شبكة ذي قار
عـاجـل










حال المضاربة والسياسة في أسواق العراق المحتل إيرانيا يثير التناقضات. فهناك من يهتف مفلسا في النجف اليوم :
( يسقط التومان الإيراني )
( يعيش الريال السعودی )

وهناك من يذكرنا بأحوال ظنناها مرت ونسيناها وقد طويت منذ عقود وعهود ...

كنا صغارا نغني ببراءة مع مغني المونولوج والمربع العراقي الشهير فاضل رشيد وهو ينتقد شاه إيران محمد رضا بهلوي، وهو يتحرش بوقاحة ويهدد آنذاك جمهورية العراق الفتية 1958 عندما انسحب العراق من حلف المعاهدة المركزية "السنتو" ، أي حلف بغداد:

( بهلوي شيريد منا ... چيميخوي!! )

نستذكر كل ذلك، في هذا الوقت الذي يُنَظِم فيه ( تُبَّع ) إيران وعبيدها في العراق حملتهم الغوغائية المتصاعدة إعلاميا هذه الأيام المطالبة بإلغاء زيارة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي المرتقبة للعراق وللنجف خاصة.
وهكذا يتباكى فجأة أمثال محافظ النجف المدعو لؤي الياسري ( حزب الدعوة ) ويتحدث علنا وأمام كآمرات الإعلام، عن سوء ألأوضاع وتدهور حال مدينة النجف. وينسى هذا الياسري لأول مرة في كلامه إضافة توصيف للنجف، سواء بكلمة "المقدسة" أو الأشرف لها.

ويذهب المحافظ لؤي الياسري بعيدا في تصريحه ليصل إلى حد المطالبة رسميا من حكومته وقف ما أسماه تدفق "الزيارات المليونية" على النجف ، والتي باتت ليست ذي فائدة على المدينة، ( حسب تصريحه ) ، مبررا ذلك: ( إن تلك الزيارات المليونية "لا تقدم فلسا واحدا" إضافيا لميزانية المحافظة الفارغة!!! ) ... ويضيف المحافظ لؤي الياسري: باتت الزيارات المليونية تشكل خطرا على مستويات عيش المدينة وسكانها وبناها التحتية المتردية يوما بعد يوم ، و يعترف الياسري: إن مستوى الخدمات التحتية في مدينة النجف أمسى متدنيا جدا جدا؟ ويقول هذا المحافظ الدعوچی : تشكو المدينة من التدهور والفقر والضياع والتخلف، متناسيا انه الذی یتسلط علیها محافظا مع بقية عصابات حزبه "الدعوة" منذ سنوات، محولا إياها مدینة للمخدرات ، سواء باستهلاكها أو عبورها وترويج تجارتها عبر المنافذ الحدودية لها مع السعودية والأردن والى المحافظات العراقية الأخرى.

طبعا يأتي توقيت تصريحات محافظ النجف لؤي الياسري لغاية في نفس يعقوب ، والذي قد يبدو صادما وغريبا ومفاجئا للكثيرين، في وقت معين محسوب بدقة؟ .

وإذا ما عرف السبب بطل العجب ؛لكون تصريح المحافظ علي الياسري اليوم الثلاثاء 21 من آذار 2018 وتباكيه عن تدهور أحوال النجف إلا لمجرد عرض حال لاستجداء تافه ورخيص، وطمعا بمال سعودي قد يُقدم من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي ينوي زيارة النجف بعد إنهاء زيارة له إلى البيت الأبيض في واشنطن نهاية هذا الأسبوع .

"والي" ومحافظ النجف "السيد" لؤي الياسري يهيأ الأذهان منذ الآن للاستجداء العلني كي يملأ جيبه، ويحصل على "هبرة" سعودية، ولا يهم أن تكون " مكرمة" أو تبرعا من الأمير السعودي، ( الوهابي" ) حسب توصيفهم له ، لا يهم شكل الدفع سواء كان بالدولار الأمريكي أو حتى بالريال السعودي.. خاصة بعد كبسة ولده المدلل جواد لؤي الياسري وحكمه حكما ثقيلا نافذا بالسجن بقضية المخدرات الشهيرة وترويجها!!!.

نذكر إن هذا المحافظ وأمثاله وطاقم حكومته قد صدعوا رؤوسنا بتطوير وترويج السياحة الدينية في العراق والتي ستعوض تماما عن عائدات النفط والغاز وهم الذين قالوا : إن النجف أصبحت قطب ومركز السياحة الدينية في العالم ، وحازت على الموقع الأول في العالم، وإنها تجاوزت موقع وريادة مكة المكرمة والمدينة المنورة في استقبال عدد يتجاوز الملايين من الزوار لهما حتى في اشد مواسم الحج كثافة.

نفس هذا المحافظ كان يقول منذ أسابيع فقط : ( إن مطار النجف قد بلغت وارداته السنوية 6 مليارات دولار أمريكي ، وكل هذه المليارات تصب في جيوب حفنة من اللصوص المتمردين على سلطات الحكومة المركزية وعلى سلطته كمحافظ ) . ولم يفصح لؤي الياسري من هي هذه العصابات التي تستحوذ وتتحكم بمطار النجف وتتمرد على سلطته، كمحافظ، وعلى حيدر ألعبادي كحكومة؟ .

هل نذكر هذا المحافظ الدعوجي : إن من فتحوا الحدود العراقية على مصراعيها، من دون ضوابط لدخول ملايين القادمين من إيران ، وبدون تأشيرات، وحتى بدون وثائق وجوازات سفر ، وهو وأمثاله من رتبوا وصوروا وروجوا لمشاهد فيديو وأفلام مذلة وخالية من الذوق، تلك التي تظهر بعض التعساء من العراقيين وهم يمسحون التراب من أحذية القادمين من طهران ويغسلون أقدامهم على مفترقات الطرق العراقية، ومن دون خجل، بل ألبسوا بعض أؤلئك التعساء ملابس عسكرية إمعانا باهانة سمعة الجيش العراقي، وهم من أشاعوا ، وبالتنسيق مع محافظ ذي قار المعتوه في حملة إعلامية تافهة إلى نية نقل حج المسلمين من مكة المكرمة إلى أطلال مدينة أور السومرية قرب الناصرية، واعتبار تلك الزقورة السومرية هي نفسها معبدا وهيكلا لسيدنا إبراهيم الخليل المولود في أور، حسب بعض الروايات التاريخية، وهكذا يقدم هؤلاء مدينة أور لتكون محجة وقبلة أولى لكافة المسلمين، بدلا من مكة المكرمة والمدينة المنور.

هل اكتشف هؤلاء أنهم لم يجدوا في ذلك الوهم والثقة بالتومان الإيراني إلا سرابا وهميا وليس له أية قيمة مالية تذكر، كعملة صعبة، يراد فرضها في العراق، لأنه تومان مزور يتسرب لأسواق العراق وينتهي جمعه في جيوب المافيات الايرانية وشركاتها السياحية الوهمية المنتشرة في عموم العراق، يديرها الحرس الثوري الإيراني ومصالح المخابرات الايرانية ووكلاء " اطلاعات" ، وهي العصابات التي تحكم السيطرة التامة على اقتصاد وحياة مدن النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء وبالهيمنة على محلات الصيارفة والبنوك التي تسرب عبرها مليارات من أوراق لعملات من الدنانير العراقية الورقية المزورة تطبع وتجلب من ايران وتتسرب إلى السوق العراقية ، وتفرض على سوق تبديل العملات بقوة السلاح وابتزاز عصابات الجريمة المنظمة والمليشيات المنفلتة، ومليارات العملات المزورة تأتي من ايران بما فيها التومان وهي مطبوعة هناك، وتفرض بواسطة تعاملات الصيرفة والبنوك المشبوهة، حيث يتم خطف كل دولار أو أورو يدخل العراق ، وحتى كل تومان يدخل أسواق مدينة النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء وبقية مدن المزارات العراقية، بحيث لن يحصل أبناء النجف، وتلك المدن العراقية، شيئا مفيدا من هذا المال المزور الذي يتم عبوره عبر هذا الكم الغازي من البشر القادمين بصفة " زوار" لمدنهم العراقية، وبات يتحول يوما بعد يوم الى ظاهرة استيطانية تسهلها لهم طرق التطهير الديموغرافي والطائفي لمناطق عراقية خطط لها ان تكون محتلة في المرحلة الأولى والمراحل التالية قيد التنفيذ حاليا .

وهكذا يفقد النجفيون والكربلائيون وأهالي الكاظمية وسامراء يوما بعد يوم أملاكهم وأراضيهم وهم يضطرون إلى بيع تلك العقارات والمحلات والمطاعم والفنادق المحيطة بالحضرة والمرقد العلوي في النجف وبقية المزارات لصالح عملاء ووكلاء وأبناء ايران وعصاباتها المتنفذة.

تذكرت هذه المشاهد وكأني أسمع بالأمس صوت مونولوج الفنان العراقي المعروف فاضل رشيد في بداية ستينيات القرن الماضي وهو يغني :

من بايگه ألهذا الديچ
من بایگه ألهذا الدیچ
يگولون باگه حسون
وسوه علیه فسنچون

والی مونولوج عراقي آخر ظریف کان مطلعه :
بهلوی شترید منا
چیمیخوی.
چیمیخوی





الاربعاء ٤ رجــب ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / أذار / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ا.د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة