شبكة ذي قار
عـاجـل










كثيراً ما نصدم بمعتوه هنا ومجنون هناك على المواقع الاخبارية ، أو حتى في أحاديثه الخرافية في إنكار وجود الأمة العربية ، ودورها على امتداد الحياة البشرية ، وعندما نتحدث عن المشروع القومي العربي كما المشاريع في المنطقة ، كالمشروع الصهيوني والمشروع القومي الفارسي والمشروع العثماني ينكر علينا ذلك ، وفي نبرة حادة يواجهنا وأين هو المشروع العربي ؟ ، وكأني به قد سقط علينا من السماء، وليس من هذه الأمة ، وكأن المشروع القومي العربي ملك فرد أو حزب أو جماعة ، فهو ملك الأمة ومطلوب من كل واحد أن ينخرط في هذا المشروع للعمل من أجله .

هؤلاء الذين ينكرون علينا الدعوة للمشروع القومي العربي لا ينتمون لهذه الامة ، فهم عملاء لواحد من المشاريع العدوانية الثلاثة التي ذكرناها ، بسبب ضحالة في التفكير ، أو رداءة في الأخلاق ، أو تبعية مذلة ، تقدم المصلحة الخاصة على المصلحة العامة ، والبعض من هؤلاء يقف مثل هذا الموقف العدواني لثمن قبضه من واحد من المشاريع الثلاثة ، وفي الأغلب المشروع الفارسي الذي يقوده ملالي الفرس تحت الغطاء الديني لخداع أبناء أمتنا ، إذ كيف نعادي دولة الفرس وهي دولة اسلامية ؟ ، وعلى الرغم أنهم ينتصرون لدولة الملالي تحت حجة الدين ، وينكرون على تركيا أو السعودية في مساعيهما تحت الغطاء الديني ، ويهاجمون السعودية تغطية لعمالتهم لملالي الفرس المجوس ، فحتى يكونوا صادقين مع أنفسهم فلينكروا المشروع الفارسي ايضاً إن استمروا في إنكار دور الآخرين ، فنحن معهم في رفض كل المشاريع القائمة على نفس ديني أو طائفي ، ولكنهم لا يجرأون ، لأنهم يخشون على عطاياهم أن تنقطع .

نحن أصحاب مشروع قومي عربي نؤمن بوحدة هذه الأمة ، واقامة الدولة العربية من المحيط الاطلسي حتى الخليج العربي ، ونحن على قناعة أن الأمة الوحيدة التي واقعها يختلف عن جوهرها هي أمتنا ، وهي أمة في طور التوحيد، وليس في طور التكوين كما يدعي بعض المتحذلقين ، ونموذجنا القومي تحرري يؤمن بالحرية والتحرير ، أي شيوع الحرية وتحرير الاراضي العربية المحتلة كافة ، ويسود دولة المشروع العدالة الاجتماعية ، فالثروة العربية ملك الأمة جميعها، والقانون والعدالة سمتان لهذه الدولة ، فلا أحد فوق القانون ، والعدالة لجميع المواطنين كمواطنين دون أي اعتبار لدين أو طائفة أو عرق ، فالمواطنة هي الأساس.

المشروع القومي العربي كما وصفناه هو أكثر المشاريع مصداقية في المنطقة، وهومشروع تتوافر فيه كل مقومات الوجود والظهور ، وما يحتاجه أن ينتصر له أبناء الأمة ، والعمل من أجله، ففيه إنتشالنا من حالة الضياع التي نحن فيها، ومن حالة الوهن والضعف التي تنخر عظامنا ، ومن حالة التبعية التي أذلتنا ، ومن حالة التجزأة التي جعلت منا نهباً للآخرين ، ومن حالة التخلف التي جعلتنا في آخر ركب الأمم التي تتطلع للرقي والتقدم .

مشروعنا على النقيض من المشاريع الثلاثة ، فهو يتقاطع مع المشروع الصهيوني، فنحن واياه في صراع وجود لا صراع حدود ، والنصر لنا ، فمشروعنا مشروع تحرير ، ومشروعهم مشروع اغتصاب وعدوان ، ويتقاطع مع المشروع الفارسي المجوسي ، فمشروعنا تنويري ومشروعهم ظلامي ، مشروعنا لا يتطلع للهيمنة على الآخر ، ومشروعهم شبيه بالمشروع الصهيوني في أنه مشروع عدواني ، ولكن خلافه عن المشروع الصهيوني أننا لسنا ضد المشروع الفارسي مادام لا يستهدف ارضنا ووجودنا ، وكذلك مع المشروع العثماني .

هؤلاء الذين ينكرون علينا دعوتنا للمشروع القومي العربي هم ليسوا من الأمة ، فخير لهم أن يلتحقوا بواحد من المشاريع الثلاثة الأخرى حتى يقيض الله لهذه الأمة من يقودها نحو تحقيق مشروعنا ، فأزمتنا أزمة قيادة ، وشعوبنا تتطلع للحرية والعدالة الاجتماعية ، ولكن رغم أن أزمتنا أزمة قيادة فهذا لايعفينا أن نعمل كل في موقعه ، لتوفير الارضية الصالحة لبناء هذا المشروع ، فالقيادة وحدها إن كانت فرداً أو حزباً تحتاج إلى من يتخندق في خندقها ، ويدافع عن اجراءاتها ، وينتصر لها في مواجهة أعدائها ، وحتى بعد قيام المشروع يحتاج لمن يبقى ساهراً على وجوده فهو مستهدف من كل أعداء الأمة .

نحن أبناء أمة كرمها الله برسالة عظيمة ، ومن خلالها أقمنا مشروعاً حضارياً تنويرياً، وكانت سماته العدل والعلم واحترام الإنسان ، وتوفير البيئة للابداع ، فلم لا نعمل لاحياء هذا المشروع وبلغة العصر وأدواته ، وفيه كل الخير لنا أفراداً وجماعات، وما علينا إلا أن ننبذ فرقتنا التي تعرقل السير باتجاه تحقيق هذا المشروع الوحدوي التحرري التنويري لخيرنا وخير الإنسانية .

dr_fraijat45@yahoo.com
  





الخميس ٢٢ شعبــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / أيــار / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة