شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )

( إن المبادئ ليست شيئا ميتا في بطون الكتب أو في صدور الرجال ، ولكنها شيء حي يسكن كيانك دون أن تدري وإذا أردت أن تعرف ثمن مبدأ ما عند أصحابه فانظر مقدار تضحيتهم من أجله ) ما أجملها من كلمات ذكرتني بقول الشاعر :

ومن تكن العلياء همة نفسه .... فكل الذي يلقاه فيها محبب

حديث الرفيق الشهيد صدام حسين رحمة الله في اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد العام لنقابات العمال 25/ شباط / 1976

( اقول ليس العبرة في الانتماء وانما العبرة اساسا في الايمان ، فأي انسان وان يكن داخل حزب البعث العربي الاشتراكي وعندما لا يؤمن بمبادئ حزب البعث العربي الاشتراكي هو ليس بعثيا ، واي انسان ، وهو خارج حزب البعث العربي الاشتراكي ويؤمن ويطبق مبادئ حزب البعث العربي الاشتراكي هو بعثي ، لكن بالتأكيد لا يمكننا كثوريين وقد امتحنا هذه المبادئ بالتجربة وبالعمل الطويل ان نلغي قيمة ان يكون الانسان منظما في المجتمع , وان يكون منتظما في الحركة الثورية )..

البعثيون ومن اول يوم لانتمائهم في صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي يوطنون انفسهم على الموت , بل وينتظرونه بفارغ الصبر لذلك تراهم يتسابقون عندما يحمى الوطيس ايهم يكون بالصف الاول لينال ما اعد له الله من النعيم المقيم . كل من اعتنق البعث كانت صور المشانق تلوح أمامه أينما توجه , البعثيون باعوا الدنيا بشراء الآخرة ، وفارقوا الأحبة من الأهل والولد من أجل المبادئ ، وتوضأوا بالدماء لأداء الصلاة، وصافحوا البنادق بوجوه مستبشرة، وجابهوا رصاص العدو بنحور مشرقة وأرواح ثابتة وأقدام راسخة.

البعثيين كانوا على قدر عال من الوعي والمسؤولية في مواجهة الاحتلال، وهناك العديد ممن سجلوا أسماءهم في السجلات الحزبية إلا أن وعيهم لم يكن بالمستوى المطلوب، وقد فرزت فترة احتلال العراق بعد 9 نيسان 2003 الرفاق البعثيين فرزاً من خلال سلوكهم وأدائهم وأثبت من كان انتماؤه أصيلاً، فكان في مقدمة الصفوف المدافعة عن عزة الوطن وكرامته وهم الذين يمتلكون صفاء الفكرة، ووضوح النظرة، والإصرار على العمل في سبيل عقيدة الحزب ، وهناك في الجانب الآخر من لم يكن لديه هذا الحس ونصنفه في قائمة الوصوليين والانتهازيين الذين انكشفوا عند أول اختبار ذابوا كما يذوب الملح في الماء .

تذكرت المتنبي وهو يدفع ثمنا باهظا من أجل تضحية لمبادئه بيت شعر قاله عندما هجا رجلا من بني أسد يدعى ضبة، بقصيدة مطلعها:

ما انصف القوم ضبة وأمه الطرطبّة ,,, فلا بمن مات فخر ولا بمن عاش رغبة

فترصد له بنو أسد في الطريق ليقتلوه. وحين رآهم هرب منهم فقال له ابنه: يا أباه وأين قولك:

الخيل والليل والبيداء تعرفني ,, والسيف والرمح والقرطاس والقلم

فقال المتنبي : قتلتني يا ابن اللخناء، فعاد أدراجه ليحارب من أجل بيت شعراٌ قاله فقتل وطار رأسه!!

البعثيون أصحاب المبادئ لن يثنيهم الاستشهاد والاعتقالات ، بل تزيدهم تمسكاً بالمبادئ والقيم البعثية ، وليس الشهيد صدام حسين ورفاقه إلا مثالاً حياً يتجدد كل يوم في النفس البعثية ، حزب البعث عنوان وطني مُشرِّف ونظام سياسي بنى دولة ودافع البعثيون عن مبادئهم باقتدار وشرف .

أيها الرفاق من رجال البعث عهدناكم صابرون رغم الجراح ، ثابتون رغم الألم ، عهدناكم أهل نخوة وغيرة ، اصبروا صبّركم الله ، فوالله إنكم على خير عظيم ،( "وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ") ووالله إن النصر على الأبواب ، وإن النصر صبر ساعة ، والله سترفعون رايات البعث وتجوبون بها أرض العراق من شماله إلى جنوبه ، أنتم فخر الأمة ومجدها القادم ، اثبتوا ثبتكم الله ..





الثلاثاء ١٠ شــوال ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / تمــوز / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد مناضل التميمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة