شبكة ذي قار
عـاجـل










المدخل :

البديهيات قد تنفع في التذكير .. إن نفعت الذكرى !! .

كل حكومات العالم ، ولست هنا أتحدث عن الدولة أو الدول ، إنما أفرق دائمًا بين الدول وبين الحكومات .. الحكومات زائلة بطبيعتها والدول هي الباقية .. وهذه هي إحدى الحقائق ، التي قد لا يعرفها البعض من الناس .

أقول كل حكومات العالم ، وهي حكومات ذات وجود مشروط ببرامجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، ومهما طال أمد حكمها فهو مؤقت ومحكوم بتنفيذ حاجات الشعب المادية والاعتبارية والحضارية من عدمها .. ومن هنا ، فالشعب مصدر السلطات وصاحب الحق في القرار والإقرار بجود الحكومة أو رفضها أو إزالتها بمختلف الوسائل الممكنة والمتاحة بما فيها استخدام جزء من سلطاتها المسلحة أو عن طريق قوى الشعب الوطنية .

وأقول أيضًا ، أن من أهم واجبات الحكومات : توفير الأمن والاستقرار في البلاد ، وتوفير الأمن الغذائي وتوفير مستلزمات الصحة للمواطنين وتوفير متطلبات الحماية القانونية والدستورية ، فليس من المنطق أن يترك المواطن لكي يحمي نفسه بنفسه !! .

كيف ؟ : يحمي نفسه من القتلة في الشوارع .. ويحمي نفسه من السراق واللصوص .. ويحمي نفسه من اختطاف أطفاله .. ويحمي نفسه من اغتصاب عائلته .. ويحمي نفسه من الاعتقال الكيدي .. ويحمي نفسه من الأمراض .. ويحمي نفسه من جشع الأطباء ومذاخر الأدوية .. ويحمي نفسه من الأوبئة العابرة للحدود .. ويحمي نفسه من سموم الأغذية المصدرة وفاقدة الصلاحية .. ويحمي نفسه من المخدرات بأنواعها .. ويحمي نفسه من الأمراض الفتاكة المنقولة عبر الإباحية .. ويحمي نفسه من دعوات الانفتاح على التهتك الأخلاقي المصدر إلى البلاد والعباد .. ويحمي نفسه من التلوث البيئي المستشري أرضًا ومياهًا وجوًا .. ويحمي نفسه من العدوان الخارجي .. ويحمي نفسه من الأفكار الهدامة التي تفرقه ولا توحده .. ويحمي نفسه ، ضامنًا لأهله وشعبه ومستقبل أجياله .

فهل أن كل هذا من مهام المواطن ؟ ، أن يحمي نفسه بنفسه ، فإذا كان الأمر كذلك ، فأين هي واجبات الحكومة ؟ ، ما هي وظائفها وهي محكومة أساسًا بتنفيذ كل هذه الوظائف ؟ .

فماذا نحكم على حكومة لم تحقق أي شيء من ما تقدم إلى الشعب طيلة أربعة عشر عامًا ؟ ، هل هي حكومة ناجحة أم فاشلة أم مجرد عصابة تمتلك قوة البطش والتنكيل ولا تمتلك أي قانون أو شرع أو مشروع طالما كان وما يزال شاغلها الوحيد ، سرقة المال العام أولاً ، وتكريس النفوذ ثانيًا ، وخدمة دول الاحتلال الأجنبية ثالثًا ، والعمل المثابر للبقاء في الحكم بتدوير الفساد والفاسدين وإحكام التحالفات المنبوذة من الشعب رابعًا ، ومحاربة أي إتجاه وطني شريف يرفض الانحراف والفساد والفاسدين والعمالة للأجنبي ؟! .

ومع كل هذا التهتك طيلة هذه السنين العجاف ، ما تزال أركان الحكومة ، ممثلة بقوى العملية السياسية المتعفنة تحاول أن تجري بكل صلافة ووقاحة إنتخابات التزوير والفساد المتراكم عن حكومات الاحتلال وعمليته الموبوءة الفاشلة ، بوسائل وتحت يافطات ووجوه كالحة لا تمت للوطنية بصلة .. على الرغم من أن الجماهير في كل محافظات العراق قد طردت المسؤولين بالأحذية وحرقت مقراتهم ودكاكينهم ، وسفهت مرجعياتهم المراوغة والمخاتلة وداست بأقدامها صور الدجالين والكذابين والمنافقين الذين يعتمر بعضهم عمامات النصب والاحتيال والفسق والفساد باسم الدين وباسم المذهب ، ( أي مذهب ينخر قادته الغلو والتعصب والتزمت ويغرق قادته الفساد حتى نخاع العظم ؟ ) .. حيث جرب نوري المالكي- حزب الدعوة وجرب عمار الحكيم .. وجرب علاوي وقادة الحشد الشعوبي والمطلك والنجيفي والجبوري ، حظوظهم العاثرة وتلقوا ردود الشعب بالأحذية وقذفوهم بالحجارة .. كما يحصل الآن لمرشحي مجلس الفاسدين اللصوص ، حين يزورون مناطق المحافظات الانتخابية بلا خجل ولا كرامة .. ومع كل هذا تصر حكومة الاحتلال على إجراء الانتخابات .. ولديها كل وسائل التزوير التي يمكن إجمالها بالآتي :

- إرغام المواطن على إستلام هوية الناخب لتحديث المعلومات .. والنتيجة تسجيله ألكترونيًا ، حتى لو لم يحضر ، بأنه قد أعطى صوته لأحد أركان الحكومة العميلة .. وتتم هذه العملية المبرمجة علنًا وأمام أنظار العالم .

- أما الذين يحضرون مراكز الانتخابات فإن وسائل التزوير المعدة كفيلة بتفريغ الأسماء والأصوات ، بعد محوها ، وبطريقة معروفة ، وملؤها بأسماء تختارهم لجان الأحزاب الفاشلة المشرفة على الأنتخابات .

- تهديد المواطنين بقطع الحصة التموينية عنهم في حالة امتناعهم عن التصويت في الانتخابات .. وتعلن حكومة العملاء بأن في البلاد ديمقراطية !! .

- تهديد الموظفين بطردهم من وظائفهم في حالة مقاطعتهم الانتخابات .. وتدعي حكومة العمالة بأن أجوائها ديمقراطية !! .

- إرغام القوات المسلحة على الانتخابات في مقراتهم ومعسكراتهم ، وفي الوقت نفسه في مناطقهم مع عائلاتهم !! .

- كما أن نسبة عالية من المواطنين يسكنون العراء في مخيمات النزوح من كوارث حروب السلطة العميلة بحجة ( حرب داعش ) .. يشكلون طعنًا كبيرًا وواسعًا في أي انتخابات رسمية .

- استمرار بقاء النازحين بالملايين في المخيمات لأغراض نهب أموال التسول من الدول الأخرى بـ( عقد مؤتمر المانحين ) بهدف ( إعادة إعمار ما خربته آلة الحرب الأمريكية والإيرانية .. لتواصل شركات دول القتل والتخريب نهب الأموال تحت يافطة الإعمار ) .

فيما تعمل أحزاب القتل والنهب والعمالة في العملية السياسية على تدوير عناصرها الفاسدة تحت لافتات وأسماء جديدة وأساليب جديدة في الترويج بخلق أزمات بوجوه الفقراء وظهور المرشح كـ( منقذ ) في حل المشكلة للبسطاء الفقراء المعوزين - كما حصل ذلك في مدينة صدام - قبل بضعة أيام .. هذا الأسلوب الجديد جاء بديلاً عن توزيع ( البطانيات والتلفزيونات ولوازم المطبخ للمواطنين وصرف مبالغ للمرتزقة عن طريق الإعلام الرسمي الموجه ، كإعلام العميل ( سعد البزاز ) مثالاً ، وقناته الأمريكية – الإسرائيلية ، التي تروج لعناصر الفساد في كل حين .

وخلاصة القول .. المواطن العراقي بات مسؤول عن نفسه وعائلته ، يدافع عنها ويحميها ، ولم يعد للحكومة العميلة في العراق أي وظيفة .. فهي تتحدى الشعب العراقي وتتحدى دول وحكومات العالم وتتحدى الأمم المتحدة بكل صراحة ووضوح ووقاحة بأنها ، ومنذ أربعة عشر عامًا من الاحتلال الأمريكي والإيراني ، لا تحفل بالشعب العراقي ولا تمارس وظيفتها البديهية ، التي دأبت عليها حكومات العالم ، بل هي تكترث فقط لانتخاب الفاسدين وتكترث لامتيازات أعضائها ولنفوذها وأحزابها واستمرار حالة التردي إلى مستوى الانفجار الذي سيحرق الأخضر واليابس !! .





الاحد ٣ جمادي الثانية ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / شبــاط / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الدكتور أبو الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة