شبكة ذي قار
عـاجـل










يضيء الخطاب مساحات واسعة من الظلام الذي سلط على دوافع الغزو الأساسية وأولها اجتثاث البعث والعروبة ودولة العراق الوطنية. إن إصرار النظام العربي على الاعتراف بالعملية السياسية التي أسسها الاحتلال واعتماده قوى سياسية غادرت الوطنية ليس فقط بتعاقدها مع الغزاة بل أيضاً بقبولها المضي قدما كمنظومة محكومة للاحتلال الأمريكي - الإيراني وساهمت بجرائم الاحتلال وفق التصميم الذي وضع لها في لندن وواشنطن قبل الغزو بل وتفننت بالإضافة عليها واجتهدت في نشرها على مساحة العراق بروح إجرامية متوحشة إنما يدلل ليس على تخاذله أمام إرادة الغزاة وخاصة ثالوث أميركا - بريطانيا - ايران ( المسنود طبعاً بالإرادة الصهيونية ) بل لأنه ضالع في فكرة الاجتثاث وفي محاولات إدامتها رغم بشاعتها وشعوبيتها وشوفينيتها وانعكاساتها المدمرة على شعب العراق برمته وليس على حزب البعث العربي الاشتراكي فقط فضلا عن نتائجها المدمرة على الأمة برمتها.

إن العداء للبعث وما أنتجته دولته الوطنية في العراق وتحول تلك الدولة إلى قوة إقليمية مهابة من قبل كل العالم وتحفر في نفس الوقت تحت أركانها مؤامرات الإمبريالية والصهيونية ومنهج إيران الطائفي التوسعي لا يمكن بحثه إلا ضمن مسارات كونه:

عداء للوحدة العربية.
عداء لمشروع الأمة في تحرير فلسطين والأحواز والجولات وجزر الإمارات وسبته ومليلة والاسكندرونة.
عداء للاستقلال السياسي والاقتصادي العربي الحقيقي.
عداء لمسارات التنمية العربية ونموذجها العراقي الذي أشع بأنواره وفرض حضوره القومي الفعلي.
عداء للأمن القومي العربي.

ومن غير الممكن أن يقبل العقل العربي الجمعي كل مكونات العداء هذه بسبب العداء لحزب قومي ونظام يحول وجود الأمة وعربها إلى كيان منتج ومشارك للإنسانية بعلمها ونماءها ومكرس لمفاهيم وقيم السيادة واحترام مصالح الشعوب المتبادلة.

وخطاب القائد عزة إبراهيم يطل بعبقرية على الصلة الخاطئة للدور العربي في مساعدة غزو العراق ويتعداها إلى ما هو أخطر ألا وهو الإصرار على هذ الخطأ الذي كرسه وأصر عليه مؤتمر قمة عمان مؤخراً.

ومن هذه الإطلالة يضخ عقل القائد منافذ الخلاص للامة وشعبها بتقديم الوصفة الثورية التي لم تفارق كينونة البعث منذ تأسيسه ألا وهي لقاء المكاشفة بين قوى الأمة وأحزابها ومنظماتها المدنية وبما يفضي إلى خلق الجبهة القومية التي تعاون النظام العربي على الخروج من عاره ومحنته في تأييد غزو العراق والاعتراف بحكومة الاحتلال وغض الطرف عن جرائم الإبادة والتغييب والتهجير والنزوح لما يزيد على ستة ملايين عراقي وقبولها بجرائم نهب المال العام وتدمير الاقتصاد وخلق أفق مظلم لغد العراق وشعبه ومعاونة اتجاهات الأقلمة الطائفية التي لا يرتجى منها رجاء لأي عاقل غير التقسيم. ولأن القائد عزة إبراهيم يكتب من نبض العراق وميدان الجريمة حيث هو ورفاقه ليس فقط شاهد عيان عليها بل أنهم يتصدون للجريمة حيث يشكلون منذ يوم ٩-٤-٢٠٠٣ صدر المقاومة العراقية الباسلة فإن حديث القائد وما قدمه من شواهد عن تسليم الاحتلال الأمريكي العراق إلى الاحتلال الإيراني بشكل كامل بعد عام ٢٠١١ وهي شواهد اضطرت بعض أنظمتنا العربية للإقرار بها وبدأت فعلياً بمواجهتها بشتى السبل العسكرية والسياسية، فإن من يتعاونون ويتحالفون مع إيران لأي سبب كان ولاية مبررات تسوق في إعلامهم وأنشطتهم المختلفة إنما يمارسون عملياً تعزيز الاحتلال وتغذية الاجتثاث الذي أكد الرفيق الأمين فشله مثلما أكد أن الحزب الآن أوسع انتشاراً بين صفوف الشعب وأعظم بنية تنظيمية.





السبت ١٨ رجــب ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / نيســان / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة