شبكة ذي قار
عـاجـل










هربوا من العراق بعد أن خانوه وطعنوا جيشه بالظهر عند انسحابه من الكويت، وحين لجوئهم إلى مخيم رفحاء في السعودية، كانوا يتقاضون راتباً شهرياً مقداره 400 ريال للفرد الواحد، بالإضافة إلى وجبات غذائية لم تكن متوفرة للمواطن العراقي داخل العراق بسبب ظروف الحصار .. ثم استوطنوا أوروبا، وفيها تم منحهم كافة الحقوق والامتيازات التي لا يحلم أن يحصل عليها أيّ لاجئٍ اليوم .. بينما كان العراقيون داخل العراق يقاسون ظلم الحصار الاقتصادي ومرارته، ومات ما يقارب المليون طفل بسبب نقص الدواء والغذاء !!

بعد هذا الاستعراض البسيط للأحوال المعيشية التي كان يتمتع بها ( مناضلو رفحاء ) مقارنةً بما كان يقاسيه كلّ الشعب العراقي على أرض الوطن، فمن هو الأحقّ اليوم بالتكريم والتمييز؟! هل يُعقل أن تُقطع رواتب المتقاعدين اليوم بينما يتم صرف رواتب خيالية لــ( مناضلي رفحاء ) وعوائلهم، بل حتّى لأطفالهم الذين ولدوا فيما بعد في أوروبا ويحملون جنسيات بلدانها، بل وما زالوا يقيمون فيها ولم يعودوا إلى العراق بعد، ولن يعودوا!!

استطراداً منّي بالموضوع أكثر، فإنّي سأضرب مثلاً واحداً لعائلة من عوائل رفحاء، الأب ( المناضل ) متزوّج من امرأتين، ولديه منهما تسعة أطفال، أي أن عدد أفراد العائلة 12 شخصاً، مقدار راتبهم الشهري اليوم، كونهم من ( مناضلي رفحاء )، هو 21 مليون دينار عراقي، أي ما يعادل 252 مليون دينار سنوياً، وأترك لكم حساب كم سيكون مجموع رواتب جميع ( مناضلي رفحاء ) وعوائلهم ( المناضلة ) في أوروبا !!

المفارقة الكبرى أنّ الحكومة دائماً ما تشتكي من خواء الخزينة العراقية، وتطالب المجتمع بالتقشّف، ويتم تأخير رواتب الموظفين لعدة أشهر، ويتم قطع رواتب المتقاعدين، ويطالب بعض نوّاب البرلمان بقطع الراتب عن الموظفين في حال تمتّعهم بالإجازة الصيفية وغيرها من الإجازات، إلّا رواتب البرلمانيين ورواتب ( مناضلي رفحاء ) فهي مستمرّة دون أيّ انقطاعٍ أو توقّف مهما كان حال الوضع الاقتصادي في العراق، ويذهب عوائلهم لاستلامها بانتظام من السفارات العراقية في أوروبا!! بل ومن المضحك المبكي أن بعض هؤلاء ( المناضلين ) هم أعضاء برلمان أيضاً، وبذلك فإنّ أحدهم يستلم راتبين شهريين، راتب البرلمان وراتب ( نضاله ) في رفحاء !!

سؤالنا هنا موجّهٌ للشعب العراقي : إلى متى تشاهدهم يسرقون قوت يومك ومستقبل عيالك وأنت ساكت؟! ألست أنت أيّها الشعب من قدّم الغالي والنفيس من أجل هذا الوطن، ألست من جاد بالدم والروح لأجل استقلال العراق وسيادته، ألست أنت من عانى ويلات الحصار الظالم وقاومته بكلّ إباءٍ وصمود أسطوريّ يشهد له التاريخ؟! إلى متى أيّها الشعب الأبي ستترك الخونة يأكلون حقّك بسرقتهم للعراق واستباحتهم خيراته لتستمتع بها عوائلهم ( المناضلة ) في أوروبا؟!





الجمعة ٤ ذو القعــدة ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / تمــوز / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد الرشيد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة