شبكة ذي قار
عـاجـل










۞ السودان أكثر الدول التي دفعت فاتورة الرغبة ( الصهيونية ) فى التوسع
۞ هذا القرار حرر شهادة الوفاة لأوهام الرهان على دور وساطة أمريكا
۞ الإرتباط بالقضية الفلسطينية ينطلق من الجانب المرتبط بالبنية الداخلية فى السودان
۞ إنفصال الجنوب كان فى الأساس تنفيذا لما يطلبه الكيان
۞ مقاومة التطبيع تتناقض مع حالة وجود الوفود الأمريكية فى السودان

الخرطوم – الزين عثمان

ترى كيف ينظر القوميون العرب فى السودان لمآلات القرار الذى أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس وهو ما يعني إعترافاً ضمنياً بتبعيتها لدولة إسرائيل، يتضمن هذا السؤال أسئلة فرعية تتعلق بإمكانية مقاومة أصحاب الشعار الأشهر (دولة عربية واحدة ذات رسالة خالدة) للقرار وإلى مدى يمكن التأكيد على أن القضية الفلسطينية ما زالت هي قضية العرب المحورية وهل ما زال الإنشغال بما يحدث هناك هو المحرك الرئيس لحراك الشعب السوداني أم أن الأمر تغير.

هذه الأسئلة وأسئلة أخرى وضعتها ( اليوم التالي ) على طاولة عثمان إدريس أبو راس نائب أمين سر حزب البعث العربي الإشتراكي الأصل بالسودان وتطالعون إجاباته فى ما يأتي.

۞ فى تقديرك، ما هي المترتبات على قرار الرئيس الأمريكي ؟

هذا القرار حرر شهادة الوفاة لأوهام الرهان على دور وساطة يمكن أن تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية فى معالجة قضية فلسطين علماً بأنه وجد رفضا من كافة المؤسسات الدولية. والقرار كذلك يمثل إمتداداً طبيعياً لمحاولة فرض سياسة الأمر الواقع التى تتطلب ضرورة إنجاز الإعتراف بوجود دولة الكيان الصهيوني في المنطقة، ليس ذلك فحسب؛ بل العمل على إيجاد وسائل تفرض هذا المقبولية من قبل المجتمع العربي.

۞ لكن ثمة من يقول بأن ظروفا موضوعية للعرب هي التي سهلت من إصدار القرار الترامبي؟

نعم ذلك مؤكد ولكن يجب أن نفصل تماماً بين الواقع العربي الشعبي والواقع الرسمي وبعدها يمكن القول أن حالة الوهن الرسمي التي ضربت الحكومات العربية وابتعادها عما يطلبه الشعب العربي والإنقسامات الحادة في الخليج الآن، كانت دوافع كبيرة للرئيس الأمريكي من أجل إتخاذ قراره وبالطبع لم تكن حالة الإنشقاقات داخل الجسم المقاوم الفلسطيني بعيدة عن هذا الأمر ونجح البيت الأبيض في توظيف حالة الوهن هذه في إتخاذ قراره وبالتالي خالطه يقين خاطئ بأنه يمكن أن يعبر للأمام ويخدم المصالح الأمريكية في المنطقة ولكن هيهات.

۞ بحسب ما يرى كثيرون فإن فلسطين لم تعد هي قضية العرب المحورية ؟

بالعكس تماماً فإن القرار وردود الفعل الرافضة له أكدت أن القضية الفلسطينية ليست هي قضية العرب المحورية بل هى قضية العالم وردة الفعل الشعبية الرافضة له تؤكد على أنه رغم المشكلات المتراكمة في المنطقة العربية لكن الأمر لم يمنع الاهتمام بالقضية ويمكن القول بأن ردة الفعل الشعبية على القرار بالسودان تشبه لحد كبير ما جرى فى قمة اللاءات الثلاث وأكد أيضاً على أن المحاولات المتكررة من المؤسسات الرسمية فى إبعاد وكتم الصوت الشعبي انتهت إلى الخسران المبين وهى أمور تؤكد على رفض تجدد ما حدث في العراق فى منطقة أخرى بالوطن العربي وعبر الفاعل نفسه.

۞ بدأت الدعوة للقومية العربية كأنها تغريد خارج السرب ؟

إن كان الأمر كذلك لجاز لنا القول بأن الممارسات التي تمت بإسم الإسلام من جماعات بعينها تجعل من التبشير به مستقبلاً تغريد خارج السرب بل بالعكس ما يحدث الآن يجعل من الدعوة للتوحد تحت راية القومية العربية مطلوب الراهن وبشدة.

۞ لكنكم كقوميين سودانيين تبدون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين ؟

البعض يقول إننا ( ملكيون أكثر من الملك ) ولهذا الأمر مبرراته، الإرتباط بالقضية الفلسطينية ينطلق أساساً من الجانب المرتبط بالبنية الداخلية فى السودان الذى يظل من أكثر الدول التي دفعت فاتورة الرغبة ( الصهيونية ) في التوسع وتحقيق تطلعاتها فى العمل على تجزئة البلاد العربية فنتيجة انفصال الجنوب كانت في الأساس تنفيذا لما يطلبه الكيان فهي دعمت بكل ما تملك خيار انفصال جنوب السودان وهو أمر لا يحتاج لتعليق أكثر من ذلك.

۞ كيف تنظرون لخطوات الجامعة العربية مؤخراً ؟

هذا الإعلان لا يرقى لتطلعات الشارع العربي من ناحية وللأسف هو فى داخله يتبنى إعترافاً مهيناً بدولة الكيان الصهيوني عند الحديث عن مشروعية الدولتين. الجامعة العربية تجاوزت نظرية الكيل بمكيالين في ما يتعلق بالقرارات الأممية وعجزها عن فرض القرارات على الجانب الصهيوني. الجامعة العربية هنا تتناسى حتى قرارات قممها التى جعلت من منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً للشعب الفلسطيني على طريق تحرير فلسطين عربية من النهر إلى البحر وتتناسى كذلك مواقف مكوناتها لمواجهة تلميح أمريكي سابق بنقل السفارة فى السبعينيات والذى إنتهي بالتراجع عنه حين أستخدم الملك خالد والرئيس صدام حسين ورقة النفط مما أدى إلى تراجع الجانب الأمريكي عما ينوي القيام به.. الجامعة الآن تفتقد لبوصلة تحركها في الإتجاه الصحيح.

۞ وماذا عن إعلان الحكومة السودانية عبر الخارجية والبرلمان رفض القرار؟

في الجانب الأول فإن القرار صحيح ويتطابق مع الرؤية السودانية في القضية الفلسطينية وهو أمر إيجابي للحد البعيد لكن للأسف غير كاف ويحتوي أيضاً في داخله على تناقضات هي جزء من تناقضات السلطة الحاكمة فوزير الخارجية إبراهيم غندور كان قد لمح فى وقت سابق بإمكانية النظر فى إحتمال إقامة علاقة مع دولة الكيان بل إن نائب رئيس الوزراء مبارك الفاضل دعا صراحة للتطبيع مع إسرائيل ذات مقابلة تلفزيونية، المهم في الأمر أن مقاومة التطبيع تتناقض مع حالة وجود الوفود الأمريكية فى السودان فمقاومة إسرائيل تتطلب بالضرورة إتخاذ موقف من حالة الوجود الأمريكي فى الأراضي السودانية عبر أفعال حقيقية وليس أقوالا وبيانات.

۞ هل بإمكانكم خلق حالة من التناسق فى مواقف المقاومة مع المجموعات الإسلامية للقرار الأمريكي ؟

لا أحد يمكنه رفض خلق حالة من التماسك فى إنجاز مشروع مقاوم للقرارات الأمريكية في المنطقة وبالطبع القرارات الصهيونية وفي البال أن الهدف واحد لكن في المقابل فإن الأمر يتطلب إجابة على سؤال: هل يمثل الإسلاميون طرفا رئيسا في النضال ضد المشروع الصهيو أمريكي؟

المهم في الأمر أن مقاومة التطبيع تتناقض مع حالة وجود الوفود الأمريكية فى السودان فمقاومة إسرائيل تتطلب بالضرورة اتخاذ موقف من حالة الوجود الأمريكي فى الأراضي السودانية عبر أفعال حقيقية وليس أقوالا وبيانات.





الخميس ٢٥ ربيع الاول ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / كانون الاول / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حزب البعث العربي الاشتراكي ( الاصل ) نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة