شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد تحرير العراق والشام والمغرب العربي ، واحتكاك العرب بالقوتين الرئيسيتين آنذاك .الامبراطورية الساسانية والامبراطورية البيزنطية ،ولاعتبارات تتعلق بالدور الحضاري والانساني للامة العربية وضرورات السلام الاسلامي والامن اضطر العرب الى الخروج والتمدد خارج حدودهم مع انهم لم يكونوا راغبين بذلك ولكن الرسالة التي القيت على اعناقهم وكلفوا بإ يصا لها الى العالم ممثلة بالرسالة السماوية (( الاسلام )) **

وهذا ما نفهمه من الحوار الذي جرى بين الخليفة عمر بن الخطاب وقادة المسلمين عندما قال الخليفة رضي الله عنه (( ليت الله جعل بيننا وبين فارس جبلا من نار )) .

وهذا ينم على بعد نظر ناتجه عن خبره ومعرفه بنفسيات الشعوب المجاورة واطماعهم فيما جاورهم من دول وبلدان واستباحهم للمحرمات والتآمر عليهم لنهب خيراتهم وممتلكاتهم .من جهة ومن جهة اخرى دلاله قاطعة على اكتفاء العرب بتحرير العراق والشام ومصر وبلاد المغرب العربي وفي اطار حدودهم الجغرافية والحضارية ▪ ▪ ▪ لقد حمل العرب معهم رسالة الاسلام التي جاءت بالحرية والمساوات والعدل وتحقيق الامن العالمي وبفرص متكافئة للعمل والتملك وقد ساهمت عوامل متعددة في تحديد مواقف الاقوام التي كانت تنضوي تحت اطار الامبراطوريات القائمة آنذاك في دخولهم الاسلام .وفيما يخص الفرس المجوس بالذات اتسم دخولهم الاسلام بسمة الاضطرار وضيق الحيلة فقد استمروا يراهنون في امكانية ايقاف تقدم العرب عند المواجهة رغم الهزائم الكثيرة التي منيوا بها وبعد انهيار اخر خطوطهم في معركة نهاوند وانقطاع املهم بعدم قدرتهم على المواجهة لذلك توافدوا الى مؤتمر (( الموبدان )) الذي اقنعهم {{بضرورة الدخول في الاسلام على ان يكون لهم شان فيما بعد .}}

وهذه اشاره الى التآمر على الاسلام من الداخل من قبل الفرس وان اسلام الكثير منهم كان اضطراريا • ولا نعني بذلك كل الفرس بل ان هناك من اسلم عن اقتناع تام وعن ايمان لما وجدوه في الاسلام وحكم العرب فرصه لصالحهم .الا ان القوى التي لازالت مرتبطة بالمجوسية الفارسية القديمة قامت باستقطاب مجموعات وجماعات فارسية باختلاف مستوياتهم لكي تقوم بالمساهمة في النشاط المعادي للامة العربية وللإسلام فمنهم تجار وكتاب ووزراء وامراء ومثقفين واميين• وقد عرف هولا ء ونشاطهم بالحركة الشعوبية ▪▪▪▪▪

《معنى الحركة الشعوبية》 هي حركة شعوب غير عربية سعت للنيل من الأمة العربية وحضارتها ودولتها بصراع ثقافي وحضاري وديني وتاريخي●
اذن هي حركة عنصرية موجهة للامة العربية وحضارتها وثقافتها وللإسلام كونه حاضنة ديمومة الأمة وبقائها .

《 ظهور الحركة الشعوبية 》 ظهرت الحركة الشعوبية اواخر العهد الاموي وظهرت بشكل واسع في العهد العباسي الاول . بعد معاصرتهم للدولة الاموية والعباسية اكتسب العديد منهم الخبرات والمعرفة بعملهم بالدولة الاموية والعباسية ومعاصرتهم للحضارة العربية .

ابتدأت الحركة الشعوبية بحركة الغلاة والخرمية في اواخر العهد الاموي ،والغلاة فرق كثيرة ترجع اصولها الى المزدكية والزرادشتية والمانوية وهي ديانات ايرانية قديمة استمرت ساكنة في الاسلام غير انها ظهرت فيما بعد وظهرة المانوية باسم الزندقة وظهرت المزدكية في شكل الخرمية وتم تبني هذه الحركات مجموعة من الكتاب الذين اهتموا بتأليف الكتب والترجمة عن الفرس واستخدموا الشعر لتحقيق اغراضهم........

اما في العصر العباسي فقد اضافوا الى نشاطهم التمرد العسكري والمجابهة الفكرية وبصورة علنية حيث اعيد ممارسة الحركات الدينية في ايران وخاصة الخرمية والمانوية والزرادشتية وتم الجمع بين الدين والسياسة مثل حركة ( بها فريد ) عام 132هجرية وحركة ( استاذ شيز ) عام 150 هجرية حيث حاولتا تجديد الزرادشتية كما قامت حركة الخرمية في ايران بالتمرد المسلح مرتكزة على افكار مزد ك في الحقل الاجتماعي. وظهرت حركات اسحق الترك والمقنع اللتين قاما بنقل الامامة من ابي جعفر المنصور الى ابي مسلم الخرساني ● وقد تم تبادل الادوار في الحركة الشعوبية حسب الخبرات والظروف وطبيعتها وطبيعة الموقع الذي يحتله اصحاب الادوار في شكل التكيف المطلوب لتمرير الاهداف .فالوزراء والاشراف الفرس مثل البرامكة ، وال سهل ،وبنو طاهر بن الحسين ،والافشين اظهروا تقريب الفرس في الادارة الى حد كبير بهدف خلق قيادات متتابعة من الفرس حتى يتم اطالة امد السيطرة على المواقع خصوصا مواقع الوزراء والحجاب وحراسات القصور وغيرهم مستغلين ذلك في توسيع قاعدة المثقفين والكتاب الفرس لإشاعة الثقافة الفارسية وعلى نطاق واسع مع اعطاء هولا الكتاب والمثقفين فرص الوظائف المختلفة في الادارة والدواوين حتى يتغلغلوا في مفاصل الدولة المختلفة لتسهيل اهدافهم . ...... ........ وعندما نجح ال سهيل في حسم الصراع بين الامين والمأمون اقنعوا المأمون في البقاء في مرو حتى يتخذوها قاعدة لهم لمنافسة بغداد مركز الثقافة العربية . اما الكتاب والادباء فقد نشطوا في مجالات مختلفة دون ان يغفلوا هدفهم الاساسي وهو نشر التراث الفارسي القديم ومهاجمة التراث العربي متناسين ان التراث الفارسي القديم هو مقتبس من حضارات وادي الرافدين .وقاموا بتطبيع مراسيم الادارة بطابع ايراني وقاموا بنسب الكثير من الادب والتاريخ والتقاليد والمثل العربية الى الفرس اصافة الى مجاهد تهم في ان يثبتوا للعالم ان الساسانية هي اساس التقدم البشري وان العرب ليس لهم دور في ذلك بل عملوا على الحط من شان العرب وطعنوا في الانساب العربية وهاجموا الحضارة العربية القديمة قبل الاسلام من اجل حصر الحضارة العربية فقط فيما بعد الاسلام . ....... ....... بل عندما اعتقدوا انهم حققوا اغراضهم لجأوا الى التأويل في تفسير القران والنصوص الدينية الاسلامية متظاهرين بالحكمة والعقل ومهاجمين التوحيد .. وكما قلنا ان الحركة الشعوبية قد توزعت الادوار بين مهاجمة العروبة وبين مهاجمة الاسلام فالزندقة جمعت بين الهجوم على العروبة والاسلام معا لانهم اعتبروا العروبة والاسلام شيئا واحدا لان العرب هم من حملوا راية الاسلام وبلغوا به لينشروه والعرب هم من فتحوا الفتوحات بما فيها للاد فارس ودمروا المجوسية .كما هاجموا الدور الانساني للعرب الذي يتمثل بالإسلام وهو الركيزة الثقافية العربية ممثلا بلغة الاسلام والذي جعلها تحتل مكانة بارزة لأنها لغة العبادة (( الصلاة )) ومن اجل ذلك افتوا بجواز الصلاة باللغة الفارسية من اجل قطع العلاقة ما بين العرب والمسلمين •

|||| لماذا استهدفت الشعوبية العراق |||||||||||||>>>| ؟؟؟؟

لأنه يمثل نقطة التقاء للعرب جميعا فهو الوادي الخصيب المتواصل مع بلاد العرب بشريا وحضاريا وتاريخيا . وهو الممر الذي يمر عبره الفرس الى بلاد العرب ويمثل البوابة الشرقية للامة العربية وهو القاعدة الجهادية التي انطلقت منها الجيوش العربية التي انطلقت شرقا حتى وصلت الى حدود الصين.كما انه يقع على طرف المواصلات الرئيسية بين الشرق والغرب برا وبحرا ولذلك ليس بقريب ان نجد العراق هو الخندق الامامي المواجه للشعوبية وعلى مدي العصور القديمة والحديثة حيث كان للعراق دورا في استئصال الحركة الشعوبية ولعب دورا في كتابة تاريخ العرب القديم والتاريخ الاسلامي ونشط الحركة الثقافية العربية والمؤرخون العرب بكتابة التاريخ والشعر والادب وتم تدوين الشعر العربي القديم والنثر العربي ويظهرون مراميه الاجتماعية وفنونه ونشط اللغويون بجمع المفردات اللغوية حتى صارت بغداد منارة التاريخ واللغة والفقه في الوطن العربي ونجح كتاب الامة وفلاسفتها في ابراز نشاءة الامه وتكونها كيف بدأت واظهروا كيف تجددت الامه في الاسلام الذي ارسى للفكرة العربية ومفهوم الامة العربية مستندة الى مقومات اللغة والثقافة من اخلاق وسجايا .وبذلك انحسر الشعوبيون ولم يستطيعوا الصمود بل انهم راحوا يبحثوا عن عصريتهم بإيجاد نسب لهم مشترك مع اليهود عندما نسبوا انفسهم الى (( ساره )) ونفوا ان يكونوا من نسب هاجر ... وهذا يظهر العلاقة التآ مرية للفرس واليهود معا على الأمة العربية من قديم الزمن ▪





الجمعة ١١ ربيع الثاني ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / كانون الاول / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب م . عبده سيف نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة