شبكة ذي قار
عـاجـل










- من الصعب شق ممرات في جبال وعره، إلا أنه من السهل شق ممرات في السهول والصحارى الممتدة صوب الواحات والمياه البعيدة .

- ولأن الجغرافيا قد تكون مغلقة من كل جهاتها .. والعائق أمامها الديموغرافيا، فأن ترويض الأخيرة ترويضًا قاسيًا قد يصل الى درجة الفتك والتجريف .. ليمهد الطريق ( الممر ) صوب المياه .

- فالجغرافيا و الديموغرافيا متلازمتان ، واحيانًا متضادتان .. فمن الصعب نقل جغرافيا إلى مكان آخر أكثر أمنًا .. ولكن تغييرها يضع الأمور في غير نصابها .. كما أن من الصعب نقل الديموغرافيا إلى مكان آخر .. ولكن الحالة تفرز تداعيات صعبة ليس بالمقدور تقبلها وتحمل نتائجها في المستقبل.

- جبهتان .. ربما ستشعلهما إيران - على تخوم قرارات البيت الأبيض- التي وضعت الحبل ولفته حول عنق طهران :

الأول- تسخين ( الحشد الشعبي ) ، الذي ينفذ قرار طهران لا بغداد ، لخط التماس حول مدينة كركوك ونفطها .. وتلك مسألة داخلية ليس لطهران الحق في التدخل بشأنها، ولكنها طالما تسيطر على القرار في بغداد وتسيطر على ( الحشد الشعبي ) ، فأنها ستكون صاحبة القرار في مسألة التسخين وما بعد التسخين بإندلاع الأشتباك أو الحرب لمصلحتها، وليس لمصلحة الشعب العراقي والشعب الكردي .. كما لا يصب الحريق في مصلحة العراق ولا في مصلحة دول المنطقة .. وهنا إيران من جانبها تريد أن تعلن للعالم بأنها تستطيع أن تضع العراقيل أمام امريكا لتخفيف الحبل الملتف حول عنقها والملف النووي .. هذه لعبة سياسية- عسكرية إيرانية مكشوفة ينبغي وضع حدٍ لها من قبل اصحاب القرار في بغداد- حسب تصريحاتها واربيل حسب معطيات وضعها الخطير- .!!

الثاني- تسخين ( حزب الله ) في الجنوب اللبناني الساكت منذ سنين مع الكيان الصهيوني بإفتعال أي حدث مهما يكن صغيرا على جبهة الجنوب او الجولان المحتلة، من اجل إندلاع تصادم يتسع ويكبر، تضع إيران العالم أمام منعطف آخر لتقول ( نحن هنا ) سنعرقل القرار الأمريكي ونمنع الحبل من أن يلتف حول عنق طهران .. وفتيل الحرب بين ( حزب الله ) الأيراني وسلاح صواريخه وبين الكيان الصهيوني، هو ليس قدر الفتيل بين ( الحشد الشعبي ) الأيراني وبين ( البيشمركه ) ، إنما جبهتان لا تشتعلان بالتزامن .. في كركوك أولاً، حيث ينشغل العالم وينصرف إنتباهه .. وفي جنوب لبنان وسفوح الجولان يُسخنهما " حسن نصر الله" حاليًا لتصلا إلى درجة الغليان ثم الأنفجار .. عندها ستطلق طهران ضحكتها السادية الصفراء لتعلن إنها ما زالت وأذرعها قوية بما يكفي لتغيير معادلة الصراع في المنطقة .!!

- من يسحب البساط من تحت أقدام دولة الأرهاب الأيرانية في العراق أولا وبسرعة، ومن ثم المنطقة؟ ومن يطفأ الفتيل إذا ما أشعله الأرهابي الفارسي ( هادي العامري ) وكيل قاسم سليماني، الذي لن يعد يجرؤ على المجيئ الى العراق ؟ ، ومن يطفأ الفتيل إذا ما أشعله " حسن نصر الله" وكيل ولي الفقيه علي خامنئي في طهران ؟

السياسة ليست عواطف وانفعالات وردود افعال فقط ، إنما هي حسابات دقيقة وخرائط واحتمالات وتدابير ليس لمعالجة أوضاع معينة أو خطرة فحسب، إنما لمنع وقوعها .. وهنا تمتزج الحكمة بنجاح القرار .. لقد دقت ساعة الحساب!!





الاحد ٢٤ محرم ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / تشرين الاول / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة