شبكة ذي قار
عـاجـل










 المدخل :

مشكلات الداخل لا تحل في الخارج .. وتصدير مشكلات الداخل يقابله إرتدادات تزيد وتفاقم المشكلات .. وأخطاء السياسة الخارجية لا تحل بطريقة الصفقات الناجمة عن المغامرات العسكرية .. وليس كل ما يرسم على الورق يصبحُ واقعًا مؤكدًا، لأن المؤكد هو الأختلاف الذي قد يكون حاصًلا بين النظرية والتطبيق.!!

- سياسة محاربة الأرهاب .. المدخلات والمخرجات، في واقع التحولات :

- شكل السياسة – الأستراتيجية الأمريكية الراهنة ، تجمع بين طابعين :

1- سياسة محاربة الأرهاب .. من أين تبدأ ، وهل تنتهي؟ :

سياسة محاربة الأرهاب ذات الطابع الأستراتيجي، هي صناعة أمريكية بدأت منذ ما قبل ولآية ( بوش الأبن ) .. ورسميًا بدأت ملامح هذه السياسة تأخذ شكلها العملي بدخول الجيوش السوفياتية إلى أفغانستان، ثم باتت أكثر حدة بعد إزاحة الشاه وتنصيب ( خميني ) ليفتح نار إرهاب النظام الطائفي على العراق .. وبعد فشل إرهاب الدولة الفارسية في السيطرة على العراق ، صيغت إستراتيجية الحادي عشر من سبتمر- أيلول 2001 لتكون مدخلال إستراتيجيًا لعقود طويلة تتبناه الأدارات الأمريكية المتعاقبة على البيت الأبيض وحتى الوقت الحاضر :

- من الصعب الحديث عن نتائج سريعة وسهلة في إطار سياسة محاربة الأرهاب في الشرق الأوسط .. لأن هذه السياسة ستتخذ مسارًا طويلاً وصعبًا .. ويبدو أن مسألة الأولويات في مكافحة الأرهاب السياسي تبدأ من الخطوة الأولى وهي ( تجفيف ) منابع التمويل أولاً وكشف وتحييد المجموعات والعناصر التي تتعاطى التمويل ثانيًا ووضع الدول التي تساند وتمول الأرهاب والأرهابيين، مثل ( إيران ) ثالثًا .. وعلى أساس هذه السياسة التي من شأنها التمسك بمبدأ الأولويات، لن تنجح إذا ما تركت ثغرة بأي حال .. ويتساوق مع هذه الأولويات مسار آخر وهو تعطيل ( منابر ) الأرهاب التي تزعق ليل نهار تحرض على إرتكاب أعمال ضد الأنسانية تحت سقف منهج الأسلاموية رابعًا، ومنع ( ترويج ) الفكر المتطرف من خلال المناهج التي تتسلل منها أفكار التطرف إلى الأطفال والشباب لدفعهم إلى إعتناق الفكر المتطرف وترسيخه في ذاكرتهم خامسًا، وإرغام ( مراجع ) الفكر والدين على الأفتاء بتحريم التعصب والتطرف والتكفير وبأي شكل كان ومن أي طرف سادسًا .

- فمن الصعب التكهن بالقضاء على الأرهاب بصورة سريعة ما دام هذا الأرهاب بات ( أداة ) سياسية بيد سلطات الدول والأحزاب والجماعات كـ ( حزب الله ، والحشد الشعوبي ، والحرس الأيراني ، وفيلق القدس ، وأحزاب إسلاموية أصولية ) .. بيد انه من الممكن الأستمرار في محاربة الأرهاب في ضوء ما تعلنه الأستراتيجية الأمريكية، وهو الأمر الذي يتطلب ( الضغط ) السياسي والأقتصادي من جهة، وممارسة ( القوة ) والتهديد بأستخدامها من جهة أخرى .. ولا أظن بأن أمريكا جادة في محاربة الأرهاب على وفق مبدأ الأولويات، لأنها لا تريد غلق هذا الملف الذي ييسر لها تمرير سياساتها وتعود لها هذه السياسة بالمال الوفير وبالمليارات كما تتطلع إليه إدارة ( ترامب ) .. حصاد المليارات ، والأستحواذ على خزين النفط في المنطقة .. وهو تخطيط أمريكي يمتد إلى عام 1973 حيث مؤتمر الطاقة الدولية برعاية "هنري كيسنجر" وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، والتي حددت مقرراته السيطرة على منابع النفط من أجل السيطرة على قلب العالم ومن يسيطر على القلب يسيطر على الأطراف، ومن يسيطر على القلب والأطراف يسيطر على العالم حتى لو أقتضى الأمر مائة عام .. ومن قرارات المؤتمر هذا تشكيل ( قوات التدخل السريع – ( R.D.F ، التي تدربت في صحراء نيفادا .!!

فإستنزاف الثروات من جهة، وإستخدام القوة من جهة ثانية .. هما وجه الأستراتيجية الأمريكية الراهنة القبيح المعدة لهذا العقد وربما للعقد القادم.!!

- ( مدخلات ) سياسة محاربة الأرهاب ومنذ بداياتها كان لها طابعًا إستراتيجيا في النهج الأمريكي إعتمدها المحافظون الجدد ( New- Conservatives ) لحساب الكيان الصهيوني .. هذه المدخلات في السياسة الخارجية الأمريكية قد أنتجت ( مخرجات ) تدميرية في الواقع الأقليمي والدولي لم تسلم منها دولة حتى أمريكا تدهور وضعها الأقتصادي إلى مستوى يصعب ترميمه بسهولة .. وتعد هذه النتيجة في علوم السياسة كارثية .. لأن المعروف أن تتبع الدولة ذي السياسة الرصينة والقوية التوازن بين مدخلات السياسة كأهداف ووسائل وبين مخرجات على المستويين الأقليمي والدولي كمحصلة ينبغي إحتسابها مسبقًا كحالة مثمرة وليست سلبية كما حصدت أمريكا جراء سياستها طيلة العقود الأخيرة المأزومة .. والمصيبة ، أن الأدارات الأمريكية المتعاقبة ما تزال تخصص لهذه السياسة قسمًا مهمًا في سياستها- الأستراتيجية الخارجية حتى الوقت الراهن.!!

2- شكل السياسة - الأستراتيجية الأمريكية الراهنة تجمع بين طابعين :

- السياسة الخارجية الأمريكية الراهنة بعد المخاض الذي حل بأعمدتها الفكرية من ( الديمقراطيين والجمهوريين ) ، باتت تجمع بين ( الواقعية- البراغماتية ) وبين ( الميكافيلية ) ، وهي مدرسة واقعية تقوم بمهمة إدارة ( صراع التناقض ) بوجهيها الأيجابي والسلبي في آن واحد، وبأدوات جهات صنع القرار، بحيث تعكس هذه السياسة تعارضًا وتناقضًا وإرتباكًا حادًا .. بيد أن المنهج ما يزال يتبلور وملامحة في المنطقة تهدئة النزاعات الجانبية الثانوية وإبقاء الصراعات الأساسية والعمل على إدارتها بطريقة الأبتزاز والردع في آن .. ( إستمرار إبقاء الضبع بالقرب من القطيع ) .!!

والمعنى في ذلك، أن إدارة الصراع على أساس وحدة ( التناقض ) في الموقف الأمريكي.

تحديث الأتجاه في بناء الأستراتيجية :

- إن التحديث الآن ، الذي يجري في بناء الأستراتيجية الأمريكية الراهنة، يتمثل كما تقول الـ ( Foreign Affairs ) ، في ( تضمين إجراءات في إستراتيجية أوسع نطاقًا تجاه الصراع السوري خاصة والشرق الأوسط عامة ) ، والأشارة هنا، إلى الضربة الصاروخية الأمريكية على إنتهاكات معاهدة حظر استخدام اسلحة الدمار الشامل والأسلحة الكيميائية .. بيد أن أمريكا هي ذاتها قد استخدمت الفوسفور الأبيض في ( الفلوجة ) ، بصورة مباشرة، وفي ( الموصل ) تحت سقف فعاليات قوات التحالف.!!

- أما روسيا فهي شريك نظام دمشق في جريمته ضد الأنسانية حين استخدم نظام دمشق الدموي السلاح الكيميائي مرات عديدة وأباد في إحداها ( 1400 ) مواطن مدني سوري، والأخرى أباد المئات من المواطنين السوريين، وهو الأمر الذي دفع ( ترامب ) إلى ضرب معسكر النظام السوري بعدد من صواريخ كروز.!!

- تكرر موسكو دعوتها واشنطن لـ ( حوار من أجل حل سياسي للقضية السوري مصحوبًا بالعمل لمحاربة الأرهاب في إطار جبهة دولية وبتفويض من الأمم المتحدة ) .. ثم تطرح في هذا المرمى، ( أن الحل لن يتم إلا بالتوافق الروسي- الأمريكي على صفقة من شأنها حل القضية ) !!

- إن دوافع تكرار الطرح الروسي هي شعورها بضخامة ( تكاليف ) إستمرارها في الحرب وتفتيشها عن مخرج ( صفقة ) .. بيد أن نشر أمريكا لصواريخ ( هيمارس ) المتطورة بعيدة المدى ذات القدرة التدميرية العالية، على الأرض السورية، تعد رسالة لموسكو ولتابعها طهران من مغبة الأقتراب أو تغيير مسار الحركة العسكرية على الأراض السورية المعني برسم واقع من شأنه أن يعرقل إنجاز الممر الذي تعول عليه طهران.

- فالسياسة الأمريكية الخارجية الأمريكية وهي تجمع بين صفتي ( الكلاسيكية والواقعية ) ، تأخذ شكلها في مبدأ ( ترامب ) .. ومن أهم سمات هذه السياسة :

1- انها ( مؤسسية ) ، جامعة للفكر الكلاسيكي والفكر الواقعي، ليس المتطرف المحافظ ، إنما اليمين المحافظ الواقعي .

2- تجمع هذه السياسة بين ممكنات إستخدام ( القوة ) إذا اقتضت ضرورة الأمن القومي والمصالح الأمريكية وبين ( الضغط ) الأقتصادي والسياسي.

3- تحاشي التورط في حروب عسكرية .

4- تمارس الفعل العسكري المحدود تبعًا للخرائط السياسية .

5- السعي لتأسيس تحالفات على مستويات ( الشرق الأوسط - أوربا - آسيا - أفريقيا - أمريكا اللآتينية ) .. لأغراض إدارة الصراعات الأقليمية والدولية.

- سياست أمريكا في ( الشرق الأوسط - آسيا - أوربا ) هل من مفاضلات؟ :

- الفعل العسكري التركي في الخليج العربي .. الأبعاد والأحتمالات.!! :

يتبع .. 





الاربعاء ٤ شــوال ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / حـزيران / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة