شبكة ذي قار
عـاجـل










صدام حسين ليس كأي إنسان مر على هذه الدنيا ، ولم يترك فيها أثره ، فصدام حسين حالة خاصة لا تجود بها الأمة إلا مرة في كل مئة عام أو يزيد ، وقد حفر اسمه في تاريخ هذه الامة ، لا بل في السفر الإنساني الذي يحتفظ بالعظماء الذين جادت بهم الإنسانية ، فقد ناضل لرفع شأن أمة تتوق إلى الرفعة والرقي والازدهار ، أمة تناضل ليكون لها مكان تحت الشمس ، ولتعيد سيرة مشرقة كانت لها في زمن كان الظلام يخيم على العالم ، ويرزح تحت نير العبودية الدينية والاخلاقية لباباوات الظلام والقهر والذل لحياة الإنسان وكرامة المواطن .

صدام حسين نتاج فلسفة عروبية قومية ، تهدف في نضالاتها لوحدة أمة بقيام دولتها، وهي في طور التوحيد ، وشيوع حرية ، وإنتزاع تحرير في ظل مجتمع يسوده العدل في الاشتراكية والعدالة الاجتماعية بين جميع أبنائها على الارض العربية ، الممتدة من الماء إلى الماء ماء الاطلسي وماء الخليج العربي .

صدام حسين غرس موقفاً لم يستطع أحد ممن سبقه في مثل هذا الموقف، الموقف المؤمن الشجاع ، المؤمن بالخالق وبدور المخلوق ، المؤمن بالله الذي استوعبه من رسالة أمته عندما رفعت شعار الرسالة الخالدة ، وبالمخلوق العربي الذي كرمه الله لحمل أعظم رسالة أرسلها إلى بني البشر ، وبجانب ذلك بالتأكيد على الحق العروبي في مواجهة الغطرسة الامبريالية والصهيونية ، التي أقدمت على أبشع جريمة في هذا العصر تمثلت باغتصاب فلسطين .

فمن كمثله يا من تفوح من أفواهكم رائحة الحقد والكراهية التي لا تمت لاخلاق أمتنا أمة الرسالة ، ومن كمثله أيها المتشدقون بالقومجية واليسار الطفولي الذين تماهيتم مع أعداء الأمة من امبرياليين وصهاينة وفرس مجوس ، فبتم مقابل ثمنكم الرخيص تشتمونه أوتسيؤون إليه بالتصريح أو التلميح .

صدام حسين كان عف اللسان يتمتع باخلاق الفرسان ، فرسان العروبة الذين لا يطعنون حتى في أعدائهم بعد الممات ، فتعلموا من أخلاقه عندما رفض الاساءة لأسوأ مجوسي على سطح الكرة الارضية بعد أن أماته حقد الفارسية المجوسية ، واسقته جيوش العراق كأس سم الهزيمة ، وتعلموا منه عندما يعلي من شأن بطل قومي كجمال عبد الناصر في تسمية واحدة من شعب حزب البعث العربي الاشتراكي في بغداد بشعبة جمال عبد الناصر .

أين أنتم يا عملاء ويا خونة أمة ؟ ، فمن يساوم على الامة ويتخندق في خندق أعدائها فهو عدو لها ، وهل هناك أكثر خسة ونذالة ممن يتخندق في خندق الفرس المجوس ، الذين يتشدقون بأنهم يحتلون أربع عواصم عربية ؟ ، فمن يساوم على بغداد كاذب كاذب في الادعاء أنه ينتصر إلى القدس ، فقد قالها الشهيد الرنتيسي بغداد والقدس وجهان لحالة واحدة ، فمن أنتم ياحثالة هذا العصر الذين تتطاولون على حذاء صدام حسين ، هذا البطل الذي لولا بطولته وعمق ايمانه بعروبته لما جيشت جيوش امريكا والصهيونية والفرس المجوس لغزو العراق واحتلاله .

صدام حسين وجه الامة المشرق في زمن العهر والخيانة والنذالة ، وأنتم وجه الامة القبيح الذين تسيرون على طريق العلقمي الذي خان بغداد وسمح بطعنها ، فها أنتم تمارسون ذات النهج العلقمي .

صدام حسين يملك من التاريخ والمجد ومن الرفاق الذين يذودون عنه ، لايمانهم بالامة ودورها القادم في النهوض ، ودورها اليقيني في أن يكون لها موقع تحت الشمس في الحضارة الإنسانية ، فأمة امتلكت المجد الالهي بتكليف رباني عظيم لرسالة عظيمة أنجبت صدام ليحيي هذا النهج العظيم لأمته ، فماذا أنتم فاعلون يا عملاء الملالي والصهيونية والامبريالية .

صدام حسين يداه مخضبتان بمواجهة الصهيونية وكيانها المسخ ، ودحر الفرس المجوس ، واخاف الامبريالية في اثوابها القديمة والجديدة ، ورفع شأن العراق ، وأعلى من شأن الامة في كل المواقع والمواقف التي كان يشارك فيها .

صدام حسين رغم ما اصاب العراق والأمة سيبقى شعلة مضيئة حتى بعد استشهاده، فقد حاز وبجدارة على لقب سيد شهداء هذا العصر، ولم يسبقه أحد لا في السلوك البطولي في حياته ، ولا في موقف الشجاعة أمام ملك الموت ، فعاش بجدارة بطلاً ومات شهيداً ، وقد أذهل الاعداء قبل الاصدقاء في وقفته الاستشهادية ، وتلهج باسمه السن الخيرين من ابناء الامة ورجال الإنسانية الاحرار ، فموتوا بغيضكم أيها العملاء والخونة ، يا عبدة الدولار الفارسي المجوسي .

dr_fraijat45@yahoo.com





الاحد ٤ شعبــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / نيســان / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة