شبكة ذي قار
عـاجـل











عقدت جلسه حوارية بين مجموعة من الشباب العربي المقيم في السويد والمتطلع إلى غدا أفضل لامتنا العربية المجيدة وكان ذلك في 25/11/2017.

ذكرتني هذه الجلسة بمحاضرة للرفيق القائد والمعلم المرحوم احمد ميشيل عفلق مع الشباب في المغرب العربي وأشرت هذه الجلسة إلى ملاحظة مهمة جدا مفادها إن الخطاب السياسي يتغير من جيل إلى جيل أخر ما نعنيه هنا بالتغير هو في لغة الخطاب وليس بالمنطلقات النظرية التي استند إليها الجيل الأولى وثبتها المؤتمر القومي السادس عام 1963. إي نحن بحاجة ماسة إلى نخاطب الجيل الرابع أو الخامس بلغة العصر عصر الثورة المعلوماتية وعصر التطور الهائل بوسائل الاتصال الحديثة وهذه مسؤولية تقع على الجيل الثالث والذي نتمنى علية ان يغادر مفردات الجيل الأول اللغوية والسرد الطويل والوصف المبرر له ليخاطب الجيل الشاب اليوم.

طرحت في الجلسة محاور كثيرة للنقاش تحتاج إلى جلسات تم الاتفاق أن نبقى بمحور الاشتراكية وما يتفرع عنها .

اعتبر حزب البعث العربي الاشتراكي إن أهدافه الإستراتيجية هي الوحدة والحرية والاشتراكية منطلقا من أيدلوجيته العلمية والثورية ، وان أيدلوجيته القومية الاشتراكية هي أيدلوجية علمية ، والعقل العلمي بطبيعته ينفتح على الواقع وعلى كل التجارب العالمية لكنه يرفض الإحكام المسبقة والجاهزة.

إن الفترة الزمنية التي ولد فيها حزبنا كانت فتره الصراع الحاد بين الأحزاب العالمية التي تحمل شعار الاشتراكية ، فكانت هناك الاشتراكية الديمقراطية الإصلاحية وهناك التطبيق الستااليني الشيوعي الذي كان يمارس الإرهاب الذي وصل إلى التلاعب بالاشتراكية نفسها والذي انتهجته وثقفت عليه الحركات الشيوعية في وطننا العربي ، وخلال تلك الأجواء اختار حزبنا أن لا يكون سلبيا في موقفه من تلك الحركات وان يتعامل معها من منطلق الثقة بالنفس ، إن موقف حزبنا الحيادي بين الفهمين للأطروحات الاشتراكية لم يكن موقفا انتهازيا ، سياسيا، بل كان موقفا حضاريا ينبع من فهم حركة التطور التاريخي للإنسانية وإمكاناتها المتجددة.

إن الحزب يعرف جيدا إن العلمية تعني اكتشاف القوانين المحركة للواقع والعمل على إيجاد قوانين بديلة تلبي حاجة الجماهير واستناد هذا لا يمكن أن نستورد نظرية جاهز تعاملت مع واقع غير واقعنا وتستهدف جماهير غير جماهيرنا، فالواقع واقع حي ، وفي تغير مستمر ، والقانون العلمي وان كان يستند إلى منطلقات ثابتة لكنه لا يعطي نفس النتائج عندما الظروف المصاحبة للتجارب ، من الحكمة إن نقول إن ما يجمع بيننا وبين التراث العالمي هو العلم وان هناك حقيقة وهي إن ليس هناك نظرية مهما كانت تدعي حيازة العلم كله فالعلم رحبا وفسيحا لأنه يرتبط بالحياة و التطبيق الحقيقي للاشتراكية الإنسانية لا يمكن أن يكون إلا على أساس مراعاة الخصائص القومية كما يؤكد حزبنا على ذلك .

إن الإيمان بالاشتراكية كهدف استراتيجي لم ينبع من أفكار مجرد ليس لها علاقة بالواقع ولم يكن شعور بالشفقة على الكادحين في امتنا ، انه هذا الإيمان يأتي من حاجة امتنا الحيوية نفسها لإنقاذ نفسها من فناء في ظل معركة الوجود التي تخوضها مع الطامعين في السيطرة على مقدراتها ، وهنا نجيب على سؤال احد الشباب الذي اعتقد بان حزبنا لم يعد بحاجة إلى الاشتراكية في عالم يتجه إلى الاقتصاد الحر.

وهنا نؤشر اختلاف حزبنا في نظريته الاشتراكية التي انتهجها الحزب الشيوعي في النموذج السوفيتي ، فالحزب يعتقد إن الصراع الطبقي لم يأتي جراء الانقسام الحاد بين طبقة الرأسمالي وطبقة العمال وإنما جاء بسبب عجز الإقطاع والبرجوازية عن حماية ثروة البلاد من الغزو الأجنبي الذي عمل ويعمل على مؤسسات الإنتاج الوطني ويأتي أيضا عن عجز هذه القوى عن البناء الذي يستهدف إنقاذ الفقراء من الجوع وذلك بتوفير فرص العمل وإلغاء التفاوت بين زيادة السكان في الوطن العربي وزيادة الناتج القومي ، ما نراه في العراق اليوم يؤكد ما ذكرناه أعلاه فبالرغم من إن العراق يعتبر من الدول الغنية لكننا نجد إن نسبة الفقر اكبر من التوقع والسبب معروف ، خونة وعملاء ولصوص وأميين هم الذين يمسكون بالسلطة وهذا يعني إن التفاوت الطبقي ليس بسبب ملكية وسائل الإنتاج لان العراق ألان لا يملك أصلا وسائل إنتاج.

وإذا أردنا أن نلخص هدف الاشتراكية التي يهدف إليها حزب البعث العربي الاشتراكي نقول :

1 ـ تمكين الكادحين ( عمال ، فلاحين ، طلبة ، عسكريين ) ، من السيطرة على وسائل الإنتاج وليس العمال فقط.
2ـ الاشتراكية تعني رفع الفقراء إلى مستوى الأغنياء وليس الأخذ من الأغنياء والتوزيع على الفقراء على طريقة روبن هود والطريقة الماركسية .
3 ـ حق الإنسان بالملكية الفردية ولكن ليس على حساب المجموع ولان حرمان الإنسان من الملكية الفردية كما تهدف الاشتراكية الشيوعية يعني تحول الإنسان إلى اله.
4ـ حق البرجوازية الوطنية والقطاع الخاص في الاستثمار ولكن ليس على حساب القطاع العام ، وهذا محرم في الاشتراكية الشيوعية .

5 ـ ترتبط الاشتراكية بهدف الوحدة والحرية ارتباطا جدليا متلازما فمشكلاتنا ليست اقتصادية فقط بل هي قومية وتحررية ، وهنا نقول إن اشتراكيتنا نابعة من العلمية التي درس فيها حزب البعث العربي الاشتراكي القوانين المحركة للواقع العربي .

يقول الرفيق احمد ميشيل عفلق في كتاب في سبيل البعث صفحة 221 ( فليس فقط الرأسماليون والإقطاعيون هم أعداء الشعب العربي بل أيضا هم السياسيون الذين يتمسكون بالتجزئة لأنها تفيدهم شخصيا ، وليس هؤلاء فحسب بل أولئك الذين يسايرون الاستعمار بشكل من الإشكال وأولئك الذين يعادون الفكر والعلم والتطور والتفتح والتسامح والذين يقاومون أو يحولون دون تحرر امتنا ).

ويقول معلمنا الأول كبعثين وفي نفس الكتاب ، الصفحة 219 : ( وحزبنا عندما ربط الوحدة العربية بالاشتراكية لم يتعسف ولم يرتجل بل وجد في ذلك السبيل الوحيد لكي تصبح الوحدة في حياة الجماهير حقيقة حيه متحركة يطالب بها كل عامل عندما يطالب بخبزه وبزيادة أجره وبالدواء لأبنائه ، وعندما يطالب كل فلاح فقير ومظلوم باسترداد حقه في إنتاجه ويرفع الظلم عن كاهله ).





الثلاثاء ١٠ رجــب ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / أذار / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د . فالح حسن شمخي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة