شبكة ذي قار
عـاجـل










في الفاو حضر كل العراق وانتصر كل العراق وكل العرب.

فالفاو بالذات وخطة الهجوم الايراني عليها وأحتلالها لم تكن منقطعة عن التاريخ القريب والذي أراد له خميني أن يكرر نفسه حيث من هناك وبذات الأسلوب ابتدأ الغزو البريطاني للعراق واحتلاله.

أريد لمدينة الفداء وبوابة النصر العظيم , كما أسماها مهندس النصر وقائده الشهيد الخالد صدام حسين رحمة الله تغشاه , أن تكون موطئ القدم الفارسي للزحف نحو مدينة البصرة واحتلالها ومنها انطلاقا لاحتلال العراق عبر جنوبه وصولا الى بغداد.

تمتاز أرض الفاو بصعوبتها كونها أرض رخوة وملحية وسقوطها بيد العدو يعني بتعبير نسبي ( استحالة ) تحريرها للصعوبة الكبيرة جدا لحركة القطعات والدبابات والدروع خاصة كذلك فان سعة المنطقة التي تم احتلالها بعامل المفاجئة والمباغتة والغدر الفارسي حيث كانت المعارك تجري شرسة في مناطق بعيدة عن الفاو باتجاه شمال البصرة .

تم احتلال الفاو لتكون جرحا عربيا اخر وعامل احباط لمعنويات جيش العراق وقيادته الباسلة . أريد للفاو أن تكون كما الجولان وحيفا ويافا وكما طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبي موسى وكما الأحواز. كان احتلال الفاو فعلا مصمما لتقويض انتصارات العراق كلها منذ بداية القادسية المجيدة ولتكريس التفوق الفارسي في البشر والقدرات وباعتماد استعداد ايران لتقديم الخسائر البشرية ولو بالملايين للحفاظ على ما تحققه من مكاسب على الأرض .

واجهت القيادة التاريخية الفذة الغزو الفارسي بهدؤ ومسكت الجرح بصبر وأناة وايمان ثابت ورباطة جأش فريدة . ورغم ان الفترة الزمنية الطويلة نسبيا على بقاء القطعات الايرانية الغازية في أرض مدينة الحناء العراقية غير ان ملح ممالحها قد ظل يوقظ الجرح ويبقي عيون حراس البوابة الشرقية للامة مفتوحة متيقضة تنتظر الفجر الاتي . لقد فتحت ثغرة الفاو عقول القيادة العسكرية العراقية الفذة وفي مقدمتها عقل القائد المفكر صدام حسين للتخطيط المتأني الهادئ وتحشيد القطعات بالكم والنوع وتهيئتها بتدريبات ومناورات خاصة يرافقها تكتم شديد وتشتيت انتباه فطن حاذق حتى حانت ساعة الخلاص التي ظن كثيرون انها مستحيلة وبعيدة المنال والتحقق .

ويوم صال فرسان العراق والامة وخلال ساعات فقط غلبوا صعوبة الارض واتساع رقعة الهجوم وقوة الجيش الايراني المدافع عن موطئ القدم ( الحلم ) الذي طالما تبجح به وطبل له وحاول توسيعه باتجاه البصرة غير انه عجز وفشل اذ كانت خطة تحرير الفاو الحاضرة كنية مبيتة وقرار لا رجعة عنه منذ لحظة الغدر الفارسية التي أوصلتهم اليها تقتضي منع القطعات الايرانية من توسيع مكاسبها في المنطقة وحجر حركتها في الخانق الذي تمكنت منه مع تسليط النيران المتواصلة والتي ظلت تحرق الغزاة وتهلك قطعاتهم طيلة سنوات احتلال الفاو وتستنزفهم . ورافق الهجوم العراقي البارع المقدام وصولة الغضب المقدس ترك جسرا واحدا لهرب جنود العدو الى الضفة المقابلة بعد تدمير كافة الجسور الأخرى و كان القرار يتمثل انسانية العراقيين ورحمتهم المجبولة عليها نفوسهم من الله سبحانه حيث كان بوسعهم قتل وأسر القطعات الايرانية برمتها.

لم يكن تحرير الفاو مهما للفاو العراقية الحبيبة فقط بل صار مفتاح النصر العظيم الذي أذاق خميني وجيوشه السم الزعاف . فلقد استثمر النصر في الفاو في بقية قواطع الحرب على امتداد أكثر من الف كيلو متر وتوغل الجيش العراقي الباسل الى العمق الايراني حتى صار بوسعه احتلال طهران نفسها.

الفاو ليست تاريخ فخر وعلو شأن للعراق قيادة وعقلا استراتيجيا في التخطيط المتسم بطول النفس والصبر وقوات مسلحة جرب العالم بسالتها وشجاعتها وأقدامها وضباط أركان وقادة تنفيذ سجل التاريخ أسماءهم وبطولاتهم ولم تكن فقط محطة لتلاقي وتفاعل الدم العراقي بملح الارض وعناق الشهادة الكريمة مع قدسية الوطن بل كل هذا وسواه مع عظمة أمتنا العربية وقدرتها على التحرير ان توفرت الارادة القيادية والحضور الثابت لايمان القيادة بالشعب وقدرات الانسان .

تحية اجلال واكبار الى شهداء قواتنا المسلحة البطلة وفي طليعتهم الشهيد القائد الخالد صدام حسين.
تحية الاعنزاز والزهو لكل ضابط وجندي عراقي قاتل في قادسية صدام المجيدة وساهم في صنع ملاحمها البطولية.
تحية اجلال واكبار ومحبة وأمل يتجدد بتحرير العراق للرفيق القائد الامين الأمين العام للبعث و القائد الاعلى للجهاد والتحرير شيخ الجهاد والمجاهدين عزة ابراهيم نصره الله .

عاشت ذكرى تحرير الفاو #مدينةـالفداءـوبوابة ـالنصرـالعظيم
 





الاحد ٢٦ رجــب ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / نيســان / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة