شبكة ذي قار
عـاجـل










 

بعد أحداث نيسان وتشرين الأول 1969 ببيروت وطرابلس، وعملاً بشعار الكفاح الشعبي المسلح، وبعد تواجد قواعد العمل الفدائي في جنوب لبنان، وإنطلاق جبهة التحرير العربية، تطوع مئات من شباب طرابلس بالعمل الفدائي وكان التدريب على السلاح والقتال يتم في العراق ( معسكر التاجي ) ، والاردن ( معسكرات المقاومة ) ، ثم في لبنان ( خاصة معسكر نهر البارد ) لاحقاً.

إنتشرت قواعد جبهة التحرير العربية التي إلتحمت مع مناضلي البعث في قرى وبلدات جنوب لبنان على طول الحدود مع فلسطين المحتلة من العرقوب حتى الساحل الجنوبي. كانت بعض القواعد لا تبعد سوى مئات الأمتار عن الشريط الحدودي، وكانت أقربها للحدود "قاعدة التحدي" التي خاض مقاتلوها معركة كبيرة خلال مواجهة شرسة مع العدو الصهيوني في أوائل ايار 1970 أدت إلى إيقاع أصابات كبيرة بقوات الجيش الصهيوني وإستشهاد أربعة مقاتلين هم آمر القاعدة العراقي صقر البعث ( من الموصل ) وثلاثة من أبناء مدينتنا ورفاقنا: أحمد هوشر ( أبو النسور ) سمير حمود ( أبو ميكل ) محمد ديب الترك ( أبو النصر ) ، حيث تمكنا لاحقاً من سحب جثامينهم الطاهرة من أرض المعركة وأرسل جثمان الشهيد العراقي إلى العراق، وتم نقل جثامين أبناء طرابلس إلى المستشفى بطرابلس تمهيداً للتشييع في اليوم التالي.

بدأت مراسيم التشييع من الجامع المنصوري الكبير بعد وصول الجثامين وأقامة الصلاة على أرواحهم، وكان يتقدم التشييع رفيقنا المناضل الدكتور عبد المجيد الرافعي. وكانت أعداد المشيعين كبيرة جداً، قامت قيادة الشمال لجبهة التحرير العربية بالتنسيق مع قيادة الحزب بترتيبات أمن الجنازة وحماية الدكتور عبد المجيد الرافعي. وكنت من ضمن المجموعة التي كلفت بحماية الحكيم، وكان معنا مقاتل فلسطيني من مخيم اليرموك بسوريا أسمه أبو نضال طويل القامة، كان يسير دائماً أمام الحكيم أو بجانبه كحماية جسدية ويرفع كلاشينكوفه فوق رأسه لمزيد من الحماية.

لدى وصول الجنازة إلى منطقة الشهداء بباب الرمل إندفع أبناء المنطقة نحو النعوش وبدأ إطلاق نار غزير بالجو من رفاق الشهداء وشباب المنطقة تحية لأرواحهم قبل الدخول إلى المقبرة. في هذه اللحظات أصيب أبو نضال بطلقين الأول في رأسه والثاني بخشب الكلاشينكوف، وسط صراخ بحماية الحكيم لأن هناك طلقات كانت على ما يبدو موجهة لإغتياله مستغلين فرصة غزارة رصاص المشيعين والفوضى التي حلت بالتشييع خلال بضعة دقائق. تجمعنا حول الحكيم لحمايته ريثما تم نقله مع الجريح أبو نضال بسيارته الخاصة مع سيارة حماية إلى منزله في أبي سمراء.

لدى وصولنا لمنزل الحكيم، قام بإجراء جراحة عاجلة لرفيقنا أبو نضال حيث استخرج من رأسه رصاصة من عيار 6 ملم لم تخترق الجمجمة لحسن حظه، بل استقرت في جلدة فروة رأسه. ولم تكن الأصابة بليغة.

بعد كل هذه السنوات، أجزم أن تلك محاولة إغتيال لأن الرصاص الذي كان يطلق بباب الرمل بالهواء إما كلاشينكوفات عيار 7.62 ملم أو مسدسات من عيار 9 ملم. فمن أين أتت طلقات عيار 6 ملم وموجهة أفقياً نحو الحكيم؟؟

ولكن العناية الألهية حمت الحكيم من هذه المحاولة الآثمة، كما حمته لاحقاً من محاولات متعددة .


 





الاثنين ٧ ذو القعــدة ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / تمــوز / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي نافذ المرعبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة