شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة : ليس مهمًا أن تتفهم تمامًا رؤيتك لما تريده فحسب، إنما المهم أيضًا أن تتفهم رؤية وما يريده خصمك .. هل هذا نصف الحل، الذي قد تريده أمريكا .؟

1 - الحركة وإرتداداتها من ( الشرق الأوسط ) إلى العمق الآسيوي وبالعكس :

- تهيئة مسرح العمليات العسكرية، التي تم الحديث عنها في الحلقة ( 34 ) والعمل جار على إستكمالها وعلى النحو الآتي :

- عززت أمريكا قاعدتها العسكرية في جيبوتي، وهي القاعدة التي تستخدم فيها الطائرات الأمريكية بدون طيار لمعالجة أهداف في الصومال واليمن .. يعمل فيها ( 4000 ) عسكري أمريكي .

- أسست الصين قاعدة عسكرية في جيبوتي بالقرب من ( كامب ليمونييه ) .. هذه القاعدة قادرة على استقبال سفن حربية صينية .

- ابدى البنتاغون أنه يمكن التعايش مع الصينيين، كما هو حاصل مثل هذا التعايش مع اليابانيين والفرنسيين الذين أسسوا لهم قواعد عسكرية في جيبوتي - المستعمرة الفرنسية - التي تتمتع بموقع إستراتيجي يتحكم بباب المندب .

- فيما أعرب الصينيون أنهم مستعدون لدعم الجهود الدولية في افريقيا إذا تطلب الأمر إجلاء رعاياها من القارة في حال نشوب أزمة، فضلاً عن مكافحة القرصنة في المياه الأقليمية الصومالية، وكذلك الدولية.

- أجرت وحدات من الجيش الأمريكي والمصري، تدريبات عسكرية مشتركة في البحر الأحمر، شاركتهما قوات من ست دول ( السعودية والأمارات والبحرين وباكستان والكويت وايطاليا، بصفة مراقب ) .

- تدريبات أمريكية - يابانية مشتركة في غرب المحيط الهادي تجريها حاملة الطائرات الأمريكية ( كارل فينسون ) تشاركها سفينتان حربيتان يابانيتان - ساميدار واشيجارا - اللتان انضمتا إلى حاملة الطائرات الأمريكية، لغرض تدريبات ضاغطة على البرنامج النووي والصاروخي الكوري الشمالي .

- فيما كان الرد الكوري الشمالي ( إعلاميًا ) .. ان كوريا الشمالية تستطيع إغراق حاملة الطائرات الأمريكية بضربة واحدة .. ورافق ذلك إجراء تجربة صاروخية فاشلة .

- مناورات عسكرية أمريكية مغربية وأفريقية وأوربية من 19 -  28 / نيسان الجاري، جنوب المغرب .. تشرف عليها قوات المارينز الأمريكية .. ويشاركها عسكريون ( 1300 ) عسكري امريكي ومغربي، وبمشاركة من تونس وموريتانيا ومالي والسنغال وفرنسا والمانيا واسبانيا وبريطانيا.

- استكمل الحشد العسكري الامريكي الى سواحل كوريا الجنوبية بوصول الغواصة النووية ( ميشيغان ) تحمل اكثر من ( 150 ) صاروخ توماهوك و ( 60 ) جنديًا من العمليات الخاصة وعدد من الغواصات الصغيرة، حيث تنضم إلى حاملة الطائرات ( كارل فينسون ) .

إذن .. هنالك حالة تصعيد حتمل وجهان .. الضغط والتلويح باستخدام القوة .. هذه السياسة قد تنطوي على 1 - عقوبات اقتصادية صارمة تأخذ وقتًا طويلاً من شأنه أن يجهض الهدف منها نتيجة لتحالفات إقليمية 2 - احتكاك قد يسفر عن فعل عسكري قد يؤدي إلى ردود فعل غير محسوبة، وخاصة السلوك غير المسئول الذي يمارس سياسة حافة الهاوية .. وهي سياسة انتحارية.

- سياسة الأقناع واحترام خيارات الآخر المشروعة، والأبتعاد عن الأستفزاز الذي يؤدي إلى التوتر .. هذه السياسة قد تكرس ( الأطمئنان ) لدى الآخر في كيانه وخياراته، عندها قد يستجيب للجلوس على طاولة المفاوضات لأستعراض المخاوف ( برنامج التسلح النووي وبرنامج التجارب الصاروخية البالستية ) ، وتحديد ما يريده كل طرف على أن يحترم خيارات الآخرين ومصالحهم المشروعة .. لأن دول العالم التي تعاني الأحتقان تختلف بعضها عن بعض .

- فكوريا الشمالية هي ليست إيران التوسعية التي خططت منذ عام 1979 لأجتياح ( الشرق الأوسط ) بطريقة التوطين المذهبي المسلح وتهجير المواطنين بالقوة واستخدام العنف الطائفي والعنصري .. وإن التعامل معها يختلف عن التعامل مع كوريا الشمالية، التي يمكن احتوائها بطريقة الطمئنة والحوار والتفاوض وليس بإشهار العمل على تغيير سلوكها السياسي، الذي يعني تغيير نظام الحكم السياسي في البلاد، وبما يخدم أمن العمق الآسيوي .

- أما إيران فالأمر يختلف .. لأنها لم تغير من سلوكها السياسي تجاه جيرانها فهي تبدي سلوكًا عدوانيًا قل مثيله في المنطقة عدا الكيان الصهيوني .. وإن عدم تغييرها لسلوكها يتوجب تغيير نظامها السياسي بما يخدم شعوبها المضطهدة وشعوب المنطقة المحرومة من الأمن والأستقرار بسبب السلوك الأيراني العدواني المنحرف.

- هنالك منطق سياسي يقول : الدولة قد تتجه نحو التسلح النووي حين تشعر بالتهديد .. هذا المنطق يمكن أن ينطبق على دول مثل ( كوريا الشمالية ) و ( الهند ) و ( باكستان ) .. ولكن لا ينطبق على إيران، التي لا يهددها أحد .. إنما على العكس، هي التي تهدد جيرانها وتتدخل في شؤونهم وتجتاح المنطقة وتعمل على إبتزازها بطريقة التسلح النووي وتجارب الصواريخ البالستية المحظورة.!!

- هل الأقتراب الأمريكي من الصين سيقنع كوريا الشمالية بالمفاوضات وإيقاف التصعيد؟ وهل أن الضغط الأمريكي - الصيني المزدوج هذا سيفاقم شعور كوريا الشمالية بالتهديد ويرفع من مستوى التوتر والمخاطر في المنطقة الآسيوية؟ .. فقد قامت كوريا الشمالية برفض استقبال الوفد الدبلوماسي الصيني الذي اعلن عن توجهه إلى العاصمة الكورية الشمالية.إذن .. ما الهدف من سياسة التصعيد، هل تستهدف كوريا الشمالية سياسة حافة الهاوية لتقف عندها أو لتنتظر ما ورائها ؟ أم سلوك سياسة الطريق المسدود، وهي سياسة عقيمة تترك تراكماتها تعقيدات لا سابقة لها، وبالتالي، لمَ لا يعبر كلا الطرفان عن قلقهما على طاولة المفاوضات بغية التوصل إلى أرضية مشتركة لنزع فتيل القلق.؟!

الدور الصيني في الأزمة الكورية الشمالية :

- أحد أبرز عوامل الضغط لدى الصين هو الأقتصاد، خاصة وإن إقتصاد كوريا الشمالية يعتمد على الصين .. وإن تجميد حركة الأقتصاد الكوري الشمالي قد يكون له مفعول بقبول المفاوضات .. ولكن التلويح به وتخفيظ منسوب الضغط الأمريكي قد يؤديا إلى تحديد مرمى إجندة البحث في أمر الأسلحة النووية والتجارب الصاروخية البالستية وأي موضوعات يراد عرضها على الطاولة .. ولكن كوريا الشمالية ترى ضرورة وأهمية ( توحيد الأمة الكورية ) .. فهل يتم تجزأت الأجندات حسب موضوعاتها .. ربما هذا ما تقبله الصين وربما تقبله ( بيونغ يانغ ) ، وهنا ربما تبرز مسألة أسمها ( الصفقة الواحدة ) في إجندة المفاوضات وليس ( تجزئتها ) ؟!

- المسألة ليست سهلة للصين التي ترى ، كما ترى أمريكا ، أن كوريا الشمالية تسارع الخطى بتجاربها الصاروخية للتأثير، ليس على كوريا الجنوبية واليابان، إنما تتعدى ذلك للتأثير على امريكا، وبالتالي فأن هذا التصعيد سينعكس كله على الصين أمنًا وأقتصادًا وجغرافية .. فمن مصلحتها أن تكون مترافقة مع أمريكا أو خلفها لكي تجلس كوريا الشمالية على طاولة المفاوضات لتعرض ( مخاوفها ) وما تريده من اهداف او ضمانات الحماية الأقليمية والدولية، حتى تنزع عنها المخاوف لتتمكن من ثم الأنفتاح على العالم الخارجي وتفك عنها العزلة.

- الصين لا تريد إشعال النيران حتى لا تصل إلى فنائها الأقليمي، بل هي ترغب في إخمادها، خاصة إذا رأت أن أمريكا صادقة في وضع خيار المفاوضات في كفة والتهديد بأستخدام القوة في كفة أخرى.!!

- أخشى ما تخشاه أمريكا والصين هو احتمال الضربة التدميرية الأولى ( The First Strike Capability ) ، المحدودة، التي ستدمر أكثر من 60% من معامل القوة لدى الخصم ، ولكن الضربة التدميرية الثانية ( The Second Capability ) Strike من المحتمل أن تتسبب في كارثة لكوريا الجنوبية ولليابان .. وعلى هذا الأساس فأن خيار ( الجزرة والعصى ) سيظل قائمًا، لأن سياسة حافة الهاوية لن تنفع كوريا الشمالية ابدأ .

- ومن جانب آخر ربما ستجهض هذه السياسة ما يسمى بـ ( عمق إيران الآسيوي ) ، وهي السياسة الأستراتيجية ( الخيار ) الراهن، التي تعمل عليها إيران في توجهاتها حين تجابه ضغوطات الغرب المؤكدة، التي تجبرها على التوجه نحو الشرق .. والشرق هنا ممثل بـ ( الصين و روسيا و كوريا الشمالية ) .. والملفت أن إيران لم تضع العالم الأسلامي كخيار ولا منظمة المؤتمر الأسلامي في خياراتها، لأنها باتت معزولة حتى عن العالم الأسلامي. - فيما يأخذ إحكام السيطرة على ( بؤرة ) التهديد الكورية الشمالية، و ( تحييد ) الصين بل تشجيعها على نزع فتيل الأشتعال من هذه البؤرة، سيضع روسيا على طريق التراجع، حتى أن إيران، راعية الأرهاب الدولي، لا تستطيع أن تبدأ بالأستدارة - كما قال المرشد الأعلى علي خامنئي - إلى الشرق للأختباء أو للأستقواء بالصين وكوريا الشمالية وروسيا، التي باتت عراهما البراغماتية المؤقتة مشروطة بالتفكك لصالح المصالح الروسية، رغم الأغراءات التي تقدمها طهران لموسكو ( منح قاعدة عسكرية بالقرب من ميناء ( بندر عباس ) على الخليج العربي - حفر قناة من بحر قزوين إلى مياه الخليج العربي - منح قاعدة عسكرية على خليج عدن - بناء مفاعلات نووية جديدة - تكريس استثمارات بنيوية لها الأولوية في ترميم قاعدة تصدير النفط الأيراني المتهالكة القريبة من الأنهيار - التسلح الصاروخي البالستي ونظم رادارات الدفاع الصاروخية .. إلخ ) .. هذه الأغراءات الأيرانية لا تنفع إذا ما بلغ الأمر مستوى التسويات .. والنتيجة باتت إيران رغم مخالبها الجارحة لا تستطيع أن تستمر في نهجها المستهتر كما هو حال نظام كوريا الشمالية .. وفي ضوء معتقد فارسي قديم يشير إلى ( أن روسيا دب ضخم يمكنك الأعجاب به من بعيد ، لكن إذا احتضنك، فأن بمقدوره سحقك ) .!! هذه المخاوف الفارسية ليست من فراغ، كما أن تاريخ العلاقات الروسية - الأيرانية مليئة بالشكوك، وإن العلاقات البراغماتية المشروطة بينهما تقوم على تطورات الأوضاع في المنطقة من جهة، ومعدلات الضغوط التي تتعرض لها موسكو في ( أوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم وفي سوريا ) .. كما أن أهداف موسكو في المنطقة تختلف جذريًا عن أهداف طهران فيها، رغم تلاقي المصالح، وإذا ما تغير خط المصالح لا مجال للحديث عن إستمرار الغزل أو زواج المتعه.!!

- العودة إلى الثابت والمتغير في الأستراتيجية الأمريكية ( الوسائل والأهداف ) :

- معايير التوازن في منطقة ( الشرق الأوسط ) ، العادية والمزدوجة :

يتبــــــــــع ....





الاحد ٤ شعبــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / نيســان / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة