شبكة ذي قار
عـاجـل










يرى البعض ان الماركسية اللينينية التي حكمت الاتحاد السوفيتي ومعظم أوربا الشرقية الى أن غلبتها الامبريالية الغربية في الحرب الباردة وغيبت حضورها دولة وتنظيما وهدمت تحالفاتها بالكامل وقلبت كياناتها الى نقيض الماركسية وأشتراكيتها, يرى البعض انها لم تكن ملحدة وكان المقصود بشعار أو نظرية ( الدين أفيون الشعوب ) ليس انكار الله كخالق للكون بقدرته الخارقة التي لا تضاهى جل في علاه بل ان قصدهم الذي لم يبق كائن بشري لم يعرفه ويردده في هذه المناسبة أو تلك رافضا له ومستنكرا أو موافقا ومتبنيا , يقول البعض ان القصد بالتعميم هذا هو من يسميهم عامة الناس رجال الدين أو بمعنى أدق المختبئين وراء الدين لتحقيق التحشيد الشعبي المطلوب للوصول الى غايات لا صلة لها بالدين . بكلمة أخرى فان الشيوعية كانت ترى ان من يدعون العمل باسم الدين هم الذين يسكرون خلق الله ويعطلون حواسهم وبعدها يوجهونهم كيفما يشاءون . اذن رجال الدين هم من يجعل الشعب بلا حراك قويم ويخدر حواسه ويعطل عقله وعصف أفكاره فيجعله بذلك سلبيا ولا يقدم على التقدم بل يؤثر البلادة والتخلف والقنوط والكسل !!. وفي كلتا الحالتين , سواءا قصدت الشيوعية الدين ذاته أو رجاله ومستخدميه زورا فان الماركسية التي حكمت الاتحاد السوفيتي قد أظهرت العداء والرفض والتجريم والادانة لكليهما .

واذا أخذنا , لاغراض الجدل , بكلا وجهتي النظر , أي بقبول كلا التفسيرين والاطمئنان لهما بان الدين هو الافيون أو ان أدعياء الدين هم الافيون فان البحث عن مسوغات مقنعة لتحالف روسيا مع ايران سيكون شاقا سواءا اعتبرنا النظام الايراني نظام دين أو نظام أدعياء دين . العلاقة الروسية مع نظام ملالي طهران أسفين تدقه حكومة روسيا في قلب تاريخ الاتحاد السوفيتي الذي ورثت عنه كل شئ وما زالت تعتاش عليه وستبقى كل قوتها الحقيقية أو المضخمة هي نتاجه وقاعدة الانطلاق لاي تقدم أو تطور لاحق أضافته روسيا بذاتها أو بمساعدة عوامل غير مباشرة ساعدت في اضعاف الولايات المتحدة الامريكية .

ما دفعنا لكتابة هذا المقال هو ما سمعناه من خطاب لممثل روسيا في مجلس الأمن الدولي بخصوص الضربة الأمريكية التي وجهت الى قاعدة الشعيرات الجوية اثر استخدام السلاح الكيمياوي لابادة سكان منطقة جبل شيخون السورية.

من يسمع كلمة المندوب الروسي في مجلس الأمن يتراى له انه يستمع الى مدير مؤسسة خيرية أو راهب أو ملك من ملائكة الله الصالحين الذين لا يجيدون شيئا ولا يهمهم شئ من حطام الدنيا الفانية غير ( حماية النظام السوري ) وكذلك يسمع تباكيه على جرائم امريكا في العراق وغيره من بلاد العرب وكأن روسيا لم تكن دولة قائمة وعضو يمتلك حق الفيتو عندما صدرت قرارات مجلس الأمن لتدمير وغزو العراق وكأن روسيا تجد الان في الحكومة المنصبة في بغداد ملاكا مقدسا تتعاطى معه باستقلالية لا سلطة فيها لامريكا عليها ولا قواعد ولا جيوش أمريكية تصول وتجول ولا كأن روسيا تعرف كيف منحت أمريكا ايران فرصة احتلال العراق وسوريا . الملاك الروسي الذي سمعناه يغرد في مجلس الامن ممثل بارع وعفوي وهو على قدر عال من السذاجة ان كان يظن انه يخدع أحدا غير نفسه بل انه من البلادة بمكان ان لم يكن يعرف كم التناقضات التي احتوتها كلمته التي لم ينافح فيها عن نظام بشار القاتل بل في حقيقة الامر عن امبريالية روسيا الجديدة التي تدشنها على ظهر سياسات أميركا الفاشلة والعدوانية وتركب فيها أخس وأتعس أنواع المراكب الا وهو مركب الطائفية الايرانية القذرة المجرمة وتتغابى تماما عن تاريخ روسيا الاحمر الذي نعق سنوات طوال ضد حكم الكهنوت ليعود الان أو يحاول العودة على ظهر ذات الأفيون…الكهنوت.

روسيا تدين عدوان أميركا على قاعدة سورية عسكرية وجيوشها وطائراتها تحارب وتبيد الشعب السوري بحجة انها مدعوة من نظام بشار لمحاربة الأرهاب. العالم كله يعرف لماذا روسيا تحركت واستخدمت الفيتو لحماية نظام بشار ولن نخوض هنا في الاطماع الاستراتيجية المادية الصرفة البعيدة عن أية أخلاق التي تقف وراء التدخل الروسي في سوريا بل سنكتفي بمبرر التحالف مع نظام الكهنوت ( الافيون ) الايراني الذي غرق في مستنقعات وبرك تدخله السافر لقمع ثورة الشعب السوري وفي حرفها عن روحها واهدافها عبر خلق الارهاب وتقويته على حساب القوى الشعبية التي فجرت الثورة .

ان تمثيل دور الملاك الحامي للشعوب هو نفس الدور الذي لعبه الاتحاد السوفيتي و أخفق فيه اخفاقا مريعا . واكتشفت معظم شعوب العالم المحبة للحرية والمناضلة من أجل استقلالها ان الدعم الروسي لم يكن لوجه الله ولا حبا بتلك الشعوب بل هو لتأميم مبيعات السلاح وامدادات الطاقة والتبادل التجاري الذي يدر النفع على السوفيت. ولو كان الروس حقيقة مع الشعوب لاستخدمت روسيا حق النقض لصالح العراق ولو مرة واحدة وهو لا يعني أبدا انها ستقاتل بجيوشها دفاعا عن العراق ولا يتجاوز موقفا سياسيا لم ولن يردع أميركا بقدر ما كان سيحسب لروسيا.

ان روسيا المعاصرة صارت دولة عدوانية كما أميركا وتحالفها مع ايران تحالف غير أخلاقي وهي تعرف تماما مشروع التوسع المصنوع تحت الكاشان الايراني الفارسي والمذهبية المزيفة . وروسيا تعرف ان نظام الملالي لم يتدخل في سوريا لحماية شعب أو لمكافحة ارهاب تتوجه ملايين الأصابع متهمة ايران بخلقه ولم تتدخل لحماية نظام ثوري أو تقدمي بل هو نظام حالفها في حربها ضد العراق وأمدها بالسلاح ومنه الصواريخ التي دمرت مدارس ومشافي وبيوت كثيرة في بغداد لمسوغات مذهبية خالصة . روسيا تعرف ان اللقاء بين الخمينية والردة التشرينية في سوريا هو لقاء مصمم لذبح العروبة وتدمير الاسلام ونشر التشييع الفارسي الذي يتعارض في معظم أو كل تطبيقاته مع الاسلام الحنيف. ومثل هكذا تحالف لا يوسم الا بالرذيلة والاجرام وخيانة حقوق الشعوب والاعتداء عليها .

رسالة نوجهها الى مندوب روسيا في مجلس الامن ومن خلاله الى روسيا كلها… انتم ساهمتم في تدمير العراق وسوريا ووضعتم بساطا أحمر لايران لاستكمال ما مكنتها عليه أميركا .أي . أنتم الى اللحظة شركاء لامريكا وايران ضد العرب.
 





السبت ٢٥ رجــب ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / نيســان / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة