شبكة ذي قار
عـاجـل










في خضم التطورات الدولية والاقليمية الكبيرة والمتسارعة في هذا العالم وفي منطقتنا العربية بشكل عام والعراق بشكل خاص . وفي لجة المؤتمرات ومشاريع التسويات ودعوات المصالحة الكاذبة . التي تبحث في القضايا المتعددة بعد الانهيارات في الساحة العربية لصالح اعداء الامه . في خضم ذلك كله تبقى (( مشكلة العراق )) هي المشكلة الاهم التي تشغل بال الوطنيين العرب والقوميين والتقدميين منهم على وجه الخصوص تلك المشكلة التي تحاول القوى الامبريالية الصهيونية والايرانية الصفوية جاهدة ان تجد لها المخرج والحل على الطريقة (( الامريكية الصهيونية والايرانية الصفوية )) موهمة الناس ان قرارات الديمقراطية المزيفة والانتخابات المشوهة والمؤتمرات الطائفية ومشاريع المصالحة والتسويات الكاذبة هي التي تحل معاناة الشعب وتصحح الخطا الذي ارتكب في عام 2003 وما تلاه . ان ما تشهدة الساحة العراقية والعربية والاقليمية من مؤتمرات وندوات ولقاءات نقول ربما تساهم لفترة قصيره بتهدئه الاوضاع او تصفية قضية ما في اطار المشروع الامبريالي الصهيوني او المشروع الايراني الصفوي الطائفي . ان مسالة تحويل الصراع من صراع سياسي الى صراع طائفي مجتمعي بات هو الهدف الدائم المستمر للامبريالية الصهيونية والمشروع الطائفي الايراني الصفوي . وهذا ما حققته عبر توالد وتواجد فرق الميليشيات والتنظيمات الارهابية الاخرى التي لاتقل باي شكل من الاشكال عن اجرام وارهاب الميليشيات المرتبطة اما بالمشروع الامبريالي الصهيوني او بالمشروع الطائفي الايراني الصفوي . هذا التوافق والتناغم بين التنظيمات الارهابية والميليشيات والعصابات المنظمة هدفه بالاساس خدمة المشروع الطائفي الذي هو اشهر مخطط هادف الى تقسيم الوطن العربي وذلك باعادة ترتيبه من جديد وفقا لاهداف مدروسة ودقيقة أو في اطار ما بات يعرف اصطلاحا ب – الفوضى الخلاقة . نتحدث هنا عن – وثيقة برنارد هنري لويس - التي اقرها الكونغرس الامريكي سنة 1983. نقول عندما يرفض حزب البعث العربي الاشتراكي حضور مؤتمرات ولقاءات ذات صبغة طائفية او مصصمة لخدمة المشاريع الطائفية العنصرية فان ذلك تاكيد على مبدئية البعث الذي يرى ان الصراع الحالي هو لتكريس مشاريع التمزيق والطائفية للعراق والامة . وما افرزتها – معركة الموصل – والمجازر التي ترتكب هناك هو دليل على طريق استكمال جولات المشروع التقسيمي الطائفي .

تاتي محاولات واجراءات ادارة الرئيس الامريكي ترامب في منطقة الشرق الاوسط وتحديدا على الساحة العراقية والعربية لتؤكد ما اصطلح باسم الشرق الاوسط الجديد هذا المصطلح التي اطلقته كوندزليزا رايس بالتزامن مع افتتاح خط أنابيب – باكو , تبليسي , جيهان – لنقل النفط في شرق المتوسط وبعد ذلك بشرت وزيرة الخارجية الامريكية ورئيس الوزراء الاسرائلي بمصطلح - الشرق الاوسط الجديد - وفي اطار هذا الاطار تبدو قضية - الديمقراطية - احد اهم أسس المشروع الامريكي الذي يقوم على رؤية واضحة ومحددة من الية لحكم الشعب . تحولت الى اداة مشتركة للتعاون - او الصراع - وهنا جاء التوافق والتفاهم الامريكي الايراني والقائم على اسقاط الحكومات وتفكيك المجتمعات واعادة انتاج نظم حكم تقوم تنصيب دكتاتورية الاقليات او حتى الصراع بين هؤلاء والاصل في هذه الديمقراطية المصنعة في معامل الولايات المتحدة وعبر التفاهم والتفاوض الامريكي الايراني هو ديمقراطية - تقوم – على امتلاك السلاح للمجموعات وميليشيات موالية لطهران وعلى دعم مجموعات ليبرالية موالية للغرب بالسلاح .هذا الاتفاق يعد نمط وقالب فكري قادر على ضمان حرية حركة عملاء الولايات المتحدة وعلى فتح مساحات محددة للتعايش بين العلمانيين والمعممين على الاقل في مرحلة تشكيل المشروع الثقافي الطائفي في مشروع الشرق الاوسط الجديد . معلوم ان الصراع على الساحة العراقية هو بين الاحتلال الامريكي والايراني وادواتهما وما افرزه من طائفية وفساد وميليشيات وبين شعب العراق ومقاومتة الوطنية القومية التقدمية الاسلامية . هذا الصراع حاضنته من جانب الاحتلال هو المشروع الطائفي التقسيمي ومن الطرف المقابل هو مشروع المقاومة الوطني الذي يريد التحرير والاستقلال والخلاص والبناء . من خلال دراسة مستفيضة عما جرى ويجري في واقع العراق الكارثي، أصدرت قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الإشتراكي في 20 آذار/ 2017 مشروعاً وطنياً شاملاً يروم ويهدف إلى إعادة البناء المتكامل للعراق أرضاً وشعباً وفقاً لمباديء المواطنة المتساوية، وتوفير الأسس الواجبة لحياة حرة كريمة فيها الأمن والأمان والإستقلال الوطني والسيادة وتوظيف الثروات والطاقات لإعادة الإعمار، وبناء القوات المسلحة بمهنية وعقيدة وطنية، وإلغاء كافة القوانين الجائرة منها “قانون حظر البعث”، وتحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية بين جميع القوى العراقية. وقبل العرض والتشعب في إستنباط مستقبلية هذا المشروع السياسي أن يتمكن من تحقيق ما يدعوا إليه، أو إنه سوف يرسوا على ضفاف المشاريع الوطنية التي سبقته، سواء التي بقت حبيسة الملفات النظرية وتكرار الدعوات، أو التي لاقت فشلاً ذريعاً في إستقطاب قوى عراقية اخرى رغم الدعم الخارجي لها. وهنا ينبغي علينا ، قبل ذي بدء، أن نستعرض بإيجاز لبّ هذا المشروع.إن المشروع المطروح، بشكل عام، يقوم على أربع ركائز رئيسة هي :

أولاً: “إنهاء الإحتلال الإيراني للعراق وهيمنته على العملية السياسية، وتصفية وجود الميليشيات المسلحة، وإزالة مخلفات الإحتلال الأمريكي ونتائجه، ورفض ومقاومة كافة أنواع الإحتلال والتدخل الخارجي في العراق”. وبغية تطبيق وتحقيق هذا الأمر، يسرد المشروع أربع آليات يوجب إتباعها هي :

أ- تعبئة الشعب وتحشيد قواه الوطنية وتوحيد فصائل المقاومة، وإستخدام كافة الوسائل المشروعة في التصدي للإحتلال الإيراني وأدواته.

ب- تأييد أية إستراتيجية عربية أو دولية والمشاركة فيها، لإنهاء الإحتلال الإيراني، ومحاربة قوى الإرهاب التي تمثلها “داعش” والميليشيات المسلحة المدعومة من إيران.

ت- السعي والتواصل مع الدول العربية لإستصدار قرار من “مجلس الأمن” يفرض على إيران إنهاء إحتلالها للعراق والإنسحاب منه بدون قيد أو شرط.

ث- العمل مع الجهات الدولية ذات العلاقة لوضع الميليشيات المسلحة المرتبطة بإيران وبأحزاب السلطة في العراق على قائمة الإرهاب.

ثانياً : “الدعوة لعقد مؤتمر وطني عراقي تحضره جميع القوى العراقية وبضمانات عربية ودولية ملزمة، للإتفاق على تغيير العملية السياسية والبدء بمرحلة إنتقالية جديدة لمدة زمنية محددة”؛ حيث تتضمن فيها ما يلي :

أ- تشكيل مجلس وطني مؤقت.
ب- تشكيل حكومة مؤقتة من الكفاءآت المستقلة.
كما ويحدد المشروع لهذه الحكومة المؤقتة تسعة أعمال جذرية تكون بمثابة الساف الأول لبناء العراق الجديد بطريقة وطنية صحيحة وصادقة تضمن له مستقبلاً واعداً ومستقراً.

ثالثاً : “يتم بناء نظام سياسي وإداري حديث” وفق الأسس التالية :

أ- يتمتع بالحيوية والمرونة والكفاءة، ويعتمد معايير عصرية في تقييم الأداء.
ب- يستفيد من تجارب الدول المتقدمة في مجال هيكلة مؤسسات الدولة.
ت- يفصل بين الدين والسياسة، ويعالج المشاكل والصراعات والإختلافات في هذا المجال والتي سبّبها الإحتلال، وفقاً للدستور والقوانين المدنية.
ث- يتعامل مع المؤسسة الدينية بطريقة متوازنة بما يضمن إحترام كافة الأديان والمذاهب والطوائف والمعتقدات.
ج- يهيء الأجواء لتحقيق أوسع وأشمل مصالحة وطنية حقيقية بين فئات الشعب وفي مختلف المناطق والمحافظات ويزيل التوترات والإصطفافات الطائفية والعداوات التي تولدت أثناء الإحتلال الأمريكي والإيراني للعراق.

رابعاً : “بناء وإعمار العراق”، حيث تعتبر هذه العملية “من الأعمدة الرئيسة لأي مشروع وطني للحل، وذلك بسبب ما تعرض له العراق من تدمير هائل في دولته ومؤسساته الإجتماعية والإقتصادية، وبناه التحتية ومنظومته الوطنية، لذا فإن مشاركة الدول المتقدمة في بناء العراق وبأحدث ما يمكن من التقنيات في مجال إعمار البنى التحتية والفوقية، يعتبر حجر الزاوية لنجاح وقبول أي مشروع وطني من قِبل الشعب”.

والشعار الذي يتبناه المشروع في هذا الصدد هو: “النفط مقابل البناء والإعمار”. أما الخطة المرسومة، فتكون وفق المنهج الآتي: “أن تقوم كل دولة من الدول المتقدمة وشركاتها المتخصصة ببناء محافظة من محافظات العراق بإشراف وقيادة حكومة العراق الوطنية، ووفق إتفاقيات تفصيلية يتم الإتفاق عليها بين العراق وهذه الدول”.

وهنا من الواجب ان نقول على المناضل البعثي ان يدرك بشكل واضح انه في هذه المرحلة من العلاقات الدولية والاقليمية والمحلية الشائكة والمعقدة وفي ظل السياسات الجديدة لقوى الهيمنة العالمية والاقليمية التي تسعى الى الوصول الى تفاهمات تخدم مصالحها بالدرجة الاساس .

يجب وضع كل الطاقات لحدمة المشروع الوطني ليس للعراق فحسب بل للامه العربية .وعليه فاننا نقول ان الصراع القائم والمتائج لن ينتهي مطلقا فيما حاولت بعض القوى ان تقرر مصيرذلك خارج المعطيات والتي يفرضها الواقع. نقوا ان جماهير الامه بقيادة حزبها المناضل حزب البعث العربي الاشتراكي مصممة على تنفيذ المشروع الوطني وسائرة في سبيل بلوغه .





الثلاثاء ٦ شعبــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / أيــار / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب داود الجنابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة