شبكة ذي قار
عـاجـل










كلمة رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي المحامي حسن بيان في الذكرى السابعة والثلاثين لاستشهاد الرفيق المناضل موسى شعيب

أيها الرفاق، ايها الأخوة والأصدقاء
إن أحياءنا لذكرى استشهاد رفيقنا العزيز عضو القيادة القطرية للحزب المناضل موسى شعيب، هو احياء لذكرى كل الشهداء، شهداء الحزب أولاً، والحركة الوطنية اللبنانية والثورة الفلسطينية. شهداء الأمة وأينما سقطوا دفاعاً عن عروبتها ودفاعاً عن ترابها في مواجهة من يدنسها بالاحتلال، وفي مواجهة من يهدد أمنها القومي وأمنها المجتمعي.

في الذكرى السابعة والثلاثين لاستشهاد قمر الجنوب والتي نستحضرها بألم عميق على فراق رفيق روى هذه الأرض الطيبة بدمائه الذكية لا نجد كلمات أبلغ من تلك التي قالها فيه رفيق دربه د. عبد المجيد الرافعي في أربعينته قال فيه :"أنه أيقونة حزبية ووطنية وشعبية، تفتح وعيه السياسي على عشق النضال دفاعاً عن الكادحين وفيهم قال "غزل الكادحين"، ودفاعاً عن وحدة لبنان وعروبته وعن حرية التعبير السياسي، وعن ثورة فلسطين، وعن المشروع العربي الوحدوي الذي وعى بحدسه الثوري وبصيرته الثاقبة، أنه مهدد بأعداء كثر من التحالف الصهيو-استعماري، إلى المتربصين شراً بالأمة من مداخلها من فرس وترك وروم ومن داخلها قوى طائفية ومذهبية و ترهيب سياسي و تكفير ديني وتخريب مجتمعي.لقد قال فيه حكيم لبنان، فقيد الحزب والأمة والوطن " إن حنين أبو زياد للأرض هو كماً الحنين إلى الأبوين والأخوة، إلى الأهل والأقارب والرفاق حيث كان يعايش قضايا الشعب بكل جوارحه، ويأبى الافتراق عنه وهذا ما جعله ضمن دائرة الاستهداف الشخصي إضافة إلى الاستهداف العام الذي طال قيادات وكوادر ومناضلين بعثيين، وطال رموزاً قيادية في الحركة الوطنية اللبنانية، من ضمن الاستهداف الأشمل للمشروع الوطني وأولهم كان القائد الشعبي والوطني الشهيد معروف سعد، وعنوان الوطنية اللبنانية ورمزيتها الشهيد كمال جنبلاط، وقادة آخرون من كافة الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والثورة الفلسطينية.

موسى شعيب الحاضر أبداً في وجدان رفاقه وحاضنته الشعبية، نستذكره في هذه المناسبة ومعه رفيق حله وترحاله الرفيق الشهيد شفيق فرحات، ونستذكر معه شهداء الحزب والحركة الوطنية والثورة الفلسطينية الذين سقطوا في المواجهات مع العدو الصهيوني، من القائد "أبو علي حلاوي، إلى المناضلين أبناء شرف الدين، إلى كل أبطال العمليات الاقتحامية على الحدود وفي داخل فلسطين المحتلة إلى رفيقه المناضل ظافر المقدم وكل رفاق المسيرة النضالية.

أيها الأخوة، أيها الرفاق والأصدقاء
إن أمتنا العربية التي تتعرض هذه الأيام لإطباق معادي واختراق مشبوه لبناها المجتمعية لن تحميها ديوانيات الملوك والأمراء والشيوخ والسلاطين، ولن تحميها النظم والمحاور التي تنتحل صفة المقاومة والممانعة،ولا بالاستقواء بقوى الاقليم المتاخمة ومواقع الغرب السياسي والشرق الدولي بل تحميها وحدة نضالية شعبية، تحميها سواعد المناضلين، سواعد الجماهير التي تنتفض في فلسطين، دفاعاً عن الأقصى وعن عروبة الأرص والإنسان، تحميها سواعد المقاومين في العراق الذين دحروا الاحتلال الأميركي ويواجهون التغول الإيراني الذي نفذ إلى العمق القومي من بوابة العراق التي شرعها له الاحتلال الأميركي، تحميها سواعد المقاومين الذين أطلقوا مقاومة وطنية مبكّرة للعدو الصهيوني على حدود فلسطين الشمالية واستمروا يقاومون إلى أن تحرر الجنوب بفعل التضحيات التي قدمها شعبنا خاصة في الجنوب وقوى الفعل المقاوم على اختلاف تلاوينها السياسية ولهذا فإن الأمة وإن بدت في موقع المتلقي الآن إلا أنها قادرة على استعادة زمام المبادرة وذلك بالاعتماد على الجماهير التي ما بخلت يوماً بعطاءاتها، والتي هي على استعداد لأن تقدم المزيد والمزيد لكن شرط توفر الأداة النضالية القادرة على قيادتها والتعبير بصدق عن أهدافها وآمالها. هذه الجماهير بنضالها الصاعد هي التي ستدحر الاحتلال على تعدد عناوينه وأطرافه وهي التي تصون حقوق فلسطين من التفريط، وهي التي ستعيد لبغداد موقعها قبلة للعروبة والنضال القومي، وتعيد لسوريا قلبها النابض بالعروبة، لتعود وتشكل مع بغداد توأماً قومياً يستنهض الأمة ويستكمل مع مصر العروبة إعادة تأسيس الهرم العربي الذي يعيد الاعتبار للموقع القومي الجاذب، و يحقق الامتلاء القومي سياسياً وفكرياً ونفسياً

و يضع حداً لحالة الفراغ الذي تستغله القوى الدولية والاقليمية التي تضمر شراً بالأمة كمكون قومي وبالعروبة كهوية قومية، بهدف إعادة رسم خارطة سياسية للأمة تكون حدود مكوناتها الوطنية يحدد تموضع الطوائف والمذاهب والأثنيات.

ونحن في لبنان، الذي جبلت ذرات ترابه بدماء الشهداء ومنهم شهيدنا الذي نحيي ذكره، أنه كان وسيبقى ضمن دائرة الاستهداف المعادي لأمنه الوطني والمجتمعي وللأمن القومي العربي، وإذا كان نظامه تنخره العلل، فإن العلة القاتلة، هي الطائفية السياسية التي تحكمها قواعد المحاصصة، وتديرها سلطة حيتان المال والسياسة، ولهذا فإن لا إصلاح لهذا النظام إلا بالغاء الطائفية والسياسية، وإقامة الدولة المدنية فعلاً لا قولاً والتي تحكمها قواعد المساواة في المواطنة. وأن المدخل لذلك هو سن قانون انتخابي خارج القيد الطائفي وعلى أساس النسبية و لبنان دائرة انتخابية واحدة وأن القانون الأخير الذي اتحفتنا به السلطة وأن كنا سنتعامل معه باعتباره القانون النافذ، إلا أننا سنبقى نناضل لتعديله وتغييره مع كل القوى الوطنية وهيئات المجتمع المدني الحريصة على إقامة النظام الوطني الديموقراطي الذي يتساوى فيه الجميع في الحقوق والواجبات.

ولأجل إحداث التحول بالاتجاه الوطني الديموقراطي لا بد من توفير معطى مادي لميزان قوى سياسي، يكون قادراً لأن يشكل رافعة للنضال الوطني، ويعيد للحركة الوطنية موقعها كقوة استقطابية تستطيع من خلالها إعادة تصويب الحراك الشعبي والسياسي باتجاه الحلقات المركزية للمشروع الوطني، وإعادة الإمساك بناصية القرار في الهيئات النقابية التي جرى ابتلاعها واحتواءها من قبل المافيات السياسية السلطوية.

أيها الأخوة وأيها الأصدقاء
في هذه المناسبة، نقول لكل من نلتقي معهم تحت سقف المشروع الوطني للتغير الديموقراطي، أن بدنا ممدودة، للعمل الوطني المشترك والذي يدون تكاتف قواه لن نستطيع أحداث اختراق فعلي في بنية هذا النظام الذي يكوي بتشريعاته العشوائية وصفقاته المشبوهة الفئات الكادحة وذوي الدخل المحدود، وآخرها تشريعات الإيجارات والضرائب واستفحال الهدر في المال العام.

إن التصدي لهذا الأخطبوط المالي السياسي الذي يضرب مخالبة في الجسم الوطني، هو السبيل لحماية المكتسبات واستعادة الحقوق السياسية والاجتماعية المستلبة وإعادة الاعتبار للدولة العادلة، التي بتفعيل دورها وحضورها، يتظلل الجميع بخيمتها، وتسود الشرعية الوطنية التي تضع حداً للاستباحة التي تهدد الأمن الوطني والمجتمعي على السواء بعدما سادت قوى الأمر الواقع على حساب الشرعية الدستورية.

في ذكرى استشهاد قمر الجنوب، هذه الرمزية البعثية، الوطنية، القومية، نقول له ولكل الذين سقطوا شهداء على هذا الدرب النضالي، أن حزبك الذي تفتح وعيك السياسي على التدرج في مدرسته النضالية باقٍ على عهدك، يناضل في لبنان كما في كل ساحات الوطن العربي الكبير دفاعاً من قضايا الأمة في العراق وفلسطين وكل أرض عربية محتلة كما يناضل في مواجهة نظم الاستبداد والظلم والاستلاب الاجتماعي بكل أشكاله .

نقول لأبي زياد ولكل رفاقه الشهداء وكل الذين يقبضون على جمر المبادئ ويتمسكون بسلاحي الموقف والبندقية، أن رفاقك على مساحة الوطن العربي الكبير، يقرأون في نفس الكتاب الذي قرأت فيه وينهلون من نفس الينبوع الفكري الذي لن يجف أبداً، وسوف يبقى ينبض بالحياة طالما بقي في هذه الأمة صوت يصدح : أمة عربية واحدة / ذات رسالة خالدة.

تحية لكم، وتحية لمن نحي ذكراه وتحية لأسرته الصغيرة رفيقة دربه الأخت العزيزة أم زياد وللبراعم زياد وعاصم وجنان الذين كبروا وبقوا على عهده وتحية لكل الشهداء الذين سقطوا دفاعا ًعن وحدة لبنان وعروبته والذين سقطوا في مواجهة أعداء الأمة في فلسطين والعراق وكل أرض عربية محتلة

تحية لروح فقيد الحزب الوطن والأمة نائب الأمين العام للحزب وأمين سر قيادة قطر لبنان الرفيق الدكتور عيد المجيد الرافعي.
تحية للعراق ومقاومته وقائد مسيرة الجهاد والتحرير الرفيق عزة إبراهيم الأمين العام للحزب والقائد الأعلى لجبهة الجهاد والتحرير،
تحية لفلسطين وانتفاضتها وآخرها انتفاضة الأقصى

عاشت فلسطين حرة عربية التي لم ينسها الشهيد القائد صدام حسين في أقسى اللحظات حراجة ، عاش العراق حراً عربياً،عاش لبنان وطنياً ديمقراطياً عاشت الأمة العربية وما النصر إلا حليف الشعوب المكافحة لأجل الحرية والاستقلال والتغيير.

صيدا في ٦ / ٨ / ٢٠١٧
رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
المحامي حسن بيان





الثلاثاء ١٥ ذو القعــدة ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / أب / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة