شبكة ذي قار
عـاجـل










الإعلام القومي


صوت الأمة المعبر عن قضاياها المختلفة. الراصد لآلامها ومعاناتها وكوارثها التي ابتدأت مع غزو العراق واحتلاله في أعظم صورها. الباحث عن الذات القومية وتفاعلات صيرورتها العسيرة بعد غزو العراق وما ترتب عليه من تدهور شامل في قواعد وأسيجة الأمن القومي واختراق للطائفية السياسية التي تبنتها الصهيونية كسلاح تجريف للعرب وتجريد لقدراتهم الاقتصادية والاجتماعية.

أين هذا الإعلام؟ ماذا حل بفيالقه التي كانت تتغنى بمجد العراق والأمة وتكتب لهما الشعر وتنتج الأغاني والأناشيد والمسرحيات وتقيم المعارض الفنية والمهرجانات وتصدر لهما صحف ومجلات وأفلام وتمثيليات؟

أين الوفود التي كانت تطوف بغداد؟ وأين الإعلاميين والكتاب والشعراء الذين كانوا يتفاخرون ويتبارون في تمجيد الأمة من بغداد التي أعزت الأمة وقيادة العراق القومية؟

من غير الممكن أن نصنف تلك الجيوش من الأقلام والعقول على أنها كانت فرية أو وهم غير اننا نتساءل عن حجم ثباتها على ما كانت تعلنه من قناعات. فنحن نعرف العربي شجاع لا ينافق ولا يبيع ويشتري بمواقفه الوطنية والقومية. ونعرفه لا يحبط ولا يغلبه يأس ولا قنوط.

بوسعنا أن نتخيل خسارة النصف من تلك الحشود العظيمة أو ثلاثة أرباعها غير ان علم الإحصاء والاحتماليات والمنطق لا تتيح لنا تجاوز هذا الحد الأعلى فأين الربع الباقي وهم الاف مؤلفه؟.

لنعبر مرحلة العتب. ولنعد إلى الواجب فرض العين.

أمتنا تمر بمحن وليس محنة. فمن لا يمكنه الكتابة عن الغزو الأجنبي ومنتجاته التدميرية فليكتب عن الجوع والفقر. ومن يأنف الكتابة في الفساد الذي استشرى حتى صار سمة مميزة لبعض بلداننا ومجتمعاتنا فليصرخ بوجه النزوح والتهجير وارتماء الملايين بأحضان البيابي والحر والبرد والموت البطيئ. ليكتب المتحسبون من بطش الطغاة عن الأمراض وانعدام الخدمات وتدني التعليم والصحة. وليهاجم المهاجمون ما يهاجمه أهل الحل والربط في سلطة الاحتلال بانفسهم من طائفية ومحاصصة وانفلات أمني ونهب للمال العام وانحطاط الإدارة وغيرها ضمن سياسية إعلامية تمتص النقمة وتخدر العقول هي الأخبث في تاريخ العرب.

وإذا كان العشم بأخوتنا كتاب وإعلاميو وسياسيو الأمة بهذا الحجم والعتب عليهم بهذا القدر فالمؤكد ان ما يقع على ( فيلق ) الإعلام الوطني الذي كان يشتغل قبل الغزو والاحتلال من عتب ولوم بل وحتى تقريع حيث انزووا وكأن جرح العراق ليس جرحهم وفواجع شعبه ليست فواجعهم وانسداد أفق وإمكانيات حماية وحدته الوطنية لا تعنيهم .. يا للهول!!!.

هي دعوة من صدور عراقيين موجوعة لا تطلب سلطة ولا مال ولا جزاءاً ولا شكوراً غير رضا الله والوطن والأمة لكل يد وكل عقل قادر على أن يكتب للوطن وللشعب وللأمة ان يفعل وان تعود أسراب الطيور التي هاجرت وغادرت نوافذ التغريد لتنير دروب الجهاد والنضال وتحفز وتحرض وتفضح وتنافح من أجل الوطن الذي يستحق ما هو أكبر وأكثر من الإعلام.

الانتصار في معركة المصير الراهنة لا يتم إلا بإعلام مقاوم يعضد البندقية المقاومة.





الاحد ١١ شعبــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / أيــار / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة