شبكة ذي قار
عـاجـل










من اسوء ما يواجهه الانسان العراقي الحر هي تلك العلاقة السلبية بين من يصفون انفسهم مثقفين او كتاب او اعلاميين وبين شعبهم ، وهم يمتهنون النقد الجارح لشعبهم .

لقد صارت تلك العلاقة السلبية بين مثقف واعلامي وكاتب مهزوم وشعبه حالة مرضية نفسية مأزومة لا تعني الا اصحابها فقط ، بل الاخطر ما فيها هو محاولة تسويقها لاصابة العدوى بها مع الآخرين.

وهي حالة باتت اكثر من مرضية، حالة ناجمة عن حالات الاسترخاء واليأس والعجز الناجم عن رؤية سوداوية احادية تتم من خلال منظور ضيق، ومن وراء طاولات الكتابة الناعمة، وعن التفرج واللامبالاة على اخبار المصائب والنكبات التي يمر بها الشعب العراقي.

ايها " الافندية" الجدد انكم آخر من يتحدث عن شعب العراق، لانكم تخليتم عنه في اكثر من مرة ، وصرتم مرتزقة قلم وفكر لمن يرعاكم ويدفع لكم مخصصاتكم، ، واذا ما رفع احدهم عنكم مداخيل الخراج، نزعتم جلودكم وقلبتم بطانة مظهركم، وصار الشعب هو المسؤول والجاني عليكم، وهو المجرم، وهو المُدان عن ما يجري له من مصائب واهوال.

التحرر والحرية لا تأتي من مطالب اصحاب القفازات المخملية، بل عندما تتوفر طليعة ثقافية وفكرية واعية ملتزمة بحقوق شعبها، ثابتة باصرار جذور ارض العراق، اذا ما هبت عليها كل الاعاصير الحاقدة، عصبة رجال باقلام وبنادق مؤمنة بحتمية الانتصار للعراق والعراقيين المقاومين الشرفاء، اما توجيه النقد والشتم والتشكيك وزرع اللا جدوى من اي نضال ، فهي لا تعكس الا حالة عُصابية مريضة مأزومة عند هؤلاء الاشخاص، مهما كانت مواقعهم ومراكزهم وحتى تاريخهم الماضي والقريب.

حقا نحتاج لامثال هؤلاء مصحات عقلية ولكل من يشكك بشعب العراق وجدوى مقاومته للاحتلال وعملائه وركائزه ، فهو شعب كان ولا يزال شجاعا ، ربما خذلته الاقدار وتآمر عليه الكثيرون من ابناء جلدته ومن خارج الحدود، وهو شعب صامد وصبور وجَلِد على المكاره رغم كل هذه التضحيات التي تقدم دما ونزيفا وألما وعذابا على مدار الثانية والدقيقة والساعة.
ايها اليائسون البائسون المخذولون ....

ارفعوا كتابات اقلامكم المنكسرة عن اعناق شعب العراق.

ولا حاجة ان نذكركم اليوم، قبل الغد، ان لا وصاية فكرية على الحرية سوى للثوار المقاومين باقلامهم وبنادقهم، اما زارعي رياح الهزيمة فسيكونون اول غبار تافه متطاير في عَجاج الايام القريبة القادمة ، من ايام آب اللهاب وما يتبعه .

وان غدا لناظره قريب





الاحد ٢٠ ذو القعــدة ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / أب / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ا.د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة