المقدمة
في تشرين 1952 قام الشعب العراقي بانتفاضته ضد النظام الملكي وتعرضت هذه الانتفاضة للانتكاسة. . إلا ان الشعب اعاد انتفاضته في عام 1956 ضد الحكم الملكي والبريطاني وذلك ردا وانتصارا للشعب المصري الذي كان يتصدى للعدوان الثلاثي وتعرضت كذلك الثورة للانتكاسة مرة اخرى ....وفي 14 تموز .. عام نجح الشعب عن طريق قواته المسلحة في اسقاط النظام الملكي واعلان الجمهورية وكان هذا اول نجاح لكفاح الشعب العراقي لإعلان الجمهورية ••• الا ان سرعان ما انحرف بالثورة المدعو عبد الكريم قاسم عن اهدافها التحررية والقومية .ولم يهدأ الشعب أو يستيكن حتى نجح بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي في اسقاط النظام العارفي في ثورة 17_30 تموز واقامة حكم الحزب .
ثورة 17 - 30 تموز
بعد سقوط ثورة 8 شباط ( 14رمضان
) في تشرين الثاني 1963 بدأت قيادة الحزب تعد العدة لقيام ثورة ضد الحكم
العارفي رغم تعرض مناضلي الحزب وكوادره وقيادته للملاحقة والتعذيب والاعتقال
وامتلأت السجون بالمعتقلين وتدلت عشرات الاجساد الطاهرة على المشانق واعمدة النور
وعلى امتداد تراب العراق
ولم تثني هذه الظروف البعثين من اعادة تنظيم الحزب وهيكلته وبناء ه من جديد و برز في المقدمة اسم الرفيق صدام حسين مع العديد من اعضاء القيادة الشابة . حيث تولت هذه القيادة جمع من كوادر الحزب والاتصال بهم واعادة تنظيمهم بعد ان فرقتهم حملة القمع الشرسة من قبل نظام الردة .. ان بروز الرفيق صدام حسين كقائد عظيم في ظروف المحنه التي عاشها الحزب لما يتمتع به من حكمه وشجاعة واخلاق عالية وفكر مبدع ومتحلي بالصبر اهلته للعب الدور الاول في قيادة نضال الحزب وقيام الثورة , فعندما كان صدام حسين طالبا في الإعدادية وحديث العهد بمدينة بغداد استقبل بفرح كبير وسعادة ورضى تكليف الحزب الاول له سنة 1959 باغتيال عبدالكريم قاسم في شارع الرشيد .. وتم تنفيذ هذه المهمة وبشجاعة نادرة واصيب صدام حسين برصاصة في رجله ونجح بالهرب الى سوريا ومنها الى مصر بعد ان اجتاز مخاطر هذه الرحلة الشاقة وبقي هناك الى ان قامت ثورة 1963 وعمل بعد عودته في مكتب الفلاحين وشارك في مؤتمر الحزب الخامس حيث تجلت صراحة صدام حسين في المواجهة الصريحة والجريئة بلا مجاملة على حساب المبادئ ولا يسكت عن الخطأ حتى اثار اعجاب كل البعثين بأطروحاته ومواجهته المباشرة لكل خطأ وانحراف ان وجد .. وعندما سقطت ثورة 14 رمضان تعرض الحزب الى حملة اعتقالات واسعة ولعدد كبير من البعثين وفي هذا الظرف تحرك الرفيق صدام حسين وبذل جهود جباره لتنظيم الحزب ..وتسلل الرفيق صدام حسين الى سوريا حيث كان يعقد مؤتمر الحزب في دمشق وابلغ القيادة القومية بحقيقة الاوضاع في العراق ثم عاد الى العراق وظل متخفيا عن الانظار وتم تشكيل التنظيم العسكري وتولى قيادته بنفسه واعادة استكمال بناء الحزب تنظيميا وعلى اسس جديدة متينة وتم الاعداد للثورة والاطاحة بالنظام العارفي ووضعت الخطة وتم التنسيق مع الرفاق من الضباط البعثين داخل القصر الجمهوري بحيث تسهل مهمة دخول القصر للسيطرة عليه من الداخل وبنفس وحدات القصر ويجبرون عبدالرحمن عارف على الاستسلام وعلى ان يقوم جهاز الحزب ومنظماته بشل حركة القوى المعادية واعتقال بعضها وكذلك السيطرة على اي قطاعات عسكرية وبمعاونة من الضباط البعثيين ومنعها من التحرك..
وفي 4/9/1964 وقع مالم يكن بالحسبان حيث انكشفت شحنة اسلحة مرسلة لأحد الأوكار مما أدى الى حملة اعتقالات واسعة للبعثيين من قبل السلطة شملت الكثير من قيادات الحزب العسكرية والمدنية بما فيهم الرفيق صدام حسين .
وقد حاول الرفيق صدام حسين ورفاقه الهرب عدة مرات وانكشفت العملية مما ادى الى
نقلهم الى السجن رقم 1
وفي 24 تموز 1966 نجحت عملية الهرب من السجن وهم عائدون من المحكمة حيث تم اقناع
الحراس بتناول الطعام في احدى المطاعم وكان له بابان خرج الرفيق صدام حسين واخر معه
من الباب الخلفي للمطعم وبقي ثالثهم يشاغل الحراس لتسهيل هروب رفاقه...
وبوقت قصير تم اعادة ترتيب اوضاع الحزب واعداد العدة مرة اخرى للثورة مستفيدين من دروس الماضي السابقة التي فشلت وتم الإعداد بشكل دقيق وبدأوا في تجميع الاسلحة وكذلك الملابس العسكرية وتم تجميع الرفاق في اربعة اوكار لاستلام الاسلحة والملابس العسكرية اضافه الى اجتماع افراد التنظيم الخاص في مقهى وهم من التنظيم العسكري ..
وبينما الرفاق منهمكين في وضع اللمسات النهائية لتنفيذ الثورة اذ بمندوب من عبدالرزاق النايف مدير الاستخبارات للنظام يقدم عرض المشاركة بالثورة وكان ذلك صدمه قوية للفريق المنفذ للثورة وللحزب ونظرا لكون الشخص مشبوه بارتباطاته الدولية فما كان امام قيادة الثورة الا الموافقة على ان يترك امره للرفيق صدام حسين لاتخاذ ما يلزم معه , وعندما حانت ساعة الصفر تحرك الرفاق بشاحنتين الى القصر وفي الطريق اعترض طريقهم شرطي يركب دراجة هوائية فما كان من الرفاق الا ان حملوه هو ودراجته على احدى الشاحنات وعندما قال الشرطي الى اين ستأخذونني اجابه صدام حسين اننا سنهجم على القصر الجمهوري وانت ستكون معنا ثائرا او ستموت معنا , وفي القصر كان هناك احد الرفاق من كتيبة الدبابات حيث رتب عملية دخول الشاحنتين للقصر وبسرعة انتشر الرفاق العسكريين الى الدبابات واخذوا يحركون الدبابات الواحدة تلو الاخرى وعندما سمع الجنود بالقصر صوت الدبابات خرجوا فوجدوا الدبابات امامهم وصوت ينادي عليهم تجمع تجمع وبعد تجمعهم اقتيدوا الى احدى قاعات القصر بحراسة بعض الرفاق ..
وفي هذه الأثناء شاهد الرفيق صدام حسين احد الجنود يزحف نحوهم ويحل رشاش فناداه واخذ منه الرشاش وطلب منه قيادة الدبابة بعد ان اقنعه ان هناك انقلاب على عبدالرحمن عارف وانهم ذاهبون للقضاء على هذه المحاولة ونظرا لان الرفيق صدام حسين لايجيد استخدام رشاش الدبابة فقال للجندي انا ضابط مشاة فهل تشرح لي عملية استخدام الرشاش فشرح له الجندي كيفية الاستخدام ..وتحركت الدبابات الى باب القصر واتصلوا بعارف طالبين منه الاستسلام فرفض في بادئ الأمر وعندما بدأ اطلاق النار استسلم على ان يحفظوا له حياته , وبذلك نفذت الصفحة الاولى من الثورة في 17 تموز ..
وبعد انتقال كادر الحزب وقيادته الى القصر الجمهوري بقيت مشكلة النايف معلقة بيد الرفيق صدام حسين الذي يعرف انه بعلاقاته ووجود اتباعه في القصر ممكن ان يخطط للإنقلاب على الحزب ويصفيه ولذلك وضع الرفيق صدام حسين الخطة للتخلص منه والجيب العميل وماهي الا ثلاثة عشر يوم حتى دخل الرفيق صدام حسين مكتب النايف وسحب مسدسه ووجهه عليه و محذره من اي حركه لأنه سوف ينهي حياته ووجه كلامه للنائف بهذه النبرة الصارمة عرض عليه مغادرة العراق وحفظ حياته وبالفعل تم نقله الى مطار الرشيد ونقلته طائرة الى فرنسا وبذلك استكملت الثورة وتم التخلص من الجيب العميل في 30 تموز 1968 م
وكانت ثورة 17_30 تموز
ثورة مجيدة وضع لها الرفيق الرئيس احمد حسن البكر والرفيق الرئيس صدام حسين رحمة
الله عليهما كل قدراتهما الفكرية والذهنية والقيادية وبمعاونة رفاقهم بالحزب حتى
كتب لهذه الثورة النصر المبين لتكوين دولة الحزب .. حزب البعث العربي الاشتراكي ..
يتبع
