شبكة ذي قار
عـاجـل










قبل عدة أيام من الآن، خرج علينا انتفاض قنبر، وهو أحد السياسيين العراقيين المقيمين في واشنطن، من على شاشة قناة الفلوجة ليعلن عن اطّلاعه على تقرير أمريكي يكشف عن خطّة جديدة تحضّر لها إيران بالتعاون مع حكومة العبادي لإطالة الصراع الطائفي في العراق، ولضرب أيّ تقارب عراقي-عربي، كتلك المحاولات التي يقوم بها السيد مقتدى الصدر مع السعودية والإمارات.

حسب التقرير الذي أشار إليه السيد انتفاض قنبر، فإنّه قد تم فعلاً تهريب كلّ أسرى داعش من السجون العراقية، وذلك بغية زجّ البعض منهم فيما يسمّى الحشد السنّي، ودمج البعض الآخر مع ميليشيات الحشد الشعبي، وأنّه يجري تدريبهم حالياً في معسكرات سريّة في محافظة نينوى، وذلك من أجل ضرب المصالح الأمريكية في حال اتخذّت أمريكا خطوات عملية لإضعاف نفوذ إيران في العراق، بالإضافة إلى تدريب كتيبة قناصين خاصة مهمتها استهداف السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء.. كما كشف التقرير أيضاً سعي إيران إلى افتعال تفجيرات في المناطق ذات الأغلبية الشيعية، واستهداف مدينة النجف الأشرف خاصة بتلك التفجيرات، لما لها من مكانة مقدّسة في قلوب العراقيين جميعاً، والمسلمين الشيعة خاصة، من أجل ديمومة الصراع الطائفي الذي يضمّن بقاء تغلل إيران وتوسّع نفوذها أكثر داخل العراق.

ومما جاء في التقرير أيضاً، بأنّ إيران منزعجة جداً من الخطوات التي يقوم بها السيد مقتدى الصدر في تقاربه مع السعودية والإمارات، وذلك لأنّ إيران تتعامل مع العراق وسوريا ولبنان واليمن على أنها محافظات تابعة لها، لذا يجب أن تكون جميع الشخصيات السياسية في هذه الدول تابعة لها وتأتمر بأمرها دون أن يشقّ أحدهم عصا الطاعة عن ولاية الفقيه .. لذلك فإنّ مواقف الصدر الأخيرة لم تلقَ استحسان حكومة طهران التي تريد الاستئثار بالعراق وحدها والتحكّم بسياساته.. وعليه فإنّ حكومة الملالي مستعدّة لأنّ تسلك جميع الوسائل من أجل ضرب أيّ اتفاق يؤدي إلى عودة العراق إلى حضنه العربي.

بعد قراءتنا إلى ما جاء في التقرير الأمريكي، وربط خيوطه مع ما حصل من اتفاق في عرسال بين حزب الله وداعش، ودفاع قادة ميليشيات الحشد عن هذا الاتفاق، وترحيبهم بدخول الدواعش إلى العراق بحافلات حزب الله، ومحاولة اغتيال كلّ من تصدّى لهذا الاتفاق واعترض عليه ومنهم الشيخ فاضل البديري، الذي تمت محاولة اغتياله وسط النجف الأشرف.. لا نستبعد من قيام إيران وميليشياتها بمحاولة لاغتيال السيد مقتدى الصدر على أيدي بعض الدواعش الذين تم تهريبهم من السجون، وذلك لإلقاء التهمة على السنّة، وبذلك يتم ضرب الاتفاق الذي عقده السيد الصدر مع السعودية، وتأليب أتباعه على العراقيين السنّة بتحميلهم مسؤولية اغتياله .. إن تم ذلك لإيران، فإنها تكون قد نجحت، لا سمح الله، بتأجيج الصراع الطائفي في العراق بصورة لا تبقي ولا تذر، فالحذر الحذر !!





الجمعة ٢٤ ذو الحجــة ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / أيلول / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد الرشيد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة