شبكة ذي قار
عـاجـل










الأمم الحية الأصيلة تفتح صفحات سفرها لرموزها الذين يتركون علامات شاخصة في هذا السفر الخالد وتمجدهم حباً ووفاءً وتجعل منهم مصدر اقتداء وعلامة فارقة تشخص بارزة فوق مسارات الزمن لينهل منها الممهورة قلوبهم بفضائل الروح الرسالية وانطلاقات براكين الثورة المتحزمة بالثبات على المبادئ واليقين بحتمية تحقيق الذات القومية وأهدافها التاريخية المنبثقة من جدل صراعها الذاتي والموضوعي وتناقضات واقعها المطلة على حق الإنسان وضرورات نزع قيوده من الفقر والجهل والتخلف وتغييب الفعل المعبر عن الطاقات الحقيقية له.

هذا هو جوهر موقفنا من التعامل مع ذكرى ميلاد القائد القومي والإنساني الخالد بإذن الله الرئيس الشهيد صدام حسين. فالرئيس الشهيد رحمه الله اعتنق قضية الأمة ومارس فعله الحياتي بأصوله وتفرعاته لتحقيق أهداف الأمة وغاياتها النبيلة وأنجز وفكر وحارب وتحدى وصولاً إلى اللحظة التاريخية الفاصلة التي يظهر فيها جوهر الإنسان وحقيقة إيمانه وانصهاره العضوي مع القضية التي عانقها وعانقته: لحظة الخيار بين تغليب قرار الحياة التي تقطع الصلة بالقضية وتنهي كل ما تم فعله وقوله وكتابته وبين الشهادة التي تثبت بكل مكونات التاريخ والفكر والدين والثقافة والرجولة والأخلاق. إن التوافق نهائي ومطلق بين السيرة والسفر المعلن القائم على الأرض وبين اختيار الشهادة كقرار وفعل يكمل كل ما سبقها ويكرسه ويبرهن عليه ويثبته شمساً وقمراً ونجوم.

صدام حسين البطل قولاً والبطل إنجازاً كان بطلاً في الثبات على العقيدة واختار الشهادة ورفض البقاء حياً مقابل وشرط أن يموت رصاص المقاومة.

صدام حسين كان القرار الفاصل بين أن يظل العراق يقاتل لا يستسلم ولا يخنع وتبقى المقاومة عنواناً لهذا الحدث الفريد في سفر العراق ( عدم الاستسلام ) وهذا ثمنه حياة القائد وبين أن تسقط الراية وتذل الأرواح الشهيدة والحية على حد سواء ويذل العراق والبعث وزمن الترف العراقي المكلل بأعظم إنجازات العرب على الإطلاق.

وحيث اختار صدام حسين الثبات على المبادئ والعقيدة الوطنية والقومية والبعثية المرتبطة بالوطنية والقومية برباط العروة الوثقى فإن رفيقه عزة إبراهيم ومعه كل رفاق سيد شهداء العصر ورفاق العراق والعروبة قد اختاروا الإبقاء على راية الجهاد والمقاومة تحملها كف الأخ والرفيق الأمين الوفي عزة إبراهيم. وهكذا تخلد صدام وعاشت المقاومة وسطعت أنوار الرجولة والبطولة من جبين عزة العرب الأمين عزة إبراهيم كمحارب عنيد صلب مغوار بيض وجه العراق والأمة كلها.

صدام حسين شهيد الحج الأكبر كان وليد العراق والأمة الوعد وتحول إلى قدر وتاريخ في صدر الزمن العراقي والعربي الجميل. جميل بما بناه وعمره وجميل بما أنجزه على خطوط سير الرقي العظيم للعراق ومنه إشعاعاً ومشاريع قومية ما قد حصلت من قبل وقد تنتظر الأمة زمناً طويلاً ليأتي مثلها. الزمن الذي شمخ به العراق وبالعراق شمخت الأمة. ويوم وصل التحدي والصراع إلى ذروته ظل صدام وعزة والرفاق والرجال واقفون. لم تنحني قامة ولا وقعوا صكوك الاستسلام بل ظلوا يقاتلون ويقاومون وسيظلون. حين قطعت يد الغدر والخسة والخيانة رأس شهيد الحج الأكبر لم تسقط الراية ولم ينتهي القدر العراقي ولا خار الموقف فلقد تلقفتها يد الرفيق والثابت على عهد البعث والجهاد الرفيق الأمين عزة إبراهيم.

فليعتبر أولي الألباب … ظل صدام البطولة يقود في شخص عزة العز وفي شخوص البعثيين والأحرار الأبرار وماجدات العراق ولادات البطولة والمجد. وهكذا قدم البعث نموذجه القومي المتفرد .. قد تسقط الدولة والنظام غير أن البنادق لا تسقط والوعد العهد العقيدة الرسالة لا تسقط. وظل عزة العز يزلزل مشروع الاحتلال وذكرى صدام حاضرة وعبرته ونموذجه حاضر لا يغيب أبداً.

سلام عليك سيد العرب وفارسهم يوم ولدت.
سلام عليك يوم مضيت ولم تمض .. فأنت أسطورة الزمن ورديف جدك الحسين عليه السلام وعليك الرضوان والرحمة والغفران.

وسلام عليك سيدي رفيق البطولة والوعد الثابت والرسالة الخالدة .. سلام أيها الأمين على البعث والمقاومة يا بياض وجوه العرب والإنسانية القائد شيخ المجاهدين عزة إبراهيم.

وكل نيسان وعراقنا بخير وأمتنا بخير وتنتصر على مشروع الاحتلال الفارسي وعلى من مكنه ظلماً وقهراً وجوراً وعدواناً.
كل عام وصدام سيد شهداء العصر حاضر فينا.





الاحد ٤ شعبــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / نيســان / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة