شبكة ذي قار
عـاجـل










جملة من المواقف الوطنية والقومية المفعمة بكل معاني الحب والوفاء، أُطلِقت في الذكرى الأربعين على رحيل نائب الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي الدكتور عبد المجيد الرافعي، لتؤكد المكانة العالية والرائدة التي كان عليها الفقيد الراحل وما كان يمثله من قيم نضالية وإنسانية راكمت من عطاءاتها على مدى ما يقارب الثلاث أرباع من القرن كانت كلها حافلة بتبني هموم الناس وحمل قضاياهم الإنسانية والوطنية والقومية وتحمل أعباء الدفاع عنها في مختلف مراحله العمرية، منذ بدأ طالباً يافعاً يواجه دبابات المستعمر الفرنسي من مدينته طرابلس، إلى تشكيله لجان الدفاع عن قضية فلسطين وهو على مقاعد الدراسة الجامعية في لوزان بسويسرا، إلى تجشمه عبء السهر على صحة مرضاه وعواده من المواطنين وهو الطبيب الجراح الحامل لشهادة الدكتوراه في الطب الذي استهل حياته المهنية بالحرب على المرض والفقر والجهل عبر المستوصفات الشعبية التي افتتحها ليعالج مواطنيه بالمجان، إلى انخراطه في دروب جلجلة بعث الأمة من سباتها مسخراً أيامه ولياليه وسنوات عقوده من السنين في سبيل أن ينتصر العرب في صراعهم الوجودي ضد المحتل الصهيوني الغاصب لأرض القداسة في فلسطين، مؤكداً على وحدة كل عربية وعربي في العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص والاستقلال وحرية الرأي والكلمة وصولاً إلى تحقيق المجتمع العربي الديموقراطي الموحد.

ولعل ما تقدم لا يمثل سوى الجزء اليسير من الكلمات التي جادت بها قرائح الخطباء في مهرجان ذكرى مرور أربعين يوماً على رحيل الفقيد الكبير يوم السبت 26 / 8 / 2017 وحضرها ممثل رئيس مجلس النواب اللبناني الأستاذ نبيه بري، النائب قاسم عبد العزيز وممثل رئيس الحكومة اللبنانية الشيخ سعد الحريري الوزير الأسبق للتربية الدكتور حسن منيمنة، إلى وزير العمل اللبناني محمد عبد اللطيف كبارة ورئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي وممثل للوزير محمد الصفدي ووزراء ونواب وسفراء سابقون وممثلين لمفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ومفتي الشمال الشيخ مالك الشعار وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن وقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية ورؤساء أحزاب وشخصيات وطنية وعراقية وفلسطينية تقدمها الأستاذ عزام الأحمد نائب رئيس حكومة دولة فلسطين السابق وسفير فلسطين في لبنان وقادة منظمة التحرير الفلسطينية إلى الممثل الخاص للرئيس أمين الجميل مستشاره الأستاذ جورج يزبك، فضلاً عن الوفود الحزبية والشعبية التي حضرت من مختلف مناطق لبنان يتقدمها بعثيون من مختلف الأعمار والأجيال وعائلة الفقيد الراحل وقيادة حزب طليعة لبنان.

۞ الرئيس محمود عباس : سلام عليك من فلسطين التي أحببتها وأحبتك
وقد افتتح المهرجان الشاعر انطوان رعد بالدعوة إلى الوقوف بداية للنشيد الوطني اللبناني ونشيد البعث، ثم لدقيقة صمت وقوفاً حداداً على أرواح شهداء الأمة العربية وفلسطين والجيش اللبناني والراحل الدكتور الرافعي، ليعطي الكلام إلى الوزير الفلسطيني عزام الأحمد الذي ألقى كلمة رئيس دولة فلسطين الأخ محمود عباس ناقلاً تحياته وتحيات القيادة الفلسطينية لزوجة الراحل وعائلته ورفاقه البعثيين معرباً عن تقديره الكبير لدعوته في المشاركة في ذكرى أربعين علماً من أعلام أمتنا العربية ومناضلاً قومياً صلباً من أبرز مناضليها الأوفياء وهو الملتزم بقضايا الأمة وفي طليعتها القضية المركزية فلسطين فشكل أنموذجاً مشرقاً للعطاء والدفاع عن مسيره الشعب الفلسطيني وشرعية قضيته وهو الوحدوي الذي لم يتوان عن بذل كل ما يملك من جهود في سبيل تعزيز وحدة أبناء القضية الفلسطينية ورأب الصدع بين أخوة السلاح دون أن ننسى اهتمامه بطلبة فلسطين بشكل خاص وهو يمارس مهامه القومية في بغداد حيث سنفتقده في هذه الأيام الحالكة الصعبة التي تحتاج إلى فكر ومبادئ الدكتور عبد المجيد الذي سنبقى أوفياء له ولحزبه ولرفاقه ولن ننسى كل ما قدموه لشعبنا وختم قائلاً.

سلام عليك ولك أيا الراحل الكبير من فلسطين التي أحبتها وأحبتك.

۞ الرئيس أمين الجميل : احترمنا فيه صلابة مواقفه وثباته على المبادئ
وفي الكلمة المخصصة لرئيس الجمهورية اللبنانية الأسبق الشيخ أمين الجميل، تكلم عنه مستشاره الخاص المحامي جورج يزبك الذي بدأها قائلاً :
لم يحل الوكيل يوماً مكان الأصيل، ولكنني أحمل محبة الرئيس أمين الجميل للسيدة ليلى الرافعي وأهالي طرابلس وقيادات طرابلس كون الرئيس خارج البلاد، ونحن الذين جمعنا بالدكتور الرافعي النضال المشترك رغم الفوارق في المواقع السياسية والوطنية حيث لم يكن من الممكن تجاهل مسيرته ومكانته في طرابلس ودماثته وشفافيته وأصالته وهو الذي وصل إلى المجلس النيابي اللبناني محمولاً على راحات شعبه وليس على الدبابات والمحادل ولقد ترافقنا في السير معاً ردحاً طويلاً من الزمن، احترمنا فيه ثوابته على مبادئه التي لم يحد عنها قيد أنملة ولم يستهوه تغيير البندقية ولو فعل ذلك لما تعرض للنفي وبقي نائباً دورة أثر دورة نيابية.

۞ الرئيس نجيب ميقاتي : كان أنموذجاً لأصحاب المبادئ
بعد ذلك، أعطيت الكلمة لرئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي الذي قال : نلتقي اليوم لإحياء ذكرى رجل عايش الحلم العربي وتبناه، رجل عاصر الكبار من أساتذة ومفكري العرب، رجل ناضل قولاً وفعلاً منذ تخرجه طبيباً وحتى آخر لحظة في حياته، رجل سلك أكثر الطرق وعورة واضعاً نفسه بتصرف الناس ليلاً ونهاراً طبيباً إنساناً ملتزماً بمبادئه ودفع كل الأثمان الممكنة وتعرض لمحاولات الاغتيال وعاش الهجرة القسرية وواجه النكبات والانكسارات فزادته التصاقاً وثباتاً وقناعة بما آمن به.
وختم قائلاً : رحل الدكتور عبد المجيد الرافعي وترك إرثاً ستتناقله الأجيال القادمة ليتعلموا كيف يكون التمسك بالمبادئ كالقبض على الحجر وستبقى أنموذجاً لأصحاب المبادئ وسنعلم أولادنا كيف تكون المبادئ فرسالتك يا عبد المجيد أمانة في أعناقنا وأعناق أهلك ومحبيك وخاصة زوجتك الفاضلة الأخت ليلى وأننا للرسالة لحافظون.

۞ النائب السابق صلاح الحركة الالاف مدينون لك بما قدمت لهم من عطاءات
وألقى النائب السابق صلاح الحركة كلمة رابطة النواب السابقين، مخاطباً روح الراحل الكبير بالقول : استميحك عذراً فأنت كنت دائماً الرائد والقائد الذي وصلت بحب الناس لأنك أحببت الناس وبادلوك هذا الحب وفاءاً وأخلاصنا مكرساً وقتك وعلمك وجهدك لمداواة جراحهم وأحزانهم فالالاف مدينون لك، هذا بمداواته، وذاك بالمنحة الجامعية التي وفرتها له والآخر بالخدمات التي قدمتها له دون كلل أو ملل فظللت على هذا العطاء للناس وأنت تتخطى السبعين والثمانين وبقيت تعمل وأنت في التسعين لتبقى أمام شعبك وأحبائك القامة الكبيرة التي أنحبتها طرابلس ولبنان والوطن العربي، ليختم مخاطباً الرفاق وأرملة الراحل السيدة ليلى بالقول : صبراً على الجلل فعزاءكم عزاؤنا ومصابكم مصابنا.

۞ الأستاذ حنا غريب : الرافعي شكل علامة فارقة في الحياة السياسية اللبنانية
أما كلمة الأحزاب والقوى الوطنية والتقدمية في لبنان فقد ألقاها أمين عام الحزب الشيوعي اللبناني الأستاذ حنا غريب مستذكراً في هذه المناسبة التاريخ المليء بالعطاء والتضحيات للراحل الكبير الذي شكل علامة فارقة في الحياة السياسية اللبنانية في وقوفه في مواجهة الإقطاع السياسي والفساد والزبائنية، ومساهماً في مرحلة صعود القوى الوطنية واليسارية ونهوض الحركة الوطنية اللبنانية ووجوده في صميم معارك الدفاع عن أقدس القضايا العربية، قضية فلسين مؤكداً أن لاخلاص لنا كلبنانيين من التبعية والوصاية الخارجية والاحتلال الصهيوني والانقسامات الطائفية والمذهبية والفساد والزبائنية، سوى في التخلص من هذا النظام الطائفي الفاسد وبناء دولة المواطنة وتحقيق التغيير الديموقراطي بالتزامن مع تحرير أراضينا المحتلة والدفاع عن قضية فلسطين ومواجهة مشاريع التقسيم والتفتيت والصهينة بالمقاومة الشاملة وعلى مختلف المستويات.

۞ الوزير عبد الرحيم مراد : عهداً أن نبقى على عهد العروبة التي آمن بها عبد المجيد الرافعي
ثم أعطي الكلام لرئيس حزب الاتحاد الوزير السابق عبد الرحيم مراد الذي بداها قائلاً :
على عهد العروبة نلتقي لنكرم مناضلاً لم يكل أو يمل في كل مرحلة من مراحل حياته وهو المتمسك بقضايا أمته وعروبته وقضية فلسطين كالقابض على الجمر دون أن يرادده اليأس أو الإحباط وهو يواجه المشاريع التآمرية على أمتنا العربية في عصر التكتلات العملاقة التي لم تخف إطماعها يوماً بمقدرات هذه الأمة وإمكانياتها وثرواتها الطبيعية والتي بدأت باغتصاب فلسطين مروراً باحتلال العراق وضرب الركائز الوحدوية الاجتماعية والسياسية للأقطار العربية ليختم قائلاً :
إن المشروع التآمري آيل إلى الهزيمة مهما طال المدى وعهداً أن نبقى على عهد العروبة عهد المبادئ التي آمنا بها الدكتور عبد المجيد الرافعي.

۞ السفير عبد الرزاق الهاشمي : لن ينساه العراق وهو الذي بقى النخلة الشامخة التي لم يتوقف ثمارها
أما كلمة العراق الوطني التقدمي والمقاوم، فقد ألقاها سفير العراق السابق لدى منظمة اليونيسكو الدكتور عبد الرزاق الهاشمي مبدياً اعتزازه واعتزاز العراق والبعثيين في العراق في الوقوف اليوم أمام ذكرى قائد قومي كبير كرس حياته واهتماماته في سبيل خدمة شعبه وأمته كالدكتور عبد المجيد الرافعي الذي لا يمكن لأي مخلص في هذا الوطن الكبير أن ينسى ما قدم من عطاءات وتضحيات تؤرخ لتاريخ هذا الرمز العظيم من رموز البعث ومناضليه وهو الذي سمعته مرة يقول : "نحن جيل الألم"، ومع كل ما جرى له وما حصل للعراق وما تعاني منه الأمة، بقي الرافعي ورفاقه القامة الشامخة والنخلة الشامخة التي ما زالت تقدم الثمار تلو الثمار دفاعاً عن الأمة وقضاياها المصيرية وفي مقدمتها فلسطين.

۞ المحامي حسن بيان : حزبك أيها القائد باقٍ على عهد الالتزام بقضايا الأمة
بعد ذلك، اعتلى المنصة، عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي المحامي حسن بيان لينقل إلى الحضور تحيات الأمين العام للبعث والقائد الأعلى للجهاد والتحرير في العراق المجاهد عزة إبراهيم الدوري كما تحيات القيادة القومية للحزب وقيادة طليعة لبنان، شاكراً مشاركتهم ومواساتهم في ذكرى أربعين فقيد الحزب والوطن والأمة العربية الرفيق الدكتور عبد المجيد الرافعي الذي كان من رواد جيل التنظيم في الحزب والذي بفضله توسعت قاعدته وفروعه وغطى مساحة الوطن العربي من تطوان إلى بغداد، بغداد التي كانت وستعود قبلة للمناضلين العرب وحضناً دافئاً لهم عصية على الامركة والتفريس.

وأضاف : لقد قيل الكثير في الصفات الأخلاقية والإنسانية لمن نحيي ذكراه اليوم إلا أن ميزتين كانتا مشهودتين له :
الأولى : أنه كان دائماً في صف الشرعية الحزبية.
الثانية : أنه كان دائماً في صف الشرعية الدستورية للدولة الوطنية.

من هنا فإننا نقول لمن فارقنا وهو يتمشق سلاح الموقف بأن حزبك باقٍ على المبادئ والثوابت، مبادئ أهداف الثورة العربية المتجسدة في ثلاثية الوحدة والحرية والاشتراكية استراتيجياً، وثوابت الموقف باعتبار الأرض العربية هي على درجة واحدة من القدسية وأن الأمن القومي العربي واحد وكل تهديد لأي من مكوناته الوطنية هو تهديد له ببعديه السياسي والمجتمعي وأن العروبة هي الثابتة التاريخية لهوية الأمة والتي تحمل في طياتها كل عوامل النهوض والانبعاث المتجدد.

وحول لبنان : أكد المحامي بيان الاصرار على النضال في سبيل إقامة الدولة العادلة والنظام الوطني الديمقراطي والحافظ على ثلاثيتين :
... ثلاثية الديمقراطية والتعددية وتداول السلطة.
... وثلاثية عناوين القضية الملخصة بوحدة الأرض والشعب والمؤسسات فهذه هي الثابت الوطني أما كل الثلاثيات الأخرى فإنما هي نتاج ظرفيات سياسية تنتهي بانتهاء المعطيات التي أفرزتها.

وبعد أن أكد على مواصلة النضال في سبيل الغاء الطائفية السياسية والوصول إلى تشريع قانون انتخابي عادل يعكس الإرادة الحقيقية للشعب اللبناني.
وجه المحامي بيان التحية للجيش اللبناني والدور الذي يقوم به من أجل حماية الأرض والإنسان وهو المؤسسة الارتكازية الأهم في بنيان الدولة.
وتوجه بالقول لمن نحيي ذكراه اليوم : نم قرير العين، فحزبك باقٍ، وفلسطين في وجداننا والعراق سيبقى عصياً على الأمركة والفرسنة وبغداد لن تكون عاصمة لإمبراطورية فارس وستعود قلعة للنضال العربي مع دمشق قلب العروبة النابض لتشكلان مع مصر أضلع الهرم العربي، فأنت الذي تعلمنا منك الصدق والوفاء سنبقى على عهدك واعتبارك للجماهير هي المرجعية التي لا يمكن بغير دورها صناعة المستقبل العربي المنشود.

۞ السيدة ليلى الرافعي : كان يعتبر دوره رسالة، لا يُحتسب حر كريم وقادر، من لا يعمل بموجبها.
مسك الختام، كان لكلمة العائلة التي ألقتها رفيقة درب عبد المجيد، الزوجة والصديقة والحبيبة المناضلة السيدة ليلى الرافعي التي تقدمت بدورها باسم رفاق الدكتور عبد المجيد وأهله وأصدقائه واسمها شخصياً بجزيل الشكر إلى كل من شارك في العزاء من لحظة الغياب حتى الآن، لتخص بالشكر كل الحضور والإعلام اللبناني بكل مؤسساته لا سيما الإعلام المكتوب وسائر الكتاب الذين كتبوا المقالات والتحقيقات معبرين عن الوفاء لعبد المجيد وللحقيقة بمهنية عالية ولتخص في هذا المجال الدوريات التي تصدر في مدينة طرابلس ولا سيما تلك التي أصدرت أعداداً خاصة عن فقيدنا الغالي، دون أن تُغفل عن توجيه التحية لأبناء طرابلس حبيبة عبد المجيد والى أحيائها الشعبية التي أحب والتي تناوبت على نقل جثمانه الطاهر والى نساء طرابلس اللواتي نثرن الورود والأرز وروين لأبنائهن وأطفالهن سيرة عبد المجيد فضلاً عن تقديم الشكر إلى كل من شارك في يوم الوداع من كل مناطق لبنان والى الذين أقاموا مجالس العزاء والتكريم للفقيد الغالي في استراليا وأوروبا والعواصم العربية لتخص بالتحية أبناء فلسطين المحتلة.

وجاء في كلمتها : يوم التقيت وتبادلنا القراءة في الوجوه والقلوب والوجدان، كان عبد المجيد مشروع عزم وسعي لا يدفعه إلى العطاء سوى زخم المناضلين وحق مدينته وأهلها على جيله الواعد، كان يعتقد أن هذا الدور هو رسالة لا يحتسب قادر حر كريم من لا يعمل بموجبها، وما زال صوته في أذني يردد أبيات زهير بن أبي سلمى : "ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله.. على قومه يستغن عند ويذمم"

فمن صلب واقعه البيئي والعائلي صمم عمارة التزامه بقضايا أمته فغدت عصية على كل العواصف التي ضربت في عمق الوعيين القومي والوطني، هو الذي واجه أكثر الظروف قساوة وابرز الأحداث انقلاباً يوم لامست التقلبات البعض، وأخذت البعض الآخر إلى حُفَر الارتداد والانشقاقات، وفي كل مرة يزداد اصطفافاً ومودة مع الشرعيتين القومية والوطنية في حزبنا، ولم يستدل يوماً على هذا الاصطفاف إلا من خلال قناعته ومبادئه وحيث كان فكر وتوجيهات القائد المؤسس الأستاذ ميشال عفلق دليل الخيارات التاريخية، ويوم اغتيل العراق ورئيسه صدام حسين معاً، قفزت مشاعر الرفيق عبد المجيد إلى مرتبة الاعتزاز الأعلى بما كان عليه طيلة حياته من التزام ولا سيما أخلاصه لفرادة وشجاعة هذا القائد القومي.

وعندما فرض الاصطفاف على عبد المجيد الرافعي ورفاقه خيارات محددة خلال الحرب اللبنانية، لم يتردد، ومن داخل هذه الخيارات عن مقاومة المؤامرة، كما توزعت أدواتها وقواها على ضفتي الصراع، ولقد كان إيمانه عميقاً بأن العروبة التي لا تحمي لبنان الواحد الموحد، غير جديرة بالرهان الحضاري والثقافي، حيث أن هذا الرهان كان المادة العقائدية لحزبنا، حزب فقيدنا الغالي.





الاثنين ٦ ذو الحجــة ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / أب / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نبيل الزعبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة