شبكة ذي قار
عـاجـل










 المقدمة :

إبعاد تهمة الأرهاب نصف الطريق إلى النجاح .. !!

- منذ أن ولد ( داعش ) في رحم نظام دمشق بزواج المتعه الفارسية وترعرع بالضد من مسار ثورة الشعب السوري .. وهي الولادة التي باركتها القاعدة، لدواعي ضرب الثورة السورية وتمزيق وحدة المعارضة الوطنية، وإنسياح ( داعش ) نحو الموصل والأستيلاء عليها بطريقة مسرحية مدبرة بين طهران وبغداد ونزول داعش صوب الرمادي والفلوجة وصلاح الدين، لكي تباشر طهران دق نواقيس الخطر خوفا على المراقد المقدسة ، 1 - لأجهاض الحراك الشعبي واسع النطاق، الذي يطالب بأطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات في السجون العلنية والسرية لحكومة بغداد2 - ولتكون داعش مبررا لتأسيس ( الحشد الشعبي ) والتوغل الفارسي من أجل السيطرة على ممر عبر العراق نحو سوريا لأنعاش ذراع إيران في الجنوب اللبناني والوصول إلى سواحل البحر المتوسط لأقامة قواعد عسكرية على ساحله .. منذ ذلك الوقت لم يحدث أن ضربت ( داعش ) إيران ولم تقم بأي عملية إرهابية في الداخل الأيراني ولم تقتل أو تنسف أي مرفق من مرافق إيران.

- لماذا اقتحم أربعة أشخاص مبنى مجلس الشورى ( البرلمان ) الأيراني وقتلوا ( 17 ) وجرحوا ( 50 ) ، وأحتلوا طوابق البرلمان وظلوا يطلقون النار بكثافة، ومع ذلك ظل البرلمان برئاسة ( علي لآريجاني ) مستمرًا في إجتماعته داخل البرلمان - حسب المصادر الأيرانية - دون توقف .. وفي مكان آخر تم إقتحام قبر ( خميني ) المكلل بالذهب والفضة تحت قباب خمس مطلية بالذهب الخالص، ليطلقوا الرصاص في داخله ويتركوا قنبلة سرعان ما أفشلتها الشرطة الفارسية .. ما هذه المسرحية الفاضحة؟! لماذا يحدث ما حدث اليوم وفي هذا التوقيت وليس قبل شهر أو سنة أو سنتين أو أكثر عاشت خلالها إيران في أمن وهدوء وصمت، في الوقت الذي تسرح وتمرح عناصر القاعدة وعائلاتهم على الأراضي الأيرانية، وكذا عناصر إرهابية أخرى مجندة أسمها الأسلام - السياسي.؟

- إيران كانت في أمان كامل وإطمئنان كامل من أي عملية إرهابية تصل إليها، ليس لأن أجهزتها كفوءة ، إنما لأنها تعرف ( داعش ) وعناصر إرهاب القاعدة وإتفاقيات ما وراء الأبواب المغلقة، التي عقدها الحرس الايراني والاستخبارات الايرانية مع مركز الارهاب، فيما تمثل المؤسسة الاستخباراتية الايرانية، والحرس أحد أذرعها للتنفيذ الخارجي ( قاسم سليماني ) واعوانه وجنرالاته وسفير ايران لدى بغداد، أهم المجسات التي تطمأن طهران وتضعها في دائرة الارتياح .. ولكن ما الذي حدث لكي تقوم اجهزة الحرس الاستخباراتية بتنفيذ مهمة ( مجلس الشورى ) و ( قبر خميني ) ؟!

- الحدث هو .. إدراك طهران بعد قمة الرياض عزم الولايات المتحدة والدول العربية والعالم الاسلامي ومعظم الدول الاوربية على ما يلي :

1 - إستأصال الأرهاب من جذوره بشكل كامل .

2 - تحديد شكل الأرهاب ومكوناته وإعلانها على العالم .

3 - تحديد منابع الأرهاب ومن أين يستقي الدعم بالأموال والسلاح والرجال والمعلومات والتسهيلات .

4 - والتحديد يطال ( الدول ) و ( الجماهات ) و ( المنظمات والجمعيات والأحزاب ) و ( الأفراد ) .

 - هنا يصنع صاحب القرار الأيراني حالة لأبعاد تهمة الأرهاب عنه بإقتحام ( مجلس الشورى ) و ( قبر خميني ) بإعتبارهما رمزان مهمان لهما دلالاتهما السياسية والمعنوية.

- يأني فعل الأرهاب الأيراني هذا في توقيت محدد مريب وفاضح .. حيث كانت إستراتيجية إيران تقوم على إتهام الدول العربية بأنها وراء ( الأرهاب ) ، السعودية وقطر .. ولكن العالم الاسلامي والدول العربية والاوربية وامريكا قد اجمعوا على ان الارهاب وراءه ( إيران ) بالأدلة القاطعة وبالوثائق .. وارهاب ايران مكشوف في تمددها وتوسعها المليشياوي المؤدلج المسلح ، فضلاً عن احتضانها افراد وجماعات ومنظمات وجمعيات تمثل التطرف والأسلام المسيس، الذي احتضنه ( أوباما ) وفشل في الوصول بسياساته إلى نتائج من شأنها ان تتسيد إيران في المنطقة وتفرض ارادتها الطائفية على الملايين بل المليارات من المسلمين والعرب .

- إيران تم تحديدهما منبعا الأرهاب في المنطقة والعالم .. وهو السبب الحقيقي وراء العملية التي تمت في طهران مؤخرا، من أجل التغطية ودفع الاتهام بأنها ضحية للأرهاب - وهو اسلوب صهيوني سبق واستخدمه الكيان الصهيونية حين ضرب باخرة المهجرين اليهود القادمة من بريطانيا حين وصلت سواحل فلسطين قبالة فندق داوود ، حيث أتهمت إسرائيل العرب لتأليب العالم ضدهم، رغم أن الضحايا هم من اليهود .. !! ) .

- فأذا كانت صحيقة ( كريستيان ساينس مونيتر ) الامريكية قد تساءلت، هل تغير إيران من إستراتيجيتها بعد هجمات ( داعش ) ؟ .. هذا التساؤل ينطوي على معنى خبيث يقوي الفرضية الأيرانية التي تقول ( .. نحن نقاتل الأرهاب في العراق وسوريا وفي أي مكان .. لكي لا نقاتله على الأراضي الأيرانية ) .. وهي فرضية سخيفة مبنية على ( الحرب الأستباقية ) التي يدينها القانون الدولي أساسًا .. والآن يحدث الذي تم التخطيط له .. إعتقادًا من إيران بأن هذه الفرضية تعطيها ذريعة للتمدد في العراق وسوريا واليمن ولبنان .

- هذه التبريرات وضعتها الأستخبارات الأيراني ورتبت فعل الهجوم المحدد على ( مجلس الشورى ) و ( قبر خميني ) في الوقت الذي تستمر فيه المصادمات في الطابق الاعلى ويلعلع الرصاص في ارجاء المجلس يستمر في إنعقاد جلسته برئاسة ( علي لآريجاني ) دون إكتراث لما يحصل.!!

- هذه المسرحية لن تنطلي على احد، حتى لو وظفت إيران كل أبواقها في اللوبي الفارسي في أمريكا وبريطانيا للحديث عن هذا الموضوع مثل بوقها ( محمد علي شعباني ) محرر في المونيتور الذي يعيش في لندن .

- والملاحظ : بعد وقت قصير جدًا، وقبل أي تحقيق، والرصاص ما يزال ساخنًا في اجساد ضحايا الحرس الايراني في مجلس الشورى، يعلن الحرس الأيراني إتهامه للسعودية والولايات المتحدة بأنهما وراء هذه الهجمات.!!

- وفور العملية في ( مجلس الشورى ) و ( قبر خميني ) أعلنت داعش مسؤوليتها عن الحدث .. وهنا تبدأ لعبة خلط الأوراق، التي يمارسها نظام طهران بإتقان .. بإبعاد الشبهات عن علاقته بداعش وتعزيز مكانته على اساس انه معرض للأرهاب .. ويقدم نفسه ضحية ومحارب للأرهاب في آن واحد ، ويحاول فاشلاً إرباك إستراتيجيات الخارج.!!

- يقول البعض إن إمتناع القاعدة عن ضرب إيران يعود ( لحماية مصالح القاعدة اللوجستية والجيو - سياسية ) ، وأبرزها ضمان حركتها إلى أفغانستان والعراق وضمان العبور الأيراني عبر العراق إلى سوريا فالبحر المتوسط .. وهذا ما كشفته أمريكا ذاتها عام 2011 من أن رموز تنظيم القاعدة في إيران يديرون شبكات نقل الاموال ويسهلون حركة عناصر الارهاب الى العالم الخارجي .. ووصفت إيران بأنها شريان حياة القاعدة الأرهابي .. كما كشفت امريكا خلال حربها العدوانية على العراق عن ( لقاء جمع ابو بكر البغدادي زعيم داعش بالمخابرات الأيرانية ) .!!

ومن هذه الزاوية الحرجة تظهر علاقة طهران بداعش وتبريرات التمدد الفارسي حتى هذه اللحظة.!!





الثلاثاء ١٨ رمضــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / حـزيران / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة