شبكة ذي قار
عـاجـل










قلناها مراراً وتكراراً، بأنّ داعش والحشد وجهان لعملة واحدة، كلاهما تنظيمان إرهابيان تدعمها إيران.. الأول صنعته وموّلته وسهّلت هروب قادته من السجون العراقية، ليخدم مصالحها في ضرب فصائل المقاومة وإظهارها بمظهر الإرهاب أمام الرأي العالمي، الذي سارع لتشكيل تحالف دولي لتدمير المدن التي شهدت ساحات اعتصام ضد حكومة المالكي وسياساتها الطائفية.. أما الثاني فهو مجموعة ميليشيات طائفية ولاؤها الأول والأخير للولي الفقيه، وليس للعراق وشعبه، تكتّلت تحت مُسمّى الحشد ليكون لها غطاء رسمي في ممارسة جرائمها وانتهاكاتها لحقوق الإنسان !!

آخر أوجه تشابه التنظيمين، هو قيام بعض ميليشيات الحشد في منطقة الكرادة في بغداد، بإجبار المواطنين العراقيين المنتمين للديانة المسيحية باعتناق الديانة الإسلامية، وفي حال الرفض فإنّهم سيواجهون القتل ونهب أموالهم وكافة ممتلكاتهم !!

هذه الممارسات الأخيرة التي تقوم بها ميليشيات الحشد، هي ذاتها كانت يوماً من أهم أسباب تشكيل الحشد لمحاربة داعش، بحُجّة حماية المواطنين العراقيين المسيحيين والأيزيديين في الموصل وسنجار من بطش داعش الذي يضطهدهم ويجبرهم على اعتناق الإسلام، وهي ذات الأسباب التي دفعت العالم لتشكيل تحالف دولي للقضاء على داعش وحماية الأقليّات الدينية في العراق، لكن عندما يقوم بها الحشد ويجبر المسيحيين من أبناء شعبنا على اعتناق الإسلام أو القتل، نرى الصمت الرسمي والإعلامي هو سيّد الموقف، بالإضافة إلى صمت دولي مُخزي، بعد تواطئ ملحوظ مع ممارسات هذه الميليشيات سابقاً في انتهاكاتها لحقوق الإنسان وجرائمها بحقّ المدنيين العُزّل، إذ كلّ ذلك كان يتم بحماية أمريكية من الجو للحشد وقادته !!

لقد تم إنقاذ المسيحيين من قبضة داعش، لكن من الذي سينقذهم من ميليشيات الحشد وبطشها.. سؤالٌ يجب أن يوجّه للقوى العظمى في العالم التي سلّمت العراق لإيران على طبق من ذهب، ثم وفّرت الحماية والدعم لميليشياتها الطائفية فيه، وباركت جميع إنتهاكاتها وممارساتها اللا إنسانية !!





الاثنين ٦ ذو الحجــة ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / أب / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد الرشيد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة