شبكة ذي قار
عـاجـل










( مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا؟ " ) السيد المسيح عليه السلام

النقد لم يشرع إلا لكي نتلافى أخطاؤنا , فجميل أن نفهم معنى النقد والأجمل أن يفهم الجميع معناه , وكل ذلك من أجل أن تظهر صورة النقد الجميل الذي يطور العمل لا ليعقده ..

الاختلاف من سنن الكون من كمال قدرة الله سبحانه أن جعل الخلاف بين البشر قائماً إلى قيام الساعة .. وإذا اختلفت النفوس فلا بد من نقد بعضها بعضاً، وهذا النقد منه ما ينفع ومنه ما يضر، فالنقد النافع هو الذي يراد منه تصحيح الخطأ، وتعديل المسار حتى يعود إلى مكانه الصحيح، وهو ما يعبر عنه بالنقد البناء، والنقد الهادم هو ما كان لمجرد النقد والتشفي وحب النقد ذاته لا غير، وليس من ورائه أي مصلحة، بل فيه من المفاسد الشيء الكثير، وهو ما يعبر عنه بالنقد الهدام ..

( مشكلة معظمنا هو أننا نفضّل أن يقضي علينا المديح على أن ينقذنا النقد. نورمان فينسنت بيل )

ما نلاحظه عند بعض ممن يكتبون على المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي ومعظم هؤلاء يسعون لتعويم أفكارهم وإظهارها بمظهر الموضوعية العلمية والحرص يجترون طروحاتها للطعن في الاخرين ويجعلون من مواقع التواصل الاجتماعي منبراً لعرض النقد لموضوع ما ويحاول إعطاء نفسة صفة المصلح , ويلاحظ الخلط جلياً في بعض المواقع حينما يفرض كاتباً رأياً على المتابعين الذين يعارضون في بعض ما يطرحه ويحاول فرض رأيه على الجميع وهنا تقوم الدنيا ويتحول موقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة لتبادل الاتهامات وتتحول إلى القذف أحياناً دون مراعاة لمشاعر المتابعين , لكي تبلغ المقصود وتحقق هدفك من الانتقاد البناء اختر الكلمات الطيبة انتقي العبارات الهادفة ، بأسلوب طيب خال من لغة التجريح أو الاستهزاء أو التقليل من قدره ، حتى لا تزيد من نكوصه عن سماع الحق ، كان النبي عليه الصلاة والسلام حين يريد ان ينتقد صحابيا أثنى عليه وذكره بأفضاله وحسناته حتى يرفع من معنوياته فيفتح بذلك قلبه لسماع النقد أو النصيحة فيقبل على النصيحة بقلب راض ، ننتقد لكن لا ننسف الحسنات والإيجابيات ، وقبل الانتقاد نسمع منه هو لا نسمع من غيره دون تبصر أو تمعن ، بل نتأكد من الخبر ونتقصى الحقائق ونستبين الامر ونفهمه جيدا ، حتى لا نستعجل في الحكم عليه قبل الوقوف على الحقيقة ، والتيقن من الأمر حتى لا نظلم أحدا بتسرعنا , يحكى أن رساما تتلمذ على يد فنان كبير حتى غدا ماهرا في الرسم فأراد ان يتأكد من نفسه فرسم لوحة جميلة ورائعة ثم وضعها في طريق المارة وكتب عليها من رأى اي خطأ في اللوحة فعليه ان يضع اشارة ( x ) .

عاد من الغد ليجد لوحته الجميلة قد انطمست تحت اشارات ( x ) ولم يعد يرى منها شيئا. فذهب الى استاذه حزينا بائسا ليعترف امامه انه فاشل في الرسم والدليل هذه اللوحة التي انتقده فيها الناس. فقال له معلمه اعد رسم اللوحة وضعها في نفس المكان الذي وضعتها فيه بالأمس ثم اطلب من كل من ينتقد شيئا ما في اللوحة ان يحسنه ويصححه. فلما عاد من الغد تفاجأ ان اللوحة في مكانها نظيفة ولم يتم اي تحسين او تعديل فيها.

من السهل ان ننتقد كل شيء نراه او نسمع عنه او نلمسه لكن ليس من السهل أن نقوم بتحسينه أو تصويبه .. تذكر جيدا ان النقد لا ينبغي ان يكون فاكهة حديث ولا لذة منطق بل النقد ينبغي ان يكون للتحديث والتطوير والتحسين فإن لم تستطع ان تقدم تحسينا ما ولو يسيرا للشيء الذي تنتقده فصمتك هنا وسكوتك هو الخير .

اتقوا الله فيما تنشرون و فيما تكتبون و مع من تكتبون فالنبي عليه الصلاة و السلام يقول الدال على الخير كفاعله و كذاك الدال على الشر كفاعله .. 





الخميس ٨ شعبــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / أيــار / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد مناضل التميمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة