شبكة ذي قار
عـاجـل










الفعل الإيراني الخبيث الذي استدرج الراحل الشهيد علي عبد الله صالح لفخ السيطرة على صنعاء العاصمة ومعسكراتها ومخازن أسلحتها وكسب ولاءات بعض وجهاء قبائلها .. كان لهذا الفعل ردود أفعال في شكل ترددات أخذت تتسع لتصل إلى مستوى عالٍ من القوة والتأثير برحيل صالح الذي وحد اليمنيين ، مدنيين وعسكريين ، وبوحدتهم سيتم الإطباق على صنعاء العاصمة وتطهيرها من نغول إيران بكل الوسائل الممكنة والمتاحة ومهما غلت التضحيات .. لأن الوطن يستأهل تضحيات الحرية والاستقلال الوطني ، كما هي الكرامة الوطنية التي لا تقبل المساومة .

التخطيط الإيراني لهذا الفعل لم يكن وليد اليوم أو البارحة أو العقد الذي انصرم ، إنما امتد إلى عام 1979 وهو عام مجيئ الـ( خميني ) وفصله الطائفي والعنصري ، والذي هو التطبيق العملي للتخطيط الأمريكي القاضي بـ( إيقاظ الأصوليات الدينية والأثنية ) ، الذي تبناه وشرعنه مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق " زبيغنيو بريجنسكي " .

الإيرانيون يعملون على الأرض اليمنية القومية الأصيلة ، يحوكون شبكاتهم الطائفية بطريقة غسل الأدمغة مع استثمار الفقر والجهل قاعدة أساسية للتجنيد الإرهابي .. فالحوثيون عرب وقبائلهم معروفة ، عمل الإيرانيون على قلب ولاء بعضهم ، من الولاء القومي إلى الولاء المذهبي لكي يبيع المواطن اليمني وطنه للإيرانيين ولم يدفع عنهم الفقر مقابل الهوية القومية العربية والكرامة الإنسانية .

رحل صالح شهيدًا بقرار إيراني لأنه أدرك الرجل أن التحالف مع الحوثيين الإيرانيين لا مستقبل له ، وأن الهوية هي أسمى وأكثر ضمانًا من المذهبية .. الهوية هي الوطن ، هي الموروث الحضاري ، هي العادات والتقاليد العريقة ، هي الانتماء بكل تفاصيله الدقيقة .. أما المذهبية في شكلها العام فهي جزء من الدين ولا تمثل الدين كله ولن تكون بديلاً عنه بأي حال .. والدين هو بين الله سبحانه وعبده ولا علاقة له بالسياسة .. السياسة لها وظائف وموجبات والدين له وظائف وموجبات .. الإيرانيون يخلطون بين السياسة والمذهب لأغراض أهداف الدولة الفارسية .. فكيف يمكن أن يبيع المواطن القومي هويته وعلى حساب دينه الحنيف لصالح دولة أجنبية ، إيران ؟! .

القاعدة هنا لا تستقيم أبدًا .. العربي يظل عربيًا ولن يتحول إلى فارسي ، لأن العروبة هويته ووطنه .. وأن فرسنة العربي من خلال التشيع الفارسي ، وخاصة في اليمن ، إنتحار سياسي فارسي حتى لو تمكن الحوثيون من صنعاء العاصمة فهي لا تعدو نقطة في بحر عربي هائج ومتلاطم الأمواج .. فكيف تستقيم الأمور أمام الصفوي اللعين أن يعكر صفو النقاوة العربية في قلب العروبة اليمن ؟! .

التقيت صدفة بعدد من المواطنين اليمنيين في مكتب عقار في مدينة إسطنبول وأنا قادم من أوربا ، في الفترة التي كان فيها الحوثيون يزحفون من صعدة نحو العاصمة صنعاء وهم يستولون على أسلحة المعسكرات ويزحفون للإستيلاء بقوة السلاح على مؤسسات الحكومة ودوائرها وطرقها وشوارعها ومقرات أحزابها .. قال صاحب المكتب وهو عربي سوري : الأخ إلى جواركم من العراق .. فتقدم كبيرهم لمصافحتى قائلاً ( لا تؤاخذني ، أود أن أعرف أنت من عراق صدام أم عراق ما بعد عام 2003 ؟ ) ، ابتسمت وقلت له والأخرون يسمعون ، أنا من عراق القائد الشهيد صدام حسين .. فتقدم وقبلني .. ها نحن لاجئون هنا ، جئنا نفتش عن ملاذ آمن لنا ولعوائلنا ، إنهم يقتلون وينهبون ولا أحد يقف بوجوههم .. قلت له : ماذا بشأن قبيلة حاشد وقبيلة هايل والقبائل العربية الأخرى ؟ ، قال : إنها في حالة صدمة ، وإن الحوثيين يتوسعون ويزحفون نحو المطارات والموانئ ويسيطرون على مراكز صنع القرار ويبثون الخوف والهلع بين أبناء الشعب اليمني .. أحدهم وهو صحفي يمني عرفني بمهنته ، وتساءل ، كيف ترى الأمور أستاذ هل ستبتلع إيران اليمن أم أنه عصي عليهم ؟! .

أجبته : يا أخي ، أن اليمن كما يعرفه الجميع بلد عربي هو منبع العروبة ومن الصعب الحديث عن قدرة إيران الصفوية على ابتلاعه ، إنه عصي عليها وأن الوجود الفارسي من خلال الحوثيين هو وجود مؤقت ومشروط بوحدة الموقف الوطني والقومي للقوى اليمنية الأصيلة .. ولن يقبل الشعب اليمني بمهزلة الحوثيين وهم مقادون من لدن الحرس الإيراني والخبراء العسكريون الإيرانيون حيث تعمل السفارة الإيرانية وملحقاتها من أجل تمزيق النسيج الاجتماعي لليمنيين وتدمير الدولة اليمنية وجعلها ضيعة إيرانية تابعة .. هذا لن يحصل أبدًا ولن تستمر الحالة الراهنة طويلاً .. فالشعب اليمني شعب مُوَحدْ لا يرتضي التقسيم الجغرافي ولا يرتضي التمزق المذهبي ولا يتعامل بالأكثرية والأقلية ، له معاييره في التعامل مبنية على قاعدة الحكمة ( لا ضرر ولا ضرار ) !! .

رحل صالح شهيدًا ، فتوحد اليمنيون وانعزل الحوثيون في بؤر لن يستطيعوا حمايتها .. فقد تصاعد الموقف العسكري بصورة ملفتة حيث حقق الوطنيون والقوميون اليمنيون مكاسب كبيرة اتسعت وشملت ( شبوه وصعدة وسبأ والجوف وحجه والحديدة ، وقبلها عدن ، والبوابة الشرقية للعاصمة صنعاء ، فضلاً عن الحصار البحري والجوي الذي يمنع إيران من إمدادات السلاح للحوثيين بقيادة الحرس الإيراني وعناصر حزب الله اللبناني في اليمن ) .. الأمر الذي بات فيه الحوثيين محاصرين مذعورون يستنفرون كل شيء من أجل البقاء خدمة لأسيادهم الفرس الصفويين .

خسر الإيرانيون مواقعهم في اليمن .. وخسارتهم كبيرة ، ولم يتبق لديهم سوى النفير والاحتماء بالمدنيين كدروع بشرية شأنهم في ذلك شأن ( داعش ) ، والمشتركات بينهما كثيرة تقع في مقدمتها القتل والتصفيات الجسدية والتمثيل بجثث القتلى وحرق البيوت ونسفها بعد نهبها .

اليمنيون عرب أقحاح ليس من ثوبهم وثنيات طائفية وصنميات إثنية لا يقبلون الضيم ولا يهادنون ولا يساومون على الكرامة والحق والحقوق أبدًا .. فهم منتصرون ، وانتصارهم يقوم على الوحدة اليمنية أرضًا وشعبًا وقاعدة الحكمة ، لا ضرر ولا ضرار !! .





السبت ٥ ربيع الثاني ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / كانون الاول / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الدكتور أبو الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة