شبكة ذي قار
عـاجـل










أيها الرفاق والرفيقات
أيها الأخوة والأصدقاء والحضور الكريم ،

جئنا إلى طرابلس، طرابلس الفيحاء، طرابلس العروبة، طرابلس الشهداء، طرابلس المناضلين، طرابلس عبد المجيد الرافعي .

جئنا إلى هنا، لنحي مناسبة تعددت عناوينها وتمحورت حول قضية واحدة، قضية الأمة العربية وحقها في الحياة الحرة الكريمة والتحرر من كل أشكال الاستلاب القومي والاجتماعي .

قبل ثلاثة وخمسين عاماً، انطلقت ثورة الأمة في فلسطين، وقبل ثلاثة وأربعين عاماً، سطرّت ملحمة على حدود فلسطين في معركة الطيبة واستشهد فيها ثلاثة مناضلين أبناء شرف الدين الأب وإبنيه.

قبل أحد عشر عاماً، عاشت الأمة العربية لحظة استشهاد قائد البعث والعراق الشهيد صدام حسين واليوم تعيش الأمة العربية لحظة انطلاق الحراك الجماهيري في داخل فلسطين وخارجها انتصاراً للقدس بكل ما ينطوي عليه واقعها وتاريخها من دلالات تاريخية ومعانٍ قيمية .

نلتقي وإياكم في هذه المناسبة التي تتجمع فيها عناوين نضالية، لنقول للقاصي والداني، بأن هذه الأمة التي أفصحت عن نفسها في ثورة فلسطين وثورة البعث والناصرية، وثورة الجزائر واليمن،واليوم في الأحواز هي أمة حية تنبض بالحياة وهي موجودة حيث يحمل أبناؤها السلاح.

إن الأمة التي تثبت وجودها على أرض فلسطين من خلال الثورة المستمرة المعبر عنها بالانتفاضة الجماهيرية بكل جولاتها، أثبتت وجودها في العراق العظيم، العراق الذي قدم لأمته ولشعبه تجربة رائدة في التقدم والبناء والتنمية الإنسانية الشاملة كما النموذج القومي الثوري في تصديه للعدوان والغزو ومقاومته للاحتلال، ومعه استطاعت مقاومته بكل الظروف الصعبة التي أحاطت بها أن تطرد الاحتلال الأميركي وتجعله يدفع غالياً ً ثمن عدوانه.

هذا العراق الذي قدم عشرات الوف الشهداء وعلى رأسهم الشهيد القائد صدام حسين وكوكبه المناضلين القياديين، لم ير في طرد المحتل الأميركي، تحريراً ناجزاً لترابه الوطني، وإلا إعادة لبناء سياسي وطني يعيد الاعتبار له ولدوره وطنياً وقومياً. لأنه ما زال يواجه الاحتلال الإيراني وتغوله بكل مفاصل الحياة العراقية، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية. وهذه المواجهة والمقاومة سوف تستمران إلى أن يتحرر العراق كلياً من رجس هذين الاحتلاليين وما بينهما وما على جوانبها.

إن العراق الذي كان على مدى التاريخ حامياً للبوابة الشرقية للوطن العربي من الاختراقات المعادية وخاصة المشروع الفارسي الصفوي، بقي يحمل هذه الراية لأن هذا هو قدره وهذا هو ديدن شعبه الذي ما بخل يوماً بتضحية دفاعاً عن كرامته، ودفاعاً عن أمته فالوطن كما يقول تشرتشل "هو شجرة طيبة لا تنمو إلا في تربة التضحيات ولا تسقى إلا بالعرق والدم ".

إن العراق الذي قدم رئيسه شهيداً، لم يٌختبر في مواجهة العدوان ومقاومة والاحتلال الذي تعرض له وحسب بل أختبر أيضاً في كل سياقات المواجهة المفتوحة مع العدو الصهيوني، عام 1948، 1967، 1973، 1982، وفي احتضانه للثورة الفلسطينية وتقديم الدعم المادي والمعنوي لها، ويوم انطلقت الثورة عام 1965، طًلب إلى كل البعثيين من قطر فلسطين أن ينخرطوا في صفوفها، ويوم انطلقت الانتفاضة في الداخل، تقاسم لقمة الغذاء وحبة الدواء و الحصار كان مفروضاً عليه وأدخل جماهير فلسطين ضمن تقديمات سلة الغذاء العراقية والوحدة التموينية.

وإذا كان العراق يستمر في نهجه المقاوم والثوري في ظل قيادته المناضلة وعلى رأسها الرفيق الأمين العام للحزب القائد الأعلى لجبهة الجهاد والتحرير المناضل عزة إبراهيم، فلأن العراق المتجذر بعروبته والمشبع بالقيم الوطنية لا يجد نفسه إلا في ساحات النضال الوطني والقومي دفاعاً عن قضايا الأمة.

أيها الرفاق،أيها الأخوة
في هذه المناسبة التي دخلت في تأريخ الحزب كيوم للشهيد البعثي في لبنان ،
و اعتدنا على إحيائها كواحدة من المناسبات الوطنية والقومية، نقول لكل الذين يتآمرون على هذه الأمة وكل الذين يناصبونها العداء على تعدد مشاربهم ومواقعهم، بأن أمة أنجبت صدام حسين، وكوكبة الشهداء القياديين وأنجبت عبد الناصر، وياسر عرفات وكوكبة شهداء ثورة فلسطين وأمة تستحضر في يومياتها مشهديات محمد الدرة وعهد التميمي وأطفال ونساء وشباب وشيوخ فلسطين هي أمة حية قادرة على الانبعاث المتجدد لتحقيق أهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية.

فالعراق الذي ظن الأعداء، أميركيون كانوا أوإيرانيون أو غيرهم. سيسلخ عن جلدته العربية خاب فألهم، والذين ظنوا أن تصفية رموزه القيادية وكفاءاته العلمية وكادراته العسكرية سيمكّن إفرازات الاحتلال من إفراغه من إرث تاريخه الوطني، خاب فألهم أيضاً، والذين ظنوا أن الميليشيات الطائفية على اختلاف تلاوينها المذهبية يمكنها أن تشوه الهوية الوطنية العراقية سيخيب فألها. فالعراق بتاريخه وما يمثّل لا يحكم من قوى الاحتلال ولامن افرازاتها وهي التي نفثت سمومها وبثت روح المذهبية في حياته المجتمعية .

هذا العراق لن يحكم إلا من أبنائه الذين رضعوا الوطنية من صدر العروبة وأثبتوا أن جيناتهم الوطنية الأصيلة هي أقوى من أية جينات أخرى يراد زرعها في جسم العراق .

و أن مقاومة العراق الوطنية التي فرضت على الاحتلال الأميركي تغيير استراتيجية الوجود الدائم الطويل الأمد إلى الانسحاب السريع تحت جنح الظلام تفرض اليوم على الاحتلال الإيراني الارتداد على نفسه في أزمة حادة تجتاح الداخل الإيراني وها هي بوادر الانتفاضة الشعبية تتسع لتثبت أن هذا الذي يجري اليوم في عموم إيران إنما هو بجانب أساسي منه ارتداد للزلزال العربي وتداعياته.

أن العراق الذي انتصر في القادسية الثانية، لا يمكن أن تبتلعه ميليشيات سليماني وغيره، فأبناء العراق دمهم ليس ماءً، ولحمهم طعمه مر. وهذا المذاق المر لمن حاول ويحاول أن ينهش لحم العراق، هو مر أيضاً في فلسطين كما هو مر في لبنان والأحواز وكل أرض عربية تعرضت للاحتلال وخاض ويخوض أبناؤها مقاومة لطرد الاحتلال طال الزمن أم قصر.

ففلسطين تنتفض اليوم، انتصاراً للقدس، لكنيسة قيامتها، ولمسجدها الأقصى ولمسرى الرسوم الأكرم، وأن القرار الأميركي وأن بان أنه حرّك المياه الراكدة، إلا أن الانتفاضة هي استمرار لثورتها التي انطلقت لثلاثة وخمسين سنة خلت، وعليه فإن فلسطين لا يقرر مصيرها قرار ترامب ولا تصويت الكنيست الصهيوني، بل يقرر مصيرها أبناؤها لأن فلسطين وأن فرض عليها أمر واقع بالقوة المادية وقوة الاحتلال واختلال موازين القوة لمصلحة العدو، إلا أن الثابت التاريخي يبقى هو الأقوى.

ففلسطين بقدسها وكل حواضرها هي عربية بالتاريخ والجغرافيا، وعندما يلتحم التاريخ بالجغرافيا تنتصب الصخرة الصلبة التي تتكسر عليها كل موجات العدوان العاتية. ألم يكن العرب دون قوة الفرس المادية وانتصروا عليهم في القادسية الأولى، وألم يكونوا دون قوة الروم وانتصروا عليهم في اليرموك، وألم يكونوا دون قوة الحملات الصليبية وانتصروا عليها في حطين، وألم يكونوا دون القوة المادية للنظام الإيراني الحالي وانتصروا عليه في القادسية الثانية، وألم يكونوا دون قوة العدو الصهيوني، وانتصروا عليه في لبنان عندما حرروا أرضهم ومنعوه من تحقيق أهدافه.

لكن ونحن نعول على القدرات الكامنة في هذه الأمة، نقول أن مصير هذه الأمة لا يقرره النظام الرجعي العربي. فهذا النظام إذا فرضت الظروف مهادتنته في لحظة اشتداد المخاطر الخارجية على الأمن القومي العربي إلا أنه لا يمكن المراهنة عليه لأنه نظام يرتبط وجوده بواقع التجزئة، والتجزئة هي سبب ضعف الأمة .

وكما لا يمكن ولا يصح الرهان على النظام الرجعي العربي الذي يمارس التقية السياسية حيال قضايا الأمة وخاصة حيال قضيتي فلسطين والعراق، فإنه لا يمكن المراهنة على الاستقواء بقوى الإقليم، إيرانية كانت أم تركية ولا بالقوى الدولية. فهذه القوى لا تنظر إلى قضية فلسطين باعتبارها هموماً وطنية، بل تتعامل معها باعتبارها مجالاً للاستثمار السياسي. وهنا نقول أن تحرير فلسطين هو مشروع قومي عربي بامتياز، ومشروع استكمال تحرير العراق وإعادة توحيده هو مشروع قومي بامتياز وعليه فإن على القوى الحية والتحررية في هذه الأمة أن ترتقي في نضالها إلى المستوى الذي يؤكد حضورها ويفرض الدور العربي التحرري كدور فاعل في حماية مقومات الأمة وأمنها القومي.

في هذه المناسبة نقول، انتصروا لفلسطين وثورتها وانتفاضتها، انتصروا لقدسها، ولا تهادنوا ولا تستكينوا، فالعدوان طال الزمن أم قصر سيزول لأن "إسرائيل" هي دولة وظيفة، ووظيفتها تنتهي عندما تفقد مبرر وجودها وعندما يوازن الداعمون لها بين خسارة مصالحهم واستمرار دعمهم سيعيدون النظر في مواقفهم في ضوء مصالحهم وهنا نقول لأهلنا في فلسطين، أن أمتكم هي الحضن الدافئ لكم، ونناشد قوى الثورة أن توحد صفوفها وتفعل إمكاناتها على قاعدة برنامج وطني شامل يوظف كل الأشكال الكفاحية المتاحة في خدمة هدف التحرير.

في هذه المناسبة نقول انتصروا للعراق، لأن استعادة العراق لحريته ووحدته سيمد الأمة بطاقة نضالية وسيضع حداً لانكشاف الأمة ونقول انتصروا للأحواز ومقاومتها لأنها أرض عربية مغتصبة و نقول انتصروا للحلول السياسية للأزمات البنيوية التي عصفت بالعديد من الأقطار العربية، وعلى قاعدة حماية وحدة المكونات الوطنية، وحدة الأرض والشعب والمؤسسات، وخاصة المؤسسة العسكرية التي تعتبر المؤسسة الارتكازية الأهم في البنيان الوطني. وها قد رأت الأمة ما حل بالعراق عندما اتخذ المحتل الأميركي قراره الأول يحل الجيش العراقي الذي تصادف هذه الأيام الذكرى السابعة والتسعون لتأسيسه وإليه نوجه التحية ولا نرى عراقاً واعداً بدون جيش قوي يعاد تأسيسه على أساس عقيدته الوطنية والقومية.

ونقول انتصروا للبنان، لبنان الديموقراطي، لبنان حكم القانون والشفافية، وليس حكم المحاصصة الطائفية والفساد والهدر، لبنان الذي له ما له من حقوق قومية وعليه ما عليه من واجب قومي،مؤكدين أن قواه الشعبية والسياسية الوطنية لم تبخل يوماً في تضحياتها، وهو أول من أطلق نضالاً شعبياً مقاوماً ضد الاحتلال الصهيوني، وملحمة كفركلا والطيبة والعرقوب التي كان لطرابلس شرف المساهمة بتقديم طلائع الشهداء هناك الرفاق هوشر،و الترك و حمود، حيث على قاعدة هذا العمل تأسس وانطلق فعل مقاوم أثمر تحريراً.

إن لبنان الذي يقف على عتبة استحقاق سياسي مقبل، عنوانه الانتخابات النيابية، فإننا لا نرى في القانون الانتخابي الجديد والنافذ الذي ستنتظم العملية على أساسه ما يسمح بإنتاج سلطة سياسية يمكن المراهنة عليها في تحقيق إصلاح جدي في بنية النظام، لأن قانون الانتخابي النافذ شوّه مفهوم النسبية وأفسح المجال أمام إعادة النظام الطائفي لنفسه ولهذا يبقى الرهان على الحراك الشعبي كرقيب وحسيب على أداء السلطة خاصة إذا ما استمر تماديها في سياسة الهدر والتضييق على الحريات العامة وخاصة الإعلامية منها والتي نحن منحازون إليها.وليكن معلوماً لدى الجميع أننا وفي هذه المناسبة نعلن أن الحزب الذي يتعامل مع القانون باعتباره القانون النافذ لم يسم مرشحيه وهو ينبّه بشدة من استغلال اسمه في بورصة الترشيحات ممن لا علاقة لهم بالحزب .

في هذه المناسبة، عهدنا، أن نبقى على العهد، عهد الشهداء، والمقاومين والأسرى والمعتقلين والمناضلين، عهد الشهيد صدام حسين، وعهد المقاوم عزة إبراهيم، عهد الشهيد ياسر عرفات وأحمد ياسين وعهد أطفال فلسطين الدرة والتميمي، عهد القدس بكل رمزيتها، وعهد بغداد بكل تاريخها، وعهد دمشق التي ستعود لعروبتها الأصيلة، وعهد بيروت مدينة الصمود والمقاومة وأم الشرائع.

في هذه المناسبة نؤكد بأننا سنبقى على عهد الرفاق المناضلين من ميشيل عفلق إلى عبد المجيد الرافعي، ومن موسى شعيب وتحسين الأطرش وأبو علي حلاوي، وأبناء شرف الدين إلى كل الشهداء الذين سقطوا في مواجهة العدو الصهيوني.

عهد الانتصار للأمهات الثكالى والأطفال اليتامى الذين فقدوا معيليهم ودمرت بيوتهم وهجروا من أرضهم، وتعرضوا لأبشع أنواع الترهيب الديني والسياسي لكل هؤلاء نقول أن الأمة العربية، هي أمة نابضة بالحياة، وهي أمة قادرة على إثبات وجودها والدفاع عن نفسها ولو لم تكن أمة ذات رسالة خالدة لما تضافرت عليها قوى العدوان من الغرب والشرق الدولي كما الإقليمي، ولا خربت مجتمعاتها قوى التخريب والتدمير والتكفير التي عبثت بالأمن المجتمعي العربي.ولتكن هذه المناسبة،مناسبة استشهاد القائد صدام حسين وانطلاق الثورة الفلسطينية ويوم الشهيد البعثي،مناسبة يتجدد العهد فيها على مواصلة المسيرة النضالية لتحقيق أهداف أمتنا العربية في الوحدة والحرية والإشتراكية .

تحية لكم وتحية لطرابلس الوفية لمناضيلها وخاصة الرفيق الدكتور عبد المجيد الرافعي،
تحية لمن نحي ذكرى استشهاده الرفيق القائد صدام حسين، وتحية لثورة فلسطين ورمزها القائد أبو عمار
وتحية للمقاومة الوطنية العراقية والقائد الأعلى لجبهة الجهاد والتحرير الأمين العام للحزب الرفيق المناضل عزة إبراهيم ،
تحية لشهداء البعث والأمة العربية،
الحرية للأسرى والمعتقلين في سجون ومعتقلات العدو الصهيوني، وسجون ومعتقلات سلطة إفرازات الاحتلال في العراق،
الحرية لعهد التميمي ورفاقها،
الحرية للمناضل عبد الغني عبد الغفور ورفاقه،
عشتم، عاش العراق، عاشت فلسطين،عاش لبنان حراً عربياً ديمقراطياً،عاشت الأحواز حرّة عربية،
عاشت الأمة العربية.

والسلام عليكم

رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
المحامي حسن بيان
طرابلس في 7 / 1 / 2018





الاثنين ٢١ ربيع الثاني ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / كانون الثاني / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة