شبكة ذي قار
عـاجـل










3 - السمة الاخلاقية
نلاحظ في ادبيات حزب البعث وبخاصة مايتصل بالرسالة ،الحاحا ضرورة الممارسة الحية للقيم الانسانية المطلقة، كالحق والخير والعدل ، كما نلاحظ عندعند الحديث عن الجيل العربي الجديدوفكرة الانقلاب ،تشديد على الجوانب الروحبة والقيم الاخلاقية الفاعلة والمؤثرة في حياة الانسان وسلوكه كالصبر ومجاهدة النفس ومقاومة النفعية والانانية والانتهازية والاستغلال والظلم والعنصرية والطائفية والاقليمية ........

ومما لاشك فيه ان هذه القيم الاخلاقية عندما تدخل في حياة الانسان تنبعث فيها الحياة بعد ان كانت كلمات والفاظ خالية وخاوبة وعندما تتاصل في نفس المناضل وتترسخ في اعماقه تصبح ممارسته لها امرا طبيعيا وعاديا لاتكلف فيه ولا اصطناع ويصعب عليه بعد تسلمه السلطة ومقاليد الامور ان يزوغ عنها ويتنكر لها لو لم يكن من المؤمنين بها والممارسين لها .والحق

(( انه اذا لم يكن الحزب منذ بدئه في طريق النضال قادر على تحقيق هذه الفضائل التي يدعو الشعب اليها ويسعى الى تحقيقها في الامة.فكيف يمكنه ان يحققها فيما بعد)) .

اما في النضال والعمل السياسي فقد اكد الحزب على مبدا الالتزام بالحق والحقيقة ومصارحة الشعب ،ورفض الاسلوب الماكيافيلي الذي يتلخص في ((ان الغاية تبرر الواسطة)) وهو الاسلوب الذي درج عليه واتقنه الحكام والساسة التقليديون وافادوا منه في خداع الجماهير وتضليلها .والحزب في رفضه الماكيافيلية وتاكيده على الناحية الاخلاقية لم يكن منطلقا من نظره دينية او فلسفية نظرية عن الاخلاق بل من ادراك حي لمنطق السياسيين وتعاملهم المبني على المصالح من دون القيم الانسانية والاخلاقية ،ومن معرفته لواقع المجتمع العربي ولامراضه ولعوامل تخلفه وجموده.فاسلوب الكذب والغش والتضليل الذي يمارسه الساسة التقليديون والانتهازيون ،لايقاوم ويقضى عليه بالصدق والمصارحة واحترام الحقيقة ،لان الحقيقة اخلاقية وثورية كما ورد في مقررات المؤتمر القومي السادس للحزب فقولك الحقيقة مثلا بين يدي حاكم ظالم ثورة على الظلم وانتصار للحق ،والجيل القديم الرجعي المتحجر لاينفيه ويزيح قيادته وتاثيراته الا جيل جديد تقدمي متحرر .واخلاق الفتور واللامبالاة والفوضى والضياع لاتزول الابقيام جيل ثوري يشعر بالمسؤولية ويؤمن بضرورة النضال والتضحية في سبيل اهدافه القومية والانسانية ضمن اطار الوعي والتنظيموبما ان النضال يهذب اخلاق الانسان ويصقل وعيه ومواهبه فينمي لديه صفات الصبر والرجوله واحترام الحق والحقيقة والشعور بالمسؤولية والتعود على التضحية والبذل وحب الوطن والعمل وخدمة المجموع، فانه لايبقى وسيلة فقط لتحقيق الاهداف المذكورة بل يصبح ايضا غاية ، اي جزءا من الرسالة ويدخل في صلبها مادام انه قد استهدف تهذيب الخلق وتكوين الشروط والمؤهلات الضرورية للانسان الانقلابي المنتج الفعال ، الانسان الحر الاشتراكي الوحدوي ذي الاخلاق الثورية.

واخلاق المجاملات الكاذبة والانتهازية والمداهنة والتردد والاحجام عن قول الحقيقة ،وفقدان الجراة في قول الحق ، لاتقاوم وتنتفي الا باخلاق منافضة لها تستند الى الصراحة والصدق والجراة والحزم والتفاني في خدمة القضايا العامة.

والاخلاق التي لاترى في الاستغلال والظلم الطبقي مايسستثير مشاعر الوجدان والضمير ومايستوجب التبديل والتغيير ، لن تزول وتنتفي مالم تنم الاخلاق الاشتراكية التى تاخذ بمبادي العدل والمساواة تكافؤ الفرث وتقاوم كل تمييز عنصري او طبقي .

واذا اعتبرنا الديمقراطية في جوهرها هي الايمان بالحرية وبالجماهير ودورها وبانها المشاركة الواسعة تعميقا للراي وانضاجا له واندفاعا من اجله ، او بانها نفي للفردية التي تدعي احتكاراالحق والصواب ،وتمارس القهر والارهاب ،وتعتمد الفئات الانتهازية والبيروقراطية بدلا من القيادة الجماعية اذن اليمقراطية اسلوب اخلاقي وممارسة حية وقيمة انسانية مطلوبة وليست مجرد دعاية وادعاء او كلام وعظي يلقى في الخطب او يدون في الدساتير،ولذلك ركز الحزب على تقديس حرية الفرد وربط تقدم الامة بمدى تمتعه بالحرية السياسية والاجتماعية ،او كما يقول الرفيق المؤسسس رحمة الله علية (( ان الحرية منبع الفضائل وهي التى تميز الشعب الحي . وانها اساس هذه الحياة وجوهرها ومعناها ، والحرية لا تتجزا فلايمكن ان نثور على الاستعمار الاجنبي وان نسكت على الاستبداد الووطني ....انها لن تدخل حياتنا مالم نرخص الحياة في سبيلها ولن نفرض على الحاكمين احترامها ونشعر الشعب باهميتها وقيمتها وقديستها اذا لم يكن ايمامنا بها جهادا ودفاعنا عنها استشهادا ))

وهذا يعني انه لايكفي ان يعي المواطن عقليا وذهنيا اهمية الديمقراطية وفائدتها ،وان يكون قادرا على التحدث عنها بل لابد من تعميق ايمانة بها الى الحد الذي يدفعه الى ممارستها والدفاع عنها .

انالامة العربية ، رغم ضعفها وتجزئيتها في هذة المرحلة التاريخية تؤدي رسالتها تجاه نفسها وتجاه الانسانية كلها بنضالها وبما تقدمه من تضحيات ضد القوى الامبريالية العالمية والصهيونية والعنصرية وضد القوى الرجعية واوضاع التجزئة والتخلف وفساد القيم الخلقية والانسانية .

صحيح ان قدرة الامة ،ايه امة وكذلك عبقريتها في اداء رسالتها ، تظهران بوضوح في حجم الاختراعات والاكتشافات العلمية وفيما تقدمه وتبدعه في ميادين الثقافة والعلم والفلسفه والاجتماع وفي كل ما من شانه ان يفيد في تطوير البشرية .ولكن هل الاختراعات العسكرية التدميرية كالقنابل الذرية والنيوترونية والجرثومية دليل على تقدم الامم التي تنتجها وعلى ارتفاع في مستوى رسالتها ام انه دليل على الانانية وحب التسلط ومنثم على هبوط في جوهر الرسالة ومستواها ؟ التقدم العلمي والتكنولوجي يعبر عن ارتفاع مستوى الحضارة ولكن لن يكون معبرا عن وجود الرسالة اذا لم يكن نافعا ومفيدا للبشرية ،اي اذا لم تستند الى قيم ايجابية اخلاقية .

ام هناك كثير من الامم نجحت في كثير من ميادين العلم والتكنولوجبا الايجابية ولكن يجب ان لا ننسا اوتنسبنا جوانبها السلبية المتمثلة في تسخير هذا التفوق لمصلحة تفوقها العسكري الذي يقودها الى التحكم بمصائر الشعوب وفرض سيطرتها على الامم الاخرى اوحماية الانظمة الرجعية المتخلفة وحماية العنصرية او وقوفها وراء معظم الانقلابات العسكرية في دول العالم الثالث او كما تفعل بعض القوى الامبريالية التي تقدم الدعم المادي والسياسي والعسكري الضخم للكيان الصهيوني العنصري التوسعي غير عابئة بالراي العام العالمي وبقواعد الحق والعدل لكي يظل هذا الكيان قادر على ممارسة العدوان على الامة العربية وتخريب وحدتها وشل تقدمها من اجل فرض ارادتها والسيطره عليها واستغلال ثرواتها كما تفعل الولايات المتحدة الامريكية .


4- السمة الحضارية
عندما نعطي الرسالة يمة حضارية ، فنقصد بذلك المعنى العام المجرد للحضارة او جملة مظاهر التقدم الفكري والمادي التي تنتقل من جيل الى جيل. على ان الحضارة المتطورة تتظمن ايضا بعدا تاريخيا ،لان بناءها لايتم انيا، وبمرحلة زمنية محددة بل قد يتطلب مراحل متعددة واجيالا كثيرة متعاقبة ،هذا بالاضافة الى انها تعبر عن الاتصال والاستمرارية في التاريخ الحضاري للامة ،لان التاريخ سياق متصل وبتعبير اخر اذا كانت سمة الحضارة تعطي للرسالة معنى التقدم والرقي ،فان السمة التاريخية تعطيها معنى الامتداد والعمق والسياق المتصل ،وفي هذا ايضامعنى الخلود النسبي باعتبار ان مايبقى حيا ومفيدا على امتداد التاربخ الطويل يحمل معنى الخلود .

يقول الرفيق المؤسس ( العمل ليس عاديا انيا بل تاريخيا وليس سياسة بل رسالة لانه مكلف بتصحيح انحراف عصور عديدة ماصبة وتهيئة انبعاث للامة يؤتي اكلهفي عصور عديدة مقبلة ) ويقول ( ان الخطوط التي رسمناها لقوميتنا العربية لاتكتفب بالروابط الحقوقبة بين الافراد وانما تجعل في وجود الامة رسالة تاريخية وامانة في عنقها تحيا حياتها وتجربتها بصدق وتخلص للقيم والعقل وتقدم للانسانية خير ماعندها هذا ماجعلنا نرجع الى تراثنا الحضاري التاريخي وننظر اليه نظىة جديدة ففب حياة العرب تجربة ضخمة ورسالة سامية )

وارتفاع الامة العربيةالى مستوى تاريخي حضاري رفيع في هذا العصر اي الى مستوى الرسالة التي تطمح الى تحقيقها لا يكون الا بالتوجه الدائم نحو المستقبل وذلك بتكوين الانسان العربي الجديد وهو الانسان المناضل العلمي الثوري الواعي المنظم الدؤؤب او كما ورد في دستور حزب البعث ( بالتربية الرامية الى خلق جيل عربي جديدمؤمن بوحدة امته وخلود رسالتها اخذ بالتفكير العلمي طليق من قيود الخرافات والتقاليد الرجعية مشبع بروح التفاؤل والنضال والتضامن مع مواطنيه في سبيل تحقيق الانقلاب العربي الشامل وتقدم الانسانية )

الاهتمام بالتراث والمعاصرة معا هو تدعيم عوامل التطور والتقدم وبعبارة اخرى لايجوز ان نصطنع التعارض بين التراث والمعاصرة ، ويجب ان نجعل من مسالة التطلع الى المستقبل منارة تهدينا الى الموقف السليم وهو ان الاهتمام بالتراث والمعاصرة يستهدف قبل كل شيء واولا واخيرا بناء الحاضر والمستقبل الافضل.

يقول الرفيق المؤسس ان الامة العربية ( تطلب ان ترتقي الى مايساويها بماضيها المجيد وبحاضر الامم الاخرى )

_____ يتبع _____
 





الاربعاء ١٤ شعبــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / أيــار / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب إعداد الرفيق عبده سيف نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة