شبكة ذي قار
عـاجـل










الأطفال .. مستقبل بلادنا ومصدر نهوض كل الأمم، أولئك الذين تقطر منهم براءة ملائكية، أصحاب العقول الصافية النقية التي ما علينا إلاّ أن نغرس فيها ما نريدهم أن يكونوا عليه مستقبلاً، عقولهم تلك صفحات بيضاء نحن نكتب أول الأسطر فيها، فإمّا أن نجعلهم صالحين يحبّون بلادهم وشعبهم، وإمّا أن نخلق منهم مجرمين يعيثون في الأرض فساداً .. فما هو حال أطفالنا اليوم؟!

أطفالنا اليوم ينقسمون إلى خانتين، خانة يسكنون المخيمات كلاجئين بعد أن هُدّت بيوتهم فوق رؤوسهم فتشرّدوا، لذلك ترى أغلبهم بات ينشأ أمّياً لأنه هجر مقاعد الدراسة وراح يسعى وراء لقمة العيش ليسد رمق جوعه وجوع أخوته الأصغر منه، خاصة إن كان قد وجد نفسه أصبح فجأةً هو المعيل الوحيد لأخوته، وهو في هذا العمر من الطفولة، بعد أن فقد والديه تحت أنقاض منزلهم!! والخانة الأخرى يتم تجنيدها طائفياً وتدريبها على حمل السلاح والقتل، فهم يغرسون في عقولهم الصغيرة البريئة تلك بأن الولاء للطائفة أهم من الولاء للوطن، وبأن ولاءهم للطائفة يحتم عليهم أحياناً تغليب مصالح الجارة إيران على مصلحة الوطن، لأنها ( الجمهورية الإسلامية ) التي ( تمثل الطائفة وتحميها ) .. ذلك الغرس الخبيث ستكون نتائجه إن لم نتداركه، بأنّ أطفال الخانة الثانية سيحملون السلاح مستقبلاً ليقتلوا أطفال الخانة الأولى الذين دمّرت حياتهم عن سابق قصدٍ وترصّد !!

الموضوع خطير جداً لو تفكّرنا جيداً بأبعاده المستقبلية على بلادنا، فالأطفال الذين يتم تجنيدهم اليوم وتدريبهم على الوحشية والقتل، سيحملون السلاح غداً ليس من أجل العراق والدفاع عن سيادته واستقلاله، بل سيكون ولاؤهم الأول لإيران، يأتمرون بأوامرها، ويحاربون بدلاً عنها، ويعادون من عاداها، ولن يتوانوا عن قتل العراقيين من أجل حماية مصالح قم وطهران!! إنّه نوعٌ من الاستعمار بعيد الأمد، استعمار فكري وثقافي ستكون نتائجه أن يكون الجيل المقبل يحمل شعارات ولاية الفقيه ومتشبّعٌ بها ساعياً إلى تطبيقها وفرضها بالقوة على أبناء باقي الطوائف، فيكون حال العرب في العراق مستقبلاً كما هو حال الأحواز في إيران اليوم !!

ومن هذا المنطلق، نستغرب حقّاً سكوت المجتمع الدولي الذي طالما صدّع رؤوسنا باحترام حقوق الطفل وتجريم منتهكيها، لماذا لا يقفون موقفاً حاسماً من قضية تجنيد الأطفال في العراق، وانخراطهم غير المسؤول في الميليشيات الطائفية ذات التوجهات الشعوبية، لماذا كان التركيز الإعلامي مُنصبّاً فقط على ممارسات داعش الإرهابية في تجنيد الأطفال، ولكن يغضّ النظر عن حكومة بغداد، بل ويقدّمُ الدعم لها ولحشدها الذي يمارس نفس الأمر، بل وبصورة أخطر لأنه سيساهم في ابتلاع إيران للعراق على أيدي عراقيين ولاءهم فارسي !!

الأمر في غاية الأهمية ويجب التركيز عليه إعلاميّاً، كما ويجب التحرك السريع على المنظمات الدولية الإنسانية المعنيّة في مثل هذه الأمور، لنقف وقفة جادة من أجل مستقبل بلادنا .. أنقذوا أطفالنا !!





الجمعة ٢٧ شــوال ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / تمــوز / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد الرشيد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة