شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد ان تحل علينا الفواجع والكوارث الوطنية والقومية المتعاقبة كثيرا ما نقرأ لهذا الشخص أو ذاك عبارة : ( لقد سبق ان توقعنا ذلك منذ .... ) او ( لقد سبق ان كتبنا وحذرنا من ذلك )... الخ. من تلكم النبوءات السوداء الذي يدعي البعض انه توقعها او كتب عنها ويعود للتباهي عن تحققها بهذا القدر أو ذاك.

وسؤالنا لهم جميعا .... وبعده رجائنا الى كل أمثال هؤلاء المشعوذين من الساسة والكتاب :

ماذا فعلتم حينها وبعدها لايقاف الفاجعة او الكارثة التي كتبتم وتحدثتم عنها؟ .

لازلنا نقرأ كل يوم نصوصا تتوقع المزيد من الكوارث والفواجع الوطنية والقومية ولكن لم نقرأ عن أي عمل فعلي وواقعي وحازم لايقاف دوامة السقوط الذي وصلنا اليه.

والمفارقة هنا انه منذ القدم قد اطلق الناس على امثال هؤلاء المشعوذين القابعين تحت ظل الهيكل، بجوار اصنامهم اسم " الكهان" ، والغريب ايضا ان بعض الكهان قد خلقوا في الازمات الغابرة لانفسهم اساطير ونبوءات ، ظلت متداولة بين الناس، والاغرب ايضا انه رغم عدم مصداقيتها، فقد شاعت لهم اقاويلهم بين الاوساط الجاهلة الاي لا تتعب نفسها بمهمة التفكير والتحليل للوصور الى النتائج والتوقعات الصحيحة ، كما ان الاغرب في ايام عصرنا هذا نجد معنا، وبجوارنا، وفي محيطنا الاجتماعي والسياسي، وحتى الجامعي، الكثيرين الذين لازالوا تستهويهم لعبة التنبؤ في كشف الغيب عن الكوارث والفواجع السياسية فيكتبون لها من دون اسانيد او دراسات او حتى فرض الاحتمالات لكل قضية تناولوها.

وانطلاقا من مستويات الوعي المتصاعد لدى الناس، وكشفهم لشعوذة امثال هؤلاء، نود أن نرفع مطلبا مشروعا لامثال هؤلاء ونقول لهم :
__ من فضلكم ... اسكتوا على الاقل ، فلم نعد نصدق تنبؤاتكم...ورجائنا ان تفعلوا شيئا آخر لشعوبكم واوطانكم ، بعمل مهما كان متواضعا، لوقف الانحدار المريع الذي نحن فيه. وتذكروا ايضا انه : لقد ذهب كهان الهياكل على مر العصور الى الجحيم ولسنا بحاجة الى كهنة جدد يستغفلون سذاجة وجهل الناس بهم.

وان غدا لناظره قريب.
  





الثلاثاء ١٨ رمضــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / حـزيران / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ا.د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة