شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة : تغيير الشكل .. ويبقى المضمون فاسدًا وعميلاً.

تتحسس القوى الطائفية رؤوسها حين تصل إلى مسمعها المخاطر التي تقترب منها كلما أوغلت بجرائمها ضد الأنسانية والمجازر التي ترتكبها في كل شبر من أرض العراق وخاصة في الموصل والأنبار والفلوجة وصلاح الدين وبغداد، وحملاتها الشعواء في محافظات جنوب العراق في شكل إعتقالات بالجملة ومطاردات وإقتحامات منازل وتهجير سكانها ومنعهم من العودة إليها .. وهي قوى طائفية مسلحة وتابعة لنظام دولة الأرهاب في طهران .

وعلى أساس هذا الأحساس أو التحسس، بعد مضي أربعة عشر عامًا، وإعتقادًا من القائمين على النهج الأرهابي للقوى الطائفية والتيارات ( الأسلاموية ) .. عمدت هذه القوى إلى ( تغيير ) مسمياتها بطريقة مسرحية مكشوفة وفاضحة على ساحات متعددة في الوطن العربي، إعتقادًا من القائمين عليها بأن تغيير الأسم كفيل بإيهام الآخرين بتغيير المضمون وتغيير النهج ومن ثم التكيف مع معطيات الأحداث وتداعياتها .. فـ ( الغنوشي ) مثلا، بدل جلده لكي يوهم الآخرين بأنه قد تغير وعاد سويًا، ولكنه في حقيقته لم يتبدل منه شيئًا سوى الشكل أما المضمون العقائدي فهو باق من أجل تغيير قواعد اللعبة ( الأسلاموية ) ، وكأن الناس لا تدرك كنهها وطبيعتها ونخاع عظمها والرميم .!!

والذي بدل جلده الأملس الآن هو ( عمار الحكيم ) ، الذي طلقَ المجلس الأعلى وسلمَ ما استحوذ عليه من عقارات بدون وجه حق، برسالة إلى حكومة حزب الدعوة الفارسي في بغداد، لكي يؤسس حزبًا جديدًا، بديًلا للمجلس .. وهو قرار إيراني تعمل عليه ولآية الفقيه في طهران تماشيًا مع التحولات التي تجري في الساحة المحلية والأقليمية من جهة، ومستوى الشعور بالمخاطر القادمة من جهة أخرى ، وأمام حالة ( الأستحقاقات ) الأنتخابية القادمة والتخطيط لها، وكأن الشعب العراقي الذي ذاق الأمرين من هؤلاء اللصوص والقتلة العملاء سيقدم نفسه طوابير أمام الدكاكين الجديدة التي أقدم عليها ( عمار الحكيم ) و ( الجبوري ) و ( الصدر ) و ( علاوي ) وغيرهم من أدوات إيران وواشنطن وتل ابيب، إستغفالاً لشعب العراق من شماله حتى جنوبه، وكل شرائحه ومذاهبه وقومياته التي تعتز بوطنيتها وترفض الوصاية الخارجية.

- إن تغيير أسم ( المجلس الأسلامي الأعلى ) الذي تأسس في إيران تمويلاً ودعمًا سياسيًا، الذي يتزعمه ( عمار الحكيم ) ، لص أموال الشعب وأموال اليتاما والقاصرين والمال العام، إلى ( تيار الحكمة الوطني ) ، إعتقادًا منه بأنه قد استوعب حالة المتغيرات وضرورة نزع جلده كالأفعى، كلما تطلب الأمر ذلك، بعد أن أستهلك بالكامل واشتد الخناق على طهران من جهة، ومعاونة طهران والتمهيد لها ميدانيًا لفعل الأنتخابات والعمل الأستخباراتي والعسكري، وخاصة بعد التوقيع على مذكرة التفاهم العسكري مع بغداد .. ولم تفاجئ طهران بتحرك عمار الحكيم، إنما هي التي طلبت منه تغيير جلده لكي يتوافق شكل تنظيمات عملائها مع متطلبات المرحلة الوشيكة الحرجة التي يتوجس منها النظام الفارسي خيفة .

- ومع أن الأفعى الأملس ( عمار الحكيم ) بات مضطرًا على نزع جلده، فقد أمرته طهران بحل المجلس وحل المكتب الأقتصادي التابع له وتقديم العقارات التي استحوذ عليها، دون وجهة حق، إلى حزب الدعوة الأيراني الحاكم في بغداد، وقبول إقالته من التنظيم - وهذا لا يعني قطع صلته بإيران، فهو إيراني الجنسية قلبًا وقالبًا، لغة ومشاعر وولآء هو وعائلته - .

- وكما تفكك المجلس الأعلى وتحول إلى حزب بوجه آخر سيتفكك أو ينزع جلده حزب الدعوة وينشطر، لأنه شاخ وهرم وفشل ولم يعد قادرًا على تحمل أعباء ومتغيرات ما يحصل وخاصة عند وضع ولآية الفقيه والنظام الفارسي الأرهابي في ( قفص ) محكمة الجنايات الدولية، التي لن يخرج منها سالمًا أبدًا هو والمليشيات الشعوبية وقادتهم على حدٍ سواء.

- في هذه الظروف العصيبة، تحاول أحزاب السلطة العميلة في بغداد، أن تستبق الأحداث لكي تظهر بثوب جديد وتسمية جديدة وبراقة تجذب السذج والبسطاء والمغفلين إلى شباكها الأنتخابية .. وبما ستقدمه من وجوه جديدة غير مستهلكة .!!

- حكومة العملاء في بغداد، وبعد تدمير الموصل، قد بدأت تهيأ الأجواء لأجراء إنتخابات عامة، في ظل أجواء ( الأنتصارات ) ، التي تحققت بالتدمير الشامل على الأرض، تستدعي صياغة سياسة فارسية تتلائم مع المتغيرات، والتي تقضي باستبدال الوجوه القديمة المستهلكة، التي لفضها الشعب العراقي، بعناصر جديدة مقبولة، فضلاً عن تشكيل أحزاب جديدة وبواجهات ومسميات جديدة تتماشى مع واقع ( التحرر ) لتشكيل تحالفات تجمع بين ( الطائفية وغير الطائفية والليبرالية ) تتوزع على البرلمان والحكومة الجديدة، التي تفرزها الأنتخابات المقبلة - حسبما أشارت إليه وكالة الأنباء الرسمية الأيرانية - إيرنا- (  ( إن التشكيلات القديمة لم تعد قادرة على العمل مع الحقائق الجديدة في العراق )  ) .!!

وعليه فأن التحظير للأنتخابات تستوجب تنفيذ التغيرات السياسية في بنية الأحزاب الأيرانية الطائفية في العراق :

1- تنحية " عمار الحكيم " عن المجلس الأعلى والعمل على تشكيل حزب جديد أسمه ( تيار الحكمة الوطني ) .. حيث أخذ هذا الفارسي يلوح بمسمى ( المواطنة ) بعيدًا عن الطائفية، وهو الفارسي الطائفي حتى نخاع العظم .

2- يعمل رئيس حكومة الطائفيين العملاء في بغداد على تشكيل ( هيكل علماني ) توافقي جديد .. يستند هذا الهيكل إلى ( تيار الحكمة الوطني ) بزعامة عمار الحكيم و ( التيار الصدري ) بزعامة مقتدى الصدر .

3- أما حزب الدعوة فقد عكفت طهران على تشكيل جناح منه يلتحم بتحالف مع تيار عمار الحكيم والتيار الصدري، ليتم إقرار تحالف جديد تريده إيران بزعامة – ربما – المجرم نوري المالكي .!!

4- حتى رئيس برلمان الأحتلال ( سليم الجبوري ) ، الذي يتوافق مع طهران بات يعمل هو الآخر على إنشاء حزب ( غير طائفي ) ، يتماشى مع متغيرات القوى العميلة من أجل إحياء العملية السياسية الشوهاء الميتة سريريًا .

5- فيما بات " علاوي " ، والمناهضون للطائفية يجدون صعوبة في خضم تحركات القوى، التي تنادي ( كلها ) بالمواطنة والعلمنه ومناهضة الطائفية.!!

- تفرض السياسة - الأستراتيجية الأيرانية على الأحزاب الطائفية في العراق نزع ( جلودها ) الطائفية والتبرقع بالمواطنة إيهامًا للناس الذين عانوا الكثير الكثير منذ عام 2003 وحتى الآن من فقر ومرض وجوع وحرمان وقتل وتشريد وإذلال .

- كما تعمل سياسة طهران - كما قيل - على ( نزع تأثير مرجعية السيستاني وسحب البساط من تحت أقدامه لحساب مرجعية ولآية الفقيه في قم ) .!!

- وتحاول طهران توفير لهذه المتغيرات البنيوية الطائفية ( غطاء ) روسي للحكومة الجديدة في بغداد يوفر، هو الآخر، غطاءًا للنفوذ الفارسي من جهة، وفي إطار صفقات النهب تحت غطاء الأعمار وما تم تخريبه وتدميره في العراق.

- هذا التخطيط الأيراني الممنهج يضع حكومة بغداد وحكومة طهران وحتى حكومة موسكو إذا ما قبلت عرض ( طهران – المالكي ) المغري بالصفقات وبوجود روسي كبير في العراق ، فهو إدخال رأس موسكو في وكر الدبابير ، كما يقال .. وسوف يصطدم بالمصالح الأمريكية من جهة ويزيد من أعباء موسكو في مستنقع سوريا مستنقع العراق.!!

- وكحقيقة معروفة لطهران ولغيرها أن الشعب العراقي يرفض رفضًا قاطعًا للنفوذ الأيراني على أرضه، كما يرفض أي وجود عسكري وأجنبي في العراق .. كما يرفض فكرة طهران بإيجاد توازن ( أمريكي- روسي ) داخل العراق .. وهي لعبة خطرة تحاول طهران من خلالها الأتكاء على روسيا وإيهام الشعب العراقي لأبقاء نفوذها الطائفي في العراق والمنطقة .. ويرفض وعود إغداق الصفقات المالية لتيسير حالة الطائفية ومعها الكرد في إطار لعبة كبرى تحت الخيمة الروسية.!!

- إن المشروع الأيراني الأمبراطوري محكوم عليه بالفشل الذريع .. وإن المحاولات الفارسية الراهنة هي طوق نجاة للأحزابها الطائفية الغارقة بتلميع وجه النظام الطائفي الفاسد، الذي يقود العملية السياسية الفاشلة في العراق .. هي محاولات تمثل مولودًا ميتًا أساسًا، لأن أربعة عشر عامًا قد وضعت الشعب العراقي أمام حقيقة نظام الفساد والطائفية في العراق، وحقيقة نظام الملالي في إيران، كافية لأن يضحي العراقيون من أجل حريتهم واستقلالهم وكرامتهم ومستقبل أجيالهم .. ويضعون حدًا للنفوذ الفارسي وسمومه الطائفية القاتلة.!!





السبت ٥ ذو القعــدة ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / تمــوز / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة