شبكة ذي قار
عـاجـل










لم تمر مظالم وقهر وقتل وتشريد وقطع ارزاق على شعب في العالم مثل ما مر على البعثيين في زمن لا نبالغ إذا قلنا أن القلوب فيه قد بلغت الحناجر، من فرط ما يجده البعثيين من عنت وظلم , ها هم الصفوين اليوم ومن حالفهم من عباد النار يتحالفون على إبادة جماعية لأهل العراق بعد إن إصدار كفار المنطقة الغبراء القرار السئ المضاف الى قراراتهم المجحفة بحق المناضلين البعثيين وثيقة العار بمصادرة أموال أكثر من 4000 بعثي وعوائلهم , وهذا دليل افلاسهم ودليل واضح على خستهم ودناءتهم في آن واحد ، وإفلاسهم الفكري والسياسي والأخلاقي ، وهم يعرفون هذه الحقيقة في قرارة نفوسهم.

إن الأحداث والوقائع التي يمر بها العراق في هذه الأيام أحداث صعبة ومريرة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً من تكالب المد الصفوي، واستيلاء عملاء لا خلاق لهم مقاليد الحكم فساموا الناس سوء العذاب وأرعبوهم ، وسرقوا حقوقهم وأذاقوهم الويلات .

لنا في التاريخ لعبرة ، الاحداث التي تدور رحاها الآن تذكرنا بتلك الاحداث التي حدثت في العهد النبوي عليه الصلاة والسلام واجتمع فيها كفار قريش على المسلمين , نرجع بالذاكرة إلى الوراء، ونقطع حجب الزمان ، لنقترب من صفحة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم لا تنسى، لنسلي بذلك مصابَنا، ولنصحِّح في الحياة مسيرنا. إنها.... قصة المقاطعة الباغية، والحصار الظالم الذي تعرض له الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم - وأصحابه الكرام -رضي الله عنهم- في شعب أبي طالب , ذبلت الأجساد، وجفَّت الأكباد.. قرقرت البطون، وظمئت الأجواف.. أطفال يصرخون، وشيوخ يئنون.. مرضى يتوجَّعون، ورجال حائرون.. إنه مشهد من مشاهد الحصار، وأثر من آثاره , ولكن لمن كانت العاقبة , العاقبة للمتقين وهذه من السنن الكونية التي لا تتبدل ولا تتحول، والتي تكرر ذكرها في القران الكريم قوله تعالى تعقيبا على قصته فرعون مع موسى عليه السلام { تِلْكَ الدَّار الْآخِرَة نَجْعَلهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْض وَلَا فَسَادًا , وَالْعَاقِبَة لِلْمُتَّقِينَ } وقوله تعالى بعد ذكر قصة نوح عليه السلام مع قومه { تِلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ ۖ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلَا قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هذا ۖ فَاصْبِرْ ۖ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ } وقول الله تعالى { قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } إنّ هذا التأكيد على أن العاقبة المحمودة في النهاية هي للمؤمنين الصادقين .

فقُلْ لكلﱢ عُتاةِ الأرضِ .. مَن غَشَموا

 ومَن طغَوا قبلَكم في الأرضِ.. أينَ هم ؟

الباطل يطفو ويعلو وينتفخ ويبدو رابياً طافياً ولكنه يعدُ زبد أو خبث ، ما يلبث أن يذهب جفاء مطروحاً لا حقيقة له ولا تماسك فيه والحق يظل هادئاً ساكناً . وربما يحسبه بعضهم قد انزوى أو غار أو ضاع أو مات . ولكنه هو الباقي في الأرض كالماء المحيي والمعدن الصريح .

اننا البعثيون معشر صبـــــــر لن نستغيث وان غاصت بالدمى الركبُ وهذه الاموال والعقارات ليست اغلى او افضل من بيوت وأموال اهل الانبار وصلاح الدين الموصل والبصرة وكربلاء وبغداد ولا أفضل من دماء الابرياء في هذا البلد التي تسفك في كل يوم بدم بارد وبدون وجه حق على ايدي مليشيات عصائب اهل الباطل وغدر والخرساني .





الثلاثاء ١٩ جمادي الثانية ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / أذار / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد مناضل التميمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة