شبكة ذي قار
عـاجـل










تحمل البحار والأنهار اسم المنطقة التي تمر فيها ، ولم تتنازع دول العالم على تسميتها ، ولا أثارت المشاكل على ذلك بسبب وضوح الرؤيا لدى دول العالم في هذا المجال ، وحدهم الفرس الذين يصرون على اغتصاب الواقع ، وتغيير مسماه لتكريس الاغتصاب ، والاحتلال للأرض والمناطق الجغرافية في منطقة الخليج العربي ، يمارسون الاسلوب الصهيوني في محاولة لتغيير معالم الارض ، وما فطنوا هم وهؤلاء الصهاينة أن التاريخ يسجل كل ما هو على الارض فلن تضيع معالمها ، لقد أذعنت دول الخليج العربي لتسمية مجلس تعاون دول الخليج دون التطرق لكلمة العربي ، تجنباً للمشاكل مع دولة الشاه المقبور إلى يومنا هذا ، وهو ما لا ينفي أن الخليج عربي وليس فارسي .

الخليج العربي على حافتية ، وفي الجهتين الشرقية والغربية محاط بالارض العربية ، من جهة اقليم الاحواز العربي الذي تم اغتصابه منذ عام 1925 ، والجزر العربية الثلاث التي تم احتلالها منذ عام 1971 ، وليس هناك أي دليل فارسي على أرض الخليج العربي لتصر ايران على تسميته بالخليج الفارسي بدلاً من الخلايج العربي .

في احدى اجتماعات مؤتمر الدول الاسلامية فقد كان هناك اقتراح بتسميته بالخليج الاسلامي، ورغم ما يدعيه ملالي الفرس المجوس بأنهم دولة اسلامية فقد رفضوا ذلك ، وأصروا على التسمية الايرانية بالخليج الفارسي ، وفي كل مناسبة تثير دولة الفرس هذه الاشكالية .

لم يكتف الفرس باغتصاب الارض على حافتي الخليج ، بل يصرون على اغتصاب التاريخ والقانون الدولي ، وما تعارفت عليه جميع دول العالم في اطلاق تسمية المجريات المائية باسم المناطق التي يجري فيها النهر أو البحر أو البحيرة ، ما يؤكد أن العقلية الفارسية عقلية عدوانية لا تختلف في تفكيرها عن التفكير الامبريالي والصهيوني ، وهو ما يجب أن ينتبه إليه العرب جيداً، ويصرون على رفض أي تفكير بمهادنة هؤلاء المعتدين في كل ممارساتهم على الارض، وبشكل خاص في احتلالاتهم التي يتنافخون بالاعلان عنها ، منها أنهم يحتلون اربع عواصم عربية ، وأن امبراطورية الفرس ستقوم وعاصمتها بغداد ، فهم يتوهمون أن بغداد فارسية وهي قلب العروبة وواحدة من أهم حواضر الأمة العربية .

الخليج عربي والاحواز عربية والجزر العربية طنب الصغرى وطنب الكبرى وابو موسى عربية ، والاحتلال الفارسي لن يستطيع تغيير وجه عروبتها مهما طال الزمن ، فقد احتل الصليبيون فلسطين مئتي عام وطردوا منها وبقيت عربية ، واحتل الفرنسيون الجزائر مائة وثلاثين عاما وبقيت الجزائر عربية ، وهاهم الصهاينة يحتلون فلسطين سبعين عاماً تقريباً وستعود فلسطين حرة عربية ، ولن يكون مصير الاحتلال الفارسي للارض العربية بأفضل حالاً من هذه الاحتلالات التي إندثرت وتم قبرها على صدور المحتلين الغاصبين .

الفرس يعادون كل ما هو عربي ، وخطيئة العرب أنهم أنقذوهم من عبادة النار إلى عبادة التوحيد، ولأنهم ليسوا قوماً يتصفون بالحلم والعقل ، ويعتبرون تحرير العرب لهم من عبادة النار لعبادة التوحيد بالفضل عليهم ، فقد اعتبروهم غزاة ومحتلين ودمروا امبراطوريتهم ، ومشكلتهم أنهم لا يقرأون التاريخ جيداً ، وهم الامبراطورية الثانية على الارض فقد هزمهم العرب قبل الاسلام في معركة ذيقار أذاقتهم الذل والعار ، وما القادسية التي كانت بوابة الفتح الاسلامي لبلادهم إلا تنويراً لهم ولم يكن احتلالاً كما يدعونه .

ظن الفرس واهمين أن في مقدورهم استغلال تحالفاتهم المشبوهة مع الامبريالية الامريكية والصهيونية العالمية أن يحققوا مكاسب على الارض العربية ، وما قرأ ملالي الفرس في طهران ما أصاب شاه ايران الذي كان يعد شرطي الخليج وتخلي اسياده عنه ، فهذه هي نهاية كل عميل ، ولن تكون نهاية الملالي العملاء بأفضل حالاً من نهاية الشاه ، فهذه النتيجة الطبيعية لكل العملاء.

ملالي الفرس هؤلاء كان حرياً بهم أن يكونوا عوناً للعرب ، والوقوف معهم ضد الامبريالية الامريكية والصهيونية العالمية ، بعيداً عن الجعجعة الكلامية وهم يمارسون ما يمارسه هؤلاء الاعداء ، فخيار المنطقة أن لا تنشغل بحروب فيما بينها خدمة لاعدائها ، وأن تحترم ارادات شعوبها دون المساس بالحقوق الوطنية والقومية لأي منها ، ولكل أمة الحق في بناء مشروعها القومي ولكن ليس على حسلااب الآخرين ، فما من عربي يرفض المشروع القومي الفارسي مادام هذا المشروع لا يكون على حساب الارض العربية .

أخيراً كما يقولون على نفسها جنت براقش ، فالفرس بعدوانيتهم يجنون على أنفسهم، فقد جربوا مواجهة العرب وكان مصيرهم أن يلعقوا الهزيمة خمس مرات فيما بين القادسيتين ، واذا كان العراق وحده قد أذاقهم سم الهزيمة في قادسية صدام فمن سيمنع العرب أن يدوسوا على رؤوسهم بعد أن يتخلى عنهم حلفاؤهم من امبرياليين وصهاينة ؟ ، وإن غداً لناظره قريب بإذن الله ، فهذه أمة قد تهزم ولكنها لن تركع .

dr_fraijat45@yahoo.com





الاربعاء ١٤ شعبــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / أيــار / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة