شبكة ذي قار
عـاجـل










كنّا في السابق نقول في ادبيات الفكر وتربية النشئ وفي تعليم وتدريب قادة المجتمع اعرف عدوّك حتى تنتصر عليه بيد ان العدو اليوم بات معروفا وواضحا كوضوح الشمس في رابعة النهار ، لذلك صار لزاما علينا ان نقول اليوم اعرف نفسك ومكامن قوتك ونقاط ضعفك لتكون قوياً بين عالم الاقوياء حتى تحفظ انسانيتك وتحمي نفسك ...

ان حجم المؤامرة التي تعرض ويتعرض لها العراق هي اكبر من حجمه مساحة وامكانيات وعديد وعدّة بيد انها ليست اكبر من شعب العراق ولا يمكن لها ان تمحو وطناً وبلدا كالعراق من على خريطة الكرة الارضية ، وبعيدا عن الخوض في تأريخ حضارة ونشأة وتكوين العراق ودور اهله في صنع الحضارة وتأثيرهم الايجابي على عموم الحضارات الاخرى للانسانية جمعاء لابد من الدخول مباشرة للواقع الموجود على الارض وفهمه بشكل موضوعي وصحيح لنتجاوز عثراته وننطلق نحو فضاءات مستقبل مشرق يعيد تلك الصورة الناصعة والنقية لوطننا العراق ، وشعبنا الذي أسس وبنى هذا الوطن وخلق حضارته قبل الكثير من باقي الأمم ، أوليس علمائه وقادته وتشريعاته الانسانية وابداعات اهله قد فاقت اغلب اهل الحضارات الاخرى ، وكانت بقية الشعوب والأمم تغوص في جهل وتخلف وسواد الليل يعم ارجائها ومنارات علومنا تشع تقدماً وتطوراً على الجميع .

ان ما يجري اليوم في العراق وعلى ارضه وشعبه ليس غريبا ولا مستغربا ، وما كان شذاذ الافاق وقوى الشر والعدوان لتستهدفه لولا ان يشكل قلب الرحى ووتد البيت في هذه الأمة .

وقلنا في مستهل قولنا ان الاعداء واسباب العداء باتت معروفة لنا جميعا ، ولكن علينا حلّ العقدة وإماطة اللثام عن اسباب تمكن الاعداء من غرز خناجرهم في خاصرة الشعب العراقي وما هي اقصر وانجع السبل لعلاج هذه الامراض واستئصال مالا يرجى له علاجا ، ونوجز التشخيص بنقطتين غاية في الأهمية وما عداها من امور اخرى ستنتهي وتتساقط كورق الخريف اذا ما وضعنا الأصبع على موضع الألم وهاتين الركيزتين المهمتين هما :

الاولى : الشعب العراقي نفسه ، هو شعب حيّ ومتمرد ولا يقبل على ضيم وديدنه التغيير ورفضه لكل ما هو شاذ ومؤذٍ . ولا نريد ان نقفز على حجم معاناة هذا الشعب وحجم الكوارث والمآسي والجوع والأمراض وشيوع آفة الفساد التي تنخر عظامه وحملة الأبادة الممنهجة والتجهيل والتغييب وسلب الأرادة التي تعصف به والمحاولات المستميتة من قبل دوائر الأعداء لجعله يستسلم للأمر الواقع ووضع ادمغة بديلة لتفكر نيابة عنه وهو ينقاد بشعور التسليم واللا وعي ، لكن رغم كل هذا وأكثر فأنه يتململ ويفكر ويرفض ويتحدى ويحاول التغيير قدر استطاعته المحدودة والمشتتة والمتناقضة احياناً .

بات لزاماً على كل قادر ومقتدر اليوم ، وليس غدا ان يقوم كل فرد برفض هذا الواقع الغريب عنه ويقع العبئ الاكبر على اهل الفكر والقيادة والزعامة المجتمعية والاكاديمية والعشائرية الواعية ان تتصدى وتعمل على توحيد الصفوف ابتداءً من العائلة والزقاق والحارة والعشيرة وقاعة الدرس ونبذ كل الظواهر السلبية من احاديث او خطابات دخيلة على شعبنا حاول الاعداء زرعها وتغذيتها والعودة سريعا الى رتق الفتق وإعادة اللحمة الوطنية وعدم السماح لمن هو خارج الحدود بالتدخل والتحكم والتآمر مهما كان عنوانه او مكانته المزعومة ، فالوطن اولى بأهله ، ولم تعقم ارحام العراقيات عن انجاب رجال حتى يتحكم بنا اشباه الرجال .

الثانية : بعد عقد ونيّف على هذا الواقع المرير الذي عاشه الشعب والوطن بعد ان استخدم الأعداء احقر واتفه واقبح ما خلق الله من خونة وعملاء من بيادق المحتل مهما كانه نوعه او جنسه او لونه فلابد من كنس ارضنا الطاهرة من دنسهم وعدم التعويل على خطاباتهم وشعاراتهم مهما كانت منمقة ، فقد جربتموهم عقد ونصف من عمركم وما لمستم منهن غير الايغال بدمائكم وزرعهم للفتنة والفساد وإشاعة ارذل صفات الساقطين من قتل وسلب ونهب وسرقة تارة باسم التحرير واخرى باسم الدين والطائفة واليوم بمسميات وشعارات كاذبة مثل سابقاتها ، فلا تخدعو بمعسول اقوالهم ، فذيل الكلب لا ينعدل ايها العراقيون الأماجد .





الاحد ٢ صفر ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / تشرين الاول / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب وائل القيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة