمريكا. مظلة هؤلاء للإبقاء الاحتلال الأمريكي هو العداء للشريك الاحتلالي الإيراني.

٣- عراقيو أنصاف الحلول: وهم الذين يسعون إلى إلغاء بعض منتجات الغزو وذلك عبر إجراء تعديلات في العملية السياسية تضمن لهم مشاركة أكثر عددا وبحقائب وزارية أكثر أهمية في سلطة الاحتلال. هؤلاء أيضاً تحركهم مصالح ومنافع شخصية وعائلية ولا يهمهم الوطن.

وعلى هذا .. فإن رؤيتنا لزيارة العبادي أو استدعاءه من قبل حاكميه وأسياده في الإدارة الأمريكية الجديدة وبغض النظر عما يطرح عليه من تعديلات في تركيب الحشد الشعوبي أو القوات الأمنية أو مظاهر الاحتلال الفارسي أو تعديل قوانين وإجراء إصلاحات كلها محض تنقيحات وتزويقات وترقيعات للحفاظ على العملية السياسية الاحتلالية وان سلطة الخضراء هي مجرد أداة أو ذراع للاحتلال الأمريكي الإيراني الصهيوني. وكل مؤتمرات وندوات واتصالات الأفراد والضباط والشيوخ والرأسماليين مع أميركا بغرض الانضمام للعملية السياسية أو بستار إصلاحها تعني أمرا واحدا هو الإبقاء على الاحتلال المركب للعراق.

العملية السياسية = الاحتلال الأمريكي الصهيوني الإيراني للعراق وهذه هي معادلة الحقيقة المطلقة.

التحرير والاستقلال والسيادة تعني إخراج الجيوش وإنهاء العملية السياسية وهذا يتم بطريقتين ووسيلتين متزامنتين تسيران بخطين مستقيمين متوازيين هما الكفاح المسلح بمقاومة وطنية وبأذرعها الإعلامية والسياسية فقط لا غير. واليقين أن تعزيز قوة المقاومة الباسلة ودعمها بكل السبل والاحتياجات هو المدخل السليم للتحرير والاستقلال والسيادة وإلا فلا.





الجمعة ١٧ رجــب ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / نيســان / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة